"الدولار هو أعظم وهم باعته الولايات للعالم، مستخدمة أذكى العقول البشرية"
ونستون تشرشل
إذا نظرنا إلى كل أزمة سياسية، وكل حرب وكل موقف لوجدنا أن الدولار كان مشاركاً بشكل أو بآخر فهو يقوم على مبدأ أن يشارك ليضمن البقاء خير له من الحيادية و الضعف، وعلى الرغم من العنف الذي يتعرض له الدولار بين حين و آخر إلا أن موضوع أن ينهار الدولار هو خيار أكثر من مستبعد، ولكن حاله حال أي عملة ورقية سيمر عليه وباء التضخم لتعالجه السياسات النقدية.
آخر التطورات الفنية
تداول مؤشر الدولار في الأسبوع الماضي بانخفاض ملحوظ من 105.4 وحتى 104.9 حتى وقت كتابة المقال، وهذا ما نوهنا عليه في مقالنا السابق الخاص بالدولار، مع ملاحظتنا بالوقت الحالي لوجود زخم عالي يدفع بالسعر إلى التذبذب العنيف قبل اتخاذ القرار.
آخر الأخبار وأثرها على مؤشر الدولار
" الأسواق تميل إلى من يعرفها ولهذا نحن نسمي صانع السوق بالصانع علماً أنه لا يؤثر بالسوق وإنما يستجيب له "
توم وليامز
ينتظر الدولار في هذا الأسبوع نخبة من الأخبار المفصلية التي قد تؤثر عليه من الحيثية الفنية فإما أن يكمل دورته الزمنية الهابطة أو أن الفيدرالي يستجيد لمناشدة الدولار و ينجده:
ينتظر مؤشر الدولار في عصر يوم الثلاثاء تصاريح البناء وهو رقم يدل على مدى الحركة الاقتصادية في البلاد، ومن المتوقع أن ينخفض الرقم مما يسبب انخفاض الطلب على العملة و منه ضعف العملة ( انخفاض المؤشر)
ينتظر مؤشر الدولار يوم الأربعاء نسب الفائدة الصادرة من الفيدرالي والتي من المتوقع أن تبقى على حالها وبالتالي لن يكون لها ذلك الأثر الكبير على الأسعار (سننشر مقال يوم الأربعاء بخصوص الفائدة)، وهذا وفقاً لقانون التوقعات العقلانية في الاقتصاد والذي ينص أن ما هو متوقع يذهب أثره.
الخلاصة:
من حيث المؤشرات التي توضح الطلب على الدولار لهذا الأسبوع والأسبوع السابق (تصاريح البناء، المخزون) نلاحظ انخفاض الطلب على النقد و هذا ما يؤول إلى انخفاض قوة العملة ومنه ما يجعل الفيدرالي يفكر بشكل جدي في تثبيت سعر الفائدة، وليس رفعها لأن رفعها هو خيار مستبعد في ظل وجود نسب لأخبار تتوقع ركود وهذا يجعل الدولار على المدى المتوسط و البعيد بحالة حرجة.
التحليل الفني للمؤشر
" لا بد أن ينعكس كل خبر على السعر وإلا هناك قاعدة في السعر أنت لا تعرفها"
والتر في كتابه Naked forex
بالنظر فنياً على المؤشر نلاحظ التالي:
1.السعر يتداول عند الشق العلوي لترند هابط
2.السعر يتداول بوجود زخم مفرط الارتفاع (تمت قياسه بمعادلة أويلر) وهذا يجعلنا نقول إنه بحال هبط السعر سيهبط برالي سريع مقارنة بمتوسط سرعة حركة المؤشر
3.السعر يتداول باتباعه سلوك القمم (زخم عالي، عدد شموع عرضية قليل، نطاق عريض) وهذا يجعلنا نقول أننا أمام قمة تتطلب شروط صارمة لكسرها
الخلاصة الفنية:
العوامل الفنية تشير لهبوط السعر شرط استجابة الدولار للزخم الفني، وهذا يجعلنا أمام الشرط الفني الذي نتبعه دوماً وهو الإغلاق
وإننا سنتخذ 104.5 منطقة الحسم السعري لأنها منطقة يركز عليها الفيدرالي في قياسه قوة و ضعف الدولار.
المؤشر على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول، فالأسواق بيئة احتمالية شئت ذلك أم أبيت"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط: إغلاق أسفل 104.5 لمساء اليوم، و الافتتاح ببورصة الغد أسفل 104.6
دقة السيناريو: 70%
بهذه الحالة سنرى هبوط نحو 103، 103
السيناريو الثاني
الشرط: فشل تحقق الشرط السابق كاملاً
دقة السيناريو: 30%
فشل تحقق الشرط تعني تداول السعر بزخم القمم ومنه تداول عرضي ما بين 105 و 106
أثر الحركة المؤشر على الأسواق
" المتداول البارع هو الذي يحلل سبب حركة الأسواق، ثم يقوم بالمرابطة"
والتر
في كل مرة نقوم فيها بتحليل الدولار هو لهدف واضح وبسيط وهذا حتى نرابط تحليلاتنا ونرى فيما إذا كانت صحيحة مما يزيد لدينا اليقين من تحليل الأسواق الأخرى
أثر المؤشر على الذهب
نوهنا في مقال سابق لنا أن العلاقة بين الدولار و الذهب عند صعود الدولار عن المتوسط الحسابي 30 في الشهر التاسع و العاشر من كل سنة فإن العلاقة تتغير لتصبح على النحو التالي:
صعود الدولار تعني تماسك الذهب على أسعاره الحالية، وهبوط الدولار يساهم في هبوط الذهب إلا أنه ليس شرطاً أساسياً
أثر المؤشر على الفضة
إن تحقق السيناريو الأول ( هبوط الدولار ) تعني صعود الفضة نحو 24، 35 كأقصى حد
أثر المؤشر على النفط
النفط بحالة رالي سعري صاعد سيستهدف فيه 110$ وهذا ما تكلمنا عنه بمقال بعنوان ارتفاع أسعار النفط قصة أكبر مما تعتقد لذلك ننصحك بقراءة المقال عبر الضغط هنا ولهذا تحقق السيناريو الأول سيساهم في استكمال رالي النفط نحو 110
أثر المؤشر على الأزواج
إن تحقق السيناريو الأول سيؤول إلى صعود الأزواج التي يكون فيها الدولار العملة المقابلة مثل اليورو دولار
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ، إن لتحليل الدولار هدف أبعد من مجرد أن نحلل عملة وإنما نظراً لكمية التركيز التي تصب عليه إعلامياً فإننا نحلل أسواق ونصيحتي لك في هذا الأسبوع ألا تصدق الإعلام المبالغ فيه بما يتعلق بانهيار الدولار فإن انهيار عملة ذو قطب اقتصادي تم التخطيط لها منذ أجيال ليس بهذه البساطة وهذا الهبوط الحاصل والذي سيحصل هو ضمن فترات الركود الذي يمر بها أي اقتصاد بحجم الولايات لذا تذكر ألا تركز على الإعلام كثير وألا تستهين بالأسواق حتى لا تستهين الأسواق بك ... كل الحب
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah