تتجه الأنظار فى أسواق المال العالمية، اليوم صوب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث الإعلان عن نتائج اجتماع السياسة النقدية الدوري، ومتابعة المؤتمر الصحفي لرئيس المجلس "جيروم باول" تعليقًا على القرارات. من المحتمل حاليًا بنسبة 99% توقف المركزي الأمريكي مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة، بعد الزيادة السابقة بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع يوليو إلى نطاق 5.50% الأعلى فى 22 عام.
يعد التوقف المنتظر هو الثاني فى غضون الثلاثة اجتماعات الأخيرة من يونيو و حتى سبتمبر، فى أقوى الإشارات حول دخول مرحلة بلوغ ذروة أسعار الفائدة و انتهاء حملة التشديد النقدي.
أسعار الفائدة الأمريكية حاليًا أقل بنحو 25 نقطة أساس عن مستهدف سعر الفائدة القياسي الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي خلال توقعاته الربع سنوية الصادرة خلال اجتماع 13-14 يونيو الماضي عند 5.75%.
بما يعني إنه لا يزال هناك زيادة إضافية فى أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع نوفمبر أو ديسمبر.
وخلال اجتماع يوليو ترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الباب مفتوحًا حول احتمالات وجود زيادة إضافية فى أسعار الفائدة اعتمادًا على البيانات الاقتصادية.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" فى منتدى جاكسون هول الاقتصادي فى 25 أغسطس الماضي: سنتحرك بحذر عندما نقرر ما إذا كنا سنزيد من التشديد النقدي، وبدلاً من ذلك، سنبقي سعر الفائدة ثابتًا وننتظر المزيد من البيانات.
ومع توالي تلميحات كبرى البنوك المركزية العالمية حول انتهاء حملات التشديد النقدي وبلوغ أسعار الفائدة التقييدية، أصبح الجميع يتحدث فى عدة سيناريوهات سوف يتبنى أحدها مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع سبتمبر، قبل أن تستقر الأسواق على أهم سيناريوهين لن تخرج عنهما نتائج اجتماع اليوم!
السيناريو الأول "التوقف المتشدد" هو يعني عدم وجود زيادة فى أسعار الفائدة خلال هذا الاجتماع، مع تلميحات قوية لوجود زيادة إضافية بنحو 25 نقطة أساس خلال أحد الاجتماعات المتبقية لهذا العام.
السيناريو الثاني "التوقف الطويل" وهو يعني عدم وجود زيادة فى أسعار الفائدة خلال هذا الاجتماع، مع تلميحات قوية حول انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة والوصول بالفعل إلى سعر فائدة تقييدي.
نرجح بقوة تبني مجلس الاحتياطي الفيدرالي السيناريو الأول، وذلك لعدة أسباب نستطيع اختصارها فى التالي:-
بالنظر الي ارقام التضخم الأمريكي نجد أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي سجل ارتفاعًا تجاوز التوقعات خلال أغسطس الماضي، بأكبر زيادة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وكذلك ارتفعت أسعار المنتجين الأمريكيين ومبيعات التجزئة الأمريكية لتتجاوز توقعات السوق خلال أغسطس.
وتعد تلك البيانات هي أحدث العلامات على تسارع الضغوط التضخمية مرة أخرى على صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي.