أدى تحسن التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة، بجانب توقعات استمرار الفائدة عند مستويات مرتفعة، إلى جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين، لكن لا يزال هناك إمكانية لاتجاه البلاد صوب الركود وتعزيز المعدن الثمين.
في وقت سابق من العام، كان من المتوقع حدوث ركود، وبالتالي، كان من المتوقع أن يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة والبدء في خفضها. حيث ارتفع سعر الذهب مع ضعف الدولار وتراجع عائدات السندات، ليقترب الذهب من أعلى مستوى له على الإطلاق. ولكن الآن، وجهة نظر بنك الاحتياطي الفيدرالي هي أنه لن يكون هناك ركود.
مع بقاء التضخم الأساسي ثابتًا، فمن المرجح أن يحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على فائدة "أعلى لفترة أطول"، وقد يختار حتى رفعها أكثر. وهذا ما ساعد الدولار على الارتفاع ودفع سعر الذهب للانخفاض إلى ما دون 1900 دولار للأونصة. ومع ذلك، على الرغم من أن أسعار الفائدة الحقيقية أصبحت الآن إيجابية وعائدات السندات عند أعلى مستوى منذ عام 2007، إلا أن سعر الذهب صمد بشكل جيد نسبيًا.
رياح معاكسة وظروف إيجابية للذهب
على المدى القريب، يمكن للدولار الأمريكي القوي يمثل رياحًا معاكسة كبيرة للذهب. حيث تشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الآن إلى فرصة بنسبة 40٪ لزيادة أخرى في سعر الفائدة بحلول نهاية العام، بينما كان من المتوقع قبل وقت ليس ببعيد أن تكون الخطوة التالية هي خفض سعر الفائدة.
لكن كل الرهانات تتوقف إذا فقد المستهلكون ثقتهم في الاقتصاد وضعفت قوتهم الشرائية، كما بدا أنهم يفعلون وفقًا لأحدث تقرير ثقة المستهلك والذي صدر صباح الثلاثاء. فإذا تعثر المستهلك الأمريكي، فسيحدث ركود ويمكن أن ينتعش سعر الذهب.
على الرغم من أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف أشارت إلى أن الاقتصاد الأمريكي ما زال قويًا، لكن ما زال هناك ضعفًا في مجالات أخرى. حيث كان مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM أقل من 50 نقطة (أي أن النشاط كان يتراجع) للشهر التاسع على التوالي في يوليو وانكمش الإنتاج الصناعي في مايو ويونيو ويوليو.
وفي غضون ذلك، إذا تقلص الإنفاق الاستهلاكي، يصبح الركود شبه حتمي وسيؤدي ذلك إلى انخفاض عائدات السندات وخفض أسعار الفائدة وانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية وضعف الدولار، مما سيكون إيجابيا للذهب.
ركود قادم
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يدخل الاقتصاد الأمريكي فترة نمو منخفض للغاية إلى جانب التضخم المستمر، وهذا يعني أنه من المرجح أن تشهد المعادن الثمينة مثل الذهب.
وهذا المزيج من النمو المنخفض والتضخم المرتفع سيؤكد وجهة نظر مفادها أن الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم بشكل عام يخوضون معركة خاسرة ضد التضخم المرتفع، وأن اتخاذ مزيد من الإجراءات سيضر بالنمو الاقتصادي بينما لا يفعل شيئًا لتخفيض الأسعار.
ويقودنا ذلك إلى الاعتقاد بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة قبل الوصول إلى هدف متوسط التضخم البالغ 2٪، مما يقود اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى ترقية هدفها إلى 3٪، وهو تطور سيفرض إعادة تسعير توقعات التضخم المستقبلية، وهو ما سيدعم الذهب في نهاية المطاف.