أغلقت الأسعار بنهاية تداولات الأسبوع الماضي يوم الجمعة عند مستوى 1890 تقريبا.
كما هو واضح من الرسم البياني أعلاه فإن الأسعار ولأول مرة منذ يوم الإثنين 13/03/2023 تستقر أدنى من مستوى 1900 لتداولات يوم كامل.
حيث أن الأسعار منذ أن اخترقت مستوى 1900 آخر مرة ولغاية الآن تحافظ على استقرار واضح أعلاه .. نعم صحيح أن الأسعار اختبرته في أكثر من مناسبة خلال مدة الخمس أشهر الماضية .. إلا أنها كانت اختبارات سريعة وعودة للاستقرار أعلاه .. ويوم الجمعة كان أول استقرار أدنى من 1900 لشمعة يومية.
أسباب عصفت بالذهب هبوطا
بكل تأكيد لا يمكن القول عن سبب واحد أنه كان هو السبب في هذا الهبوط والسلبية .. إلا أن هناك العديد من المعطيات التي اجتمعت سويّة في ضغطها السلبي الهابط على الذهب نستعرضها سريعا.
منذ بداية شهر 8 أغسطس ولغاية الآن والأسعار تأخذ مسار السلبية والهبوط بشكل واضح.
قمّة شهر 8 كانت في أول يوم من الشهر [الثلاثاء 01/08/2023] والتي كانت 1966 .. لتصل إلى أدنى سعر لغاية الآن في هذا الشهر 1885 تقريبا يوم الخميس الماضي.
بيانات التضخم والعودة للارتفاع لأول مرة والتي أنهت سلسلة من 12 شهر من انخفاض التضخم المستمر .. كانت أحد أبرز الأسباب .. لأن هذا الارتفاع أتى ليؤكّد أن مخاوف الفيدرالي من التضخم حقيقية وليست مجرّد كلام .. وأتت مع بداية الوقت الذي تعلم الأسواق أن تغيير طريقة احتساب التضخم كان السبب في الفترة الماضية في انخفاض التضخم .. لذلك كانت لحظة الحقيقة الأولى مخالفة لاتجّاه التضخم السابق.
محضر الفيدرالي وتصريحات أعضاء الفيدرالي في الفترة الماضية كانت تبدي تخوّفا واضحا من عودة التضخم .. وتظهر الكثير من لهجة التشديد النقدي المستمر في المستقبل القريب.
الخبراء الاقتصاديون منقسمون بشكل واضح بين من يؤيّد الفيدرالي بأن الركود أصبح مستبعدا .. وبين من لايزال يعتقد أن الركود قادم لا محالة .. حتى المؤشر الاقتصادي أعلاه ينذر بأن الركود الاقتصادي لا يزال قريبا جدا.
التشديد النقدي لغاية الآن يبدو أنه يؤثّر بشكل متفاوت في الاقتصاد الأمريكي بشكل عام .. وهذا ما يجعل الانقسام كبيرا بين المختصّين .. حيث لازلنا نشهد بيانات سوق العمل متماسكة وقويّة عند مستويات أعلى من ما كانت عليه قبل الجائحة .. بينما في الجهة المقابلة فإن الرسم البياني للمعروض النقدي لا يزال يتراجع .. والبيانات الاقتصادية لاتزال لغاية الآن تميل نحول الإيجابية بشكل عام.
هل الكبار في حالة شراء أم بيع للذهب؟
- في الرسم البياني أعلاه [الصادر من مجلس الذهب العالمي] يتضّح أنه ومنذ نهاية شهر 5 مايو ولغاية الآن نحن أمام تراجع واضح في عمليات الاستحواذ العالمية.
- على الرغم من التراجع الواضح إلا أن منحنى السعر البياني في الرسم أعلاه يوضّح أن الأسعار حاولت بشكل إيجابي مجدّدا خلال شهر 7 يوليو.
- التفاصيل أعلاه تظهر أن آسيا وحدها كانت في حالة شراء .. بينما بقيّة العالم كان في حالة بيع للذهب.
- ويمكن ملاحظة أن الشراء بالإجمالي يمثّل 25% تقريبا مقابل 75% للجانب البيعي من إجمالي قيمة التدفق النقدي الداخل والخارج من استثمار الذهب.
- وبحسب التفاصيل على مستوى الدول فإن بريطانيا كانت الأكبر في التدفقات النقدية الخارجة من الذهب .. تلتها كل من أمريكا ألمانيا جنوب أفريقيا .. وفرنسا الخامسة على الترتيب.
- بينما الدول التي استمرت في تدفقاتها النقدية لشراء الذهب خلال شهر 7 يوليو فهي على الترتيب الصين، الهند، اليابان، إيرلندا، وحلّت سويسرا خامسا.
- ويمكن القول أنه لا مجال للمقارنة بين التدفقات الداخلة للذهب مع التدفقات الخارجة منه.
- التفاصيل أعلاه توضّح أكبر الصناديق الاستثمارية التي زادت من حيازاتها للذهب والكمية والقيمة التي أضافتها .. وبكل تأكيد فإن الدول التي ذكرت أعلاه هي المسيطرة على القائمة.
- أما التدفقات الخارجة من الذهب [البيع] فمن الواضح أن القيمة والكمية أكبر بكثير من المشتريات.
- ويأتي على رأس القائمة صندوق [SPDR Gold Shares] والذي ربما يعدّ أكبر وأشهر صناديق استثمار الذهب .. مما يستوجب وقوفا مطوّلا عند هذا النوع من التدفق الخارج [البيع] للذهب .. لأن هذا قد يعني تحضيرا بشكل أكبر لمرحلة سعرية جديدة قادمة.
الذهب أساسيا وفنّيا:
حديث جيروم باول في منتدى جاكسون هول نهاية هذا الأسبوع يبدو أنه الحدث الأبرز .. لاسيّما وأن الجميع يذكر ما فعله حديث جيروم باول السابق في نفس المنتدى .. حيث أن التأثير كان كبيرا جدا على كل الأسواق بشكل عام والذهب على وجه التحديد .. ولمن لا يذكر كيف كان التأثير السابق لحديثه يمكن مشاهدة الرسم البياني للذهب أدناه.
بالإضافة إلى العديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة: مؤشر مديري المشتريات الصناعي، مؤشر مديري المشتريات الخدمي، طلبات السلع المعمّرة .. والتي جميعها تعتبر مهمّة ومؤثرة في أسعار الذهب بشكل مباشر.
شخصيا أعتقد أن حديث ميشيل بومان عضوة مجلس المحافظين في الفيدرالي يوم الثلاثاء سوف يكون مهما ومؤثّرا في الأسواق أيضا .. لذلك يجب متابعة تصريحاتها أيضا.
فنيا السلبية أصبحت أكثر وضوحا وسيطرة على الأسعار في الوقت الحالي.
كسرت الأسعار العديد من المستويات المهمّة وأهمها 1916 .. والذي تحدّثت عنه سابقا في أكثر من مناسبة .. منذ يوم بيانات التضخم الأمريكية .. وذكرت أن كسر هذا المستوى قد يفتح مجالا واسعا للهبوط.
النقطة المحورية للذهب خلال تداولات هذا الأسبوع هي مستوى 1916
مستويات الدعم لهذا الأسبوع هي: 1890 | 1877 | 1861 | 1843
مستويات المقاومة لهذا الأسبوع هي: 1927 | 1948 | 1970 | 1989
خلاصة القول:
- الميل العام لأسعار الذهب هو الميل السلبي الهابط.
- بعض التصحيحات السعرية قد تأتي خلال تداولات هذا الأسبوع .. وحينها يمكن البحث عن مستويات مناسبة للبيع.
- كل العوامل تصب في الوقت الحالي نحو المزيد من السلبية والتراجع لأسعار الذهب .. ما لم نشهد مفاجآت كبيرة في البيانات أو تصريحات "البروفيسور" جيروم باول [المنطقي أن تصب أيضا في اتجاه سلبية وهبوط الذهب].
- التدفق النقدي الخارج [البيع] من صناديق استثمار الذهب هو إشارة إضافية نحو سلبية أسعار الذهب في المستقبل القريب .. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الصناديق الاستثمارية تستجيب أيضا بشكل سريع للمتغيرات إن حدثت على الأرض.
- عندما تشير بيانات كبار اللاعبين أن 75% يتجّهون البيع .. مقابل 25% منهم نحو الشراء .. هذا يعني إن لم تكن مهتما بالبيع .. على الأقل احذر من التسرع بالشراء.
- أما بالنسبة للركود والآراء التي تطرح بأن الذهب يرتفع وينطلق في أوقات الركود .. فإنه من الأفضل أن تشاهد فيديو الركود وتفاعل أسعار الذهب وأن تحكم بنفسك عزيزي القارئ .. رابط الفيديو تجده في نهاية الفيديو المدرج أسفل هذا المقال .. والحكمة الاقتصادية تقول: "في أوقات الرخاء استثمر في السندات والأسهم، في أوقات التضخم استثمر في الذهب، في أوقات الركود استثمر في الكاش" أي أن يكون النقد والسيولة جاهزة لاغتنام الفرص التي تأتي في نهاية وقت الركود.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على تويتر
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.
- في الرسم البياني أعلاه [الصادر من مجلس الذهب العالمي] يتضّح أنه ومنذ نهاية شهر 5 مايو ولغاية الآن نحن أمام تراجع واضح في عمليات الاستحواذ العالمية.
- على الرغم من التراجع الواضح إلا أن منحنى السعر البياني في الرسم أعلاه يوضّح أن الأسعار حاولت بشكل إيجابي مجدّدا خلال شهر 7 يوليو.
- التفاصيل أعلاه تظهر أن آسيا وحدها كانت في حالة شراء .. بينما بقيّة العالم كان في حالة بيع للذهب.
- ويمكن ملاحظة أن الشراء بالإجمالي يمثّل 25% تقريبا مقابل 75% للجانب البيعي من إجمالي قيمة التدفق النقدي الداخل والخارج من استثمار الذهب.
- وبحسب التفاصيل على مستوى الدول فإن بريطانيا كانت الأكبر في التدفقات النقدية الخارجة من الذهب .. تلتها كل من أمريكا ألمانيا جنوب أفريقيا .. وفرنسا الخامسة على الترتيب.
- بينما الدول التي استمرت في تدفقاتها النقدية لشراء الذهب خلال شهر 7 يوليو فهي على الترتيب الصين، الهند، اليابان، إيرلندا، وحلّت سويسرا خامسا.
- ويمكن القول أنه لا مجال للمقارنة بين التدفقات الداخلة للذهب مع التدفقات الخارجة منه.
- التفاصيل أعلاه توضّح أكبر الصناديق الاستثمارية التي زادت من حيازاتها للذهب والكمية والقيمة التي أضافتها .. وبكل تأكيد فإن الدول التي ذكرت أعلاه هي المسيطرة على القائمة.
- أما التدفقات الخارجة من الذهب [البيع] فمن الواضح أن القيمة والكمية أكبر بكثير من المشتريات.
- ويأتي على رأس القائمة صندوق [SPDR Gold Shares] والذي ربما يعدّ أكبر وأشهر صناديق استثمار الذهب .. مما يستوجب وقوفا مطوّلا عند هذا النوع من التدفق الخارج [البيع] للذهب .. لأن هذا قد يعني تحضيرا بشكل أكبر لمرحلة سعرية جديدة قادمة.
الذهب أساسيا وفنّيا:
حديث جيروم باول في منتدى جاكسون هول نهاية هذا الأسبوع يبدو أنه الحدث الأبرز .. لاسيّما وأن الجميع يذكر ما فعله حديث جيروم باول السابق في نفس المنتدى .. حيث أن التأثير كان كبيرا جدا على كل الأسواق بشكل عام والذهب على وجه التحديد .. ولمن لا يذكر كيف كان التأثير السابق لحديثه يمكن مشاهدة الرسم البياني للذهب أدناه.
بالإضافة إلى العديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة: مؤشر مديري المشتريات الصناعي، مؤشر مديري المشتريات الخدمي، طلبات السلع المعمّرة .. والتي جميعها تعتبر مهمّة ومؤثرة في أسعار الذهب بشكل مباشر.
شخصيا أعتقد أن حديث ميشيل بومان عضوة مجلس المحافظين في الفيدرالي يوم الثلاثاء سوف يكون مهما ومؤثّرا في الأسواق أيضا .. لذلك يجب متابعة تصريحاتها أيضا.
فنيا السلبية أصبحت أكثر وضوحا وسيطرة على الأسعار في الوقت الحالي.
كسرت الأسعار العديد من المستويات المهمّة وأهمها 1916 .. والذي تحدّثت عنه سابقا في أكثر من مناسبة .. منذ يوم بيانات التضخم الأمريكية .. وذكرت أن كسر هذا المستوى قد يفتح مجالا واسعا للهبوط.
النقطة المحورية للذهب خلال تداولات هذا الأسبوع هي مستوى 1916
مستويات الدعم لهذا الأسبوع هي: 1890 | 1877 | 1861 | 1843
مستويات المقاومة لهذا الأسبوع هي: 1927 | 1948 | 1970 | 1989
خلاصة القول:
- الميل العام لأسعار الذهب هو الميل السلبي الهابط.
- بعض التصحيحات السعرية قد تأتي خلال تداولات هذا الأسبوع .. وحينها يمكن البحث عن مستويات مناسبة للبيع.
- كل العوامل تصب في الوقت الحالي نحو المزيد من السلبية والتراجع لأسعار الذهب .. ما لم نشهد مفاجآت كبيرة في البيانات أو تصريحات "البروفيسور" جيروم باول [المنطقي أن تصب أيضا في اتجاه سلبية وهبوط الذهب].
- التدفق النقدي الخارج [البيع] من صناديق استثمار الذهب هو إشارة إضافية نحو سلبية أسعار الذهب في المستقبل القريب .. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الصناديق الاستثمارية تستجيب أيضا بشكل سريع للمتغيرات إن حدثت على الأرض.
- عندما تشير بيانات كبار اللاعبين أن 75% يتجّهون البيع .. مقابل 25% منهم نحو الشراء .. هذا يعني إن لم تكن مهتما بالبيع .. على الأقل احذر من التسرع بالشراء.
- أما بالنسبة للركود والآراء التي تطرح بأن الذهب يرتفع وينطلق في أوقات الركود .. فإنه من الأفضل أن تشاهد فيديو الركود وتفاعل أسعار الذهب وأن تحكم بنفسك عزيزي القارئ .. رابط الفيديو تجده في نهاية الفيديو المدرج أسفل هذا المقال .. والحكمة الاقتصادية تقول: "في أوقات الرخاء استثمر في السندات والأسهم، في أوقات التضخم استثمر في الذهب، في أوقات الركود استثمر في الكاش" أي أن يكون النقد والسيولة جاهزة لاغتنام الفرص التي تأتي في نهاية وقت الركود.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابع
تذكير على هامش المقال:
أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.