في هذا التقرير:
- حقائق اقتصادية
- التضخّم وتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية
- كيف يتأثّر مؤشر ناسداك في البيانات الاقتصادية؟
- التوقعات لحركة مؤشر ناسداك التكنولوجي بحسب التحليل الفني
حقائق اقتصادية
ارتفعت عقود مؤشر ناسداك 100 لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية لأعلى مستوى لها منذ شهر يناير عام 2022 خلال هذا الأسبوع، لتلامس عقود المؤشر US100CASH التي توفّرها شركة وندسور بروكرز الأعلى فوق 16130 نقطة. وعوّضت العقود هذا الشهر خسائر الأشهر الثلاث الماضية، بمكاسب منذ بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري فاقت الـ11%.
ويتساءل بعض المتداولين في الأسواق المالية عن سبب هذا الارتفاع الكبير في المؤشر، رغم أن عديداً من البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخّراً من الولايات المتحدّة تُثبت أن الاقتصاد تباطأ بشكل ملموس خلال الفترة الأخيرة. وهنالك أيضاً من يتوقّع أن نرى انكماشاً في الاقتصاد الأمريكي خلال عام 2024.
في الحقيقة، نجد أن هنالك عديداً من الظروف دعمت الارتفاع في مؤشر ناسداك 100، إلا أن أحد أهم الحقائق التي دعمت ارتفاعه هي توقعات أسعار الفائدة الفيدرالية.
التضخّم وتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية
بحسب إحصائيات مجموعة CME، أصبحت الأسواق ترجّح أن يكون الاحتياطي الفيدرالي قد وصل ذروة أسعار الفائدة، وألّا رفع آخر بالفائدة، على أن تبقى الأشهر المقبلة في نطاق 5.25%-5.50%.
وما يدعم توقعات الأسواق بوصول أسعار الفائدة ذروتها انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين شهر أكتوبر/تشرين الأوّل إلى 3.2%، بانخفاض من قراءة شهر سبتمبر/أيلول 2023 عند مستوى 3.7%. كما انخفض مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (Core CPI) إلى 4.0%، وهي أدنى قيمة منذ شهر سبتمبر/أيلول عام 2021.
الاحتياطي الفيدرالي يعتمد على مؤشر أسعار إنفاق الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) عندما يتعلّق الأمر في سياساته النقدية وقرارات أسعار الفائدة. لكن، يُعتبر مؤشر أسعار المستهلكين أيضاً مؤشراً للتضخّم وقد يكون كذلك مؤشرّاً مسبقاً عن مزيد من الانخفاض في مؤشر Core pce.
وانخفض مؤشر أسعار إنفاق الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 3.677% من الذروة المتحققة شهر فبراير/شباط 2022 عند 5.575%، ورغم أن الفيدرالي ليس راضياً حتى الآن عن هذا المستوى، إذ أنّه يستهدف المؤشر عند متوسط 2.0%، إلا أن الانخفاض الذي حصل في التضخّم أقنع الأسواق ألا رفع آخر بالفائدة.
كما أن إحصائيات CME تظهر حالياً بدء ارتفاع توقعات خفض الفائدة اعتباراً من النصف الثاني من العام المقبل 2024 كأبعد تقدير، وهنا بيت القصيد، حيث أن توقّعات إيقاف رفع الفائدة، إلى جانب توقّع بدء خفضها العام المقبل، أسباب هامة وراء الارتفاع الذي يشهده مؤشر ناسداك لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية.
كيف يتأثّر مؤشر ناسداك في البيانات الاقتصادية؟
أصبحت أسواق الأسهم تستقبل البيانات الاقتصادية السلبية، خصوصاً الأسوأ من المتوقّع، على أنّها داعمة لأسواق الأسهم. كلما كانت البيانات الأمريكية أكثر سلبية، فستدعم بدء خفض الفائدة في وقت مبكّر أكثر العام المقبل 2024، وهذا يعني مزيد من الارتفاع في مؤشر ناسداك التكنولوجي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر ناسداك التكنولوجي هو المؤشر الأكثر تأثّراً بين مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدّة بتغيّر توقعات أسعار الفائدة.
أما بالنسبة للبيانات الاقتصادية الإيجابية، أو البيانات التي تدل على ارتفاع التضخّم، فهذه البيانات أصبحت تعتبر ضاغطة على مؤشر ناسداك التكنولوجي، إذ أنها قد تزيد الفترة الزمنية التي ستبقى فيها أسعار الفائدة مرتفعة دون إجراء الاحتياطي الفيدرالي أي خفض بالفائدة.
التوقعات لحركة مؤشر ناسداك التكنولوجي بحسب التحليل الفني
تُظهر دراسات التحليل الفني في قسم تحليل الأسواق في شركة وندسور بروكرز-الأردن، بأن هنالك احتمالية جيّدة لأن يستمر الارتفاع، فالتداول فوق مستوى 15535 على عقود مؤشر ناسداك US100CASH التي تقدّمها شركة وندسور بروكرز، قد يكون سبباً لامتداد الارتفاع.
وأوّل المقاومات الفنية للمؤشر تتواجد عند 16185 نقطة تقريباً، وتعتبر هدفاً فنيّاً للمؤشر، ثم ربما سنكون مع المقاومة التالية عند 16450 نقطة.
لكن، في حال امتداد الاتجاه الصاعد على مدى الأشهر المقبلة، فلا يجب استبعاد وصول المقاومة الرئيسية عند 17100 نقطة، وهذا يعني تحقق مستوى قياسي تاريخي جديد للمؤشر.
تجدر الإشارة إلى أن كل التوقعات الفنية المشار لها قد تفشل في حال عاد المؤشر للتداول تحت الحاجز النفسي 15000 نقطة، لكن يُفضّل أن يبقى المؤشر فوق 15535 لإبقاء فرصة الاتجاه الصاعد بشكل أفضل.