ميشال صليبي. كبير محللي الأسواق المالية في FxPro
شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية ارتداد معاكس في الأسعار خلال جلسة التداول يوم الجمعة الماضي ومنذ ذلك الحين تواصل تسجيل مكاسب جديدة. السبب الرئيسي لهذا التحول في الأداء هو التغّير في لهجة التصريحات من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث أشار عدة مسؤولين إلى أنه قد لا يكون هناك حاجة لمزيد من التشديد في السياسة النقدية وتحديدا من جهة رفع إضافي لأسعار الفائدة.
يبدو أن تغيير لهجة التصريحات جائت نتيجة استجابة صنّاع القرار للارتفاع الكبيرفي عوائد سندات الخزانة الأمريكية خصوصا لأجل 10 سنوات. الأمراللافت هو توقعات السوق التي تسّعر حاليا احتمال رفع إضافي لسعرالفائدة هذا العام بنسبة 12٪، بعد أن كانت 47٪ في بداية الأسبوع الماضي.
من منظور فني, الصورة تظهر أيضا انعكاسًا للأداء. حيث تلّقى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 دعمًا قويا عندما تراجع نحو المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم حيث فشل في كسر هذا المستوى يوم الجمعة. ومن ثم ارتفع من هذا المستوى بنسبة 2.8٪ خلال ست ساعات فقط! كما أن مستوى 4370 الذي كان يشّكل مستوى دعم مهم خلال شهر أغسطس أصبح خط مقاومة محتمل لمؤشر S&P 500.
الأسواق مستمرة في أدائها التصاعدي منذ بداية هذا الأسبوع، مؤكدة نهاية فترة التصحيح التي دامت لأكثر من شهرين بعد أن وصلت إلى مستوى الدعم الرئيسي. نلاحظ أيضًا اغلاق مؤشر S&P 500 يوم الثلاثاء فوق 61.8٪ من الاتجاه الهابط الممتد من أوائل شهر أغسطس حتى 4 أكتوبر.
بدوره، استعاد مؤشر ناسداك زخمه أيضا، حيث ارتدت الاسعالا بالفعل فوق المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا. أما بالنسبة لمؤشر داو جونز، فقد وجد دعمًا تحت مستوى 33000، تمامًا كما حدث في شهر مايو الماضي. حاليا يتم اختراق المتوسط المتحرك لمدة 200 يومًا على الناحية الهابطة عند 33850. استقرار الأسعار فوق مستوى 34000 قد يشير إلى عودة إلى الاتجاه الصاعد على المدى الطويل وانتهاء فترة التصحيح.
على الرغم من المؤشرات الفنية إلا أنه من المفضل انتظار محركات أساسية اضافية أهمها محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، إضافة إلى مؤشر أسعار المستهلكين للتأكيد على أن الاتجاه التصحيحي للأسهم قد شارف على نهايته.