"إن السوق الصاعدة تأتي باكراً لمن خطط جيداً لها، وفي الحقيقية هذا الأمر مزعج جداً "
في كل كتب الثراء، وفي كل كتب التداول عالية المستوى، يتفق فيها جميع رواد الأعمال ، المحللين ، المفكرين ، و الاقتصاديون أن الثروة تُخلق من الكوارث ، وهذا يكون من خلال استغلال الكارثة التي حصلت بأن تجد الحل الأمثل أو أن تقدم على الاستثمار بأعلى مستوى من التخطيط ، وحينها سترى أن السوق الصاعدة ستفاجئك بقدومها وستتمنى حقاً أن السوق لو أمهلك زمناً أكبر حتى تُعد للصعود أكثر.
مقتبس من كتاب Fake Money لمؤلف روبرت كيوساكي
آخر التطورات الفنية
"الخبر هو مجرد تبرير لحركة العرض و الطلب التي يفسرها التحليل الاقتصادي لا أكثر"
توم وليامز في كتابه Master the market
في الآونة الأخيرة شهدنا هبوطاً قويا للبيتكوين ، من مستويات 30.000 وحتى 25900 في وقت كتابة المقال ، ليأتي بعد الانخفاض بساعات تصريح من مجلة Wall stree journal أن إيلون ماسك باع من البيتكوين ما بقيمته 373 مليون دولار.
طبعاً الكمية التي بيعت لا تشكل هذا الخطر الكبير من حيث الضغط على السعر ، كون الكمية قليلة جداً ، ولكن يمكن القول أن السوق وجد مبرراً لنفسه كي يهبط ، علماً أننا توقعنا هذا الهبوط و أِشرنا إليه في مقالنا السابق بعنوان البيتكوين يغير قناعة كبار التجار ( ننصحك بقراءته).
الدورات الزمنية والصعود عالي الاحتمال من حيث الزمن
لقد تكلما عدة مرات، في مقالات سابقة لنا عن الدورات الزمنية التي يسلكها البيتكوين ، و أنها مشابه للأسهم الأميركية الناشئة ، ولقد أخبرناكم أن في كل مرة يتم فيها الأصل دورة زمنية ويهبط بنحو 80% وسطياً ثم ينجو ، يزداد نضجاً و يستقر ، وهذا ما يجعل السعر في كل دورة زمنية أعلى من سابقتها وعلى هذا لا بد أن ننوه لك مجموعة من أهم الحقائق في ما يتعلق بالدورة الزمنية:
1.الدورات الزمنية تتوافق مع التحليل الفني على المدى الزمني البعيد وهذا يجعل من دقة التحليل الفني تزداد على المدى البعيد بمعدل لا يقل عن أربع أضعاف
2.الدورات الزمنية علم كامل في الاقتصاد وهو علم ليس تنبؤي بقدر ما هو وعلم يقيس السلوك وأول من تكلم عنه هو العالم الاقتصادي Edward R. Dewey ، في كتابه الدورات الزمنية و القوى الغامضة ، مركزاً فيها على دورة الحروب الدولية التي تتكرر كل 22.2 عام ، دورة النشاط العقاري كل 18 عام ، ودورة الأسهم كل 9.2 عام.
3.أحد أشهر تبريرات الدورات الزمنية هو السلوك المعتاد الذي يمكن على أساسه أن نقيس النمط الثابت للبشر والذي لا يتغير
4.أتم البيتكوين حتى هذه اللحظة ثلاث دورات زمنية بمعدل 4 سنوات لكل دورة وفي كل مرة فيها انخفض وسطياً 80% وبعدها صعد 5 أضعاف وسطياً
5.تتميز الدورة الزمنية بثلاث سنوات من الهبوط و سنة واحدة فقط بالصعود وقد تنعكس في الدورة الزمنية القادمة
6.في كل دورة زمنية تنهار العملات التي لا تحقق المفهوم الصحيح لمبدأ الحماية العالية ، مع لامركزية ولهذا قد نرى الكثير من العملات التي ستنهار بمجرد انتهاء الدورة الزمنية لأنها تستنزف من صحتها المالية.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"أسوأ ما في الأسواق أنها مليئة بالثرثرة، وأجمل ما في الأسواق أنها لا تستجيب لتلك الثرثرة لأن أغلبها من المفلسين"
في الآونة الأخيرة وجدنا الكثير من الأخبار السلبية تدور حول قضية BNB ، و الضغط الحكومي عليها في الولايات وهذا ما أدى إلى انخفاضها ، انخفاضاً حاداً و استقرار أسعار البيتكوين أعلى 25k، وهذا نظراً لكون البيتكوين يشكل مفهوماً لا مركزياً بشكل أكبر ، وهذا صدد الحديث في مقالنا اليوم.
سنلاحظ في الآونة القادمة، أن الكثير من الأخبار التي تركز على المفهوم التقني للعملة المشفرة فإذا كانت العملة، لا تحقق المبدأ الأساسي الذي قام عليه البيتكوين وهو اللامركزية، وهذا ما أراه بعدد لا بأس به من العملات ،والتي ستنهار بشكل أو بآخر وخصوصاً أننا على أطراف النهاية من الدورة الزمنية لذلك حذاري.
قانون القطيع والأمل المنقطع
أحد أشهر قوانين التحليل الفني، والذي ينص على أنه بحال شاع خبر حول صعود أو هبوط أصل أو سهم معين فإن صناع سوق لهذا الأصل لن يجعلوا الأصل يصعد بهذه السهولة وهذا يكون من خلال الضغط السلبي على الأصل، ويمكن أن نقول أن هذا القانون مشتق من القانون الاقتصاد الكلي (التوقعات العقلانية)
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنياً للسعر نلاحظ:
1.السعر أنهى خمس أمواج إليوت هابطة و ثلاث تصحيحية ، بالتوافق مع الدورات الزمنية ، وهذا يدل على أن ضغط التداول العرضي واضح
2.السعر تداول بشكل عرضي، لمدة لا تقل عن 15 يوماً بعد إنهاء أمواج إليوت ولكن لا بد له أن يتداول عرضياً لمدة لا تقل عن 21 يوماً حتى يكمل بذلك وهذا يشير على أن التداول العرضي قد يعود
3.تشكل نموذج الرأس و الكتفيين المعياري، وأن السعر بهبوطه نحو 25 أختبر عنق الرأس و الكتفين و الآن نحن بانتظار محفز واضح للصعود لكن الاختبار ككان عميقاً قد تطول فترة ظهور هذا المحفز.
الخلاصة الفنية:
بعد الهبوط نحول 25، فنياً علائم التداول العرضي واضح لمدة لا تقل عن 7أيام ما بين ، 25 ، و 27 ، وهذا حتى يكمل حصوله على العزم و يوافق انتهاء الدورة الزمنية.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
"ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد ، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة ، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط: تداول عرضي لمدة لا تقل 7 أيام ، ثم إغلاق سعري ، و افتتاح سعري دون فجوة أعلى 28000
دقة السيناريو: 68%
حينها يمكن القول أن السوق الصاعدة بدأت ولكن قد يحتاج الصعود فترة طويلة وقد يستهدف مستويات 35.000 ثم يستقر عندها لفترة طويلة.
السيناريو الثاني
الشرط: عدم تحقق الشرط السابق كاملاً
دقة السيناريو: 32%
نتوقع بهذه الحالة استمرار التداول العرضي
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ تذكر تماماً أن التعامل مع الأسواق الحديث ، يتطلب منك استرجاع للماضي بحذافيره حتى تعلم أين تكمن الفرصة و هذا يتطلب منك القراءة الكثيرة أو استشارة أهل العلم.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر
Twitter: @omarsyyah