في سنة الفرص الذهب هو الخاسر الأكبر

"إن السوق يحوي نخبة من أذكى العقول تسابقك على الفرص السائدة في السوق"

أليكس نيكرتن ، في كتابه Naked forex

جورج كلاسون في كتابه The richest man in Babylon ، يوضح أن البشر كلهم يمتلكون ذات العواطف حول المال ، ولكن آلية تعاملنا مع هذه العواطف هي التي تقرر فيما إذا كنا مؤهلين لاقتناص الفرص التي تخلق المال لنا أم لا ، إن الحقيقة حول بساطة هذه العبارة قد تكون أعمق بكثير مما نعتقد وإن لم أبالغ إنها كفيلة بأن تهد مدارس قائمة في الاقتصاد ، خصوصاً أن أعظم المدارس الاقتصادية بُنيت على أن أسواق المال هي أسواق محدودة الفرص أي ليست سيل من الفرص اللامتناهية كما يسوقها لنا الإعلام ،والدليل على ذلك هي النسب الحقيقة للأشخاص التي تحقق ربح من أسواق المال ، ومع ذلك إن فكرة محدودية الفرص هي ليس ما يخيف حول أسواق المال ، وإنما فكرة من يسابقنا على هذه الفرص ، وكيف أهل نفسه لها.

آخر التطورات الفنية

في ظل ثورة اليمن الغالي ضد العدوان الغاضب في إسرائيل ، في ظل المناوشات المستمرة ما بين روسيا و أوكرانيا ، حافظ الذهب على استقراره أعلى 2050 ، مع وجود عدة عوامل تتيح استمرار الصعود.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

" ليس هناك أسوأ من أن تأتي الفرصة وأن تكون غير مستعد لها"

تتمحور الأخبار التي تؤثر على أسعار الذهب في ضمن النقاط التالية:

أولاً: الحرب في الشرق الأوسط ، وأوروبا

على الرغم من وجود مناوشات عسكرية على مستوى لا يستهان به سواء في الشرق الأوسط ما بين إسرائيل ودول المقاومة ، أو على مستوى المناوشات التي تجري ما بين روسيا و أوكرانيا إلا أني أرى أن السوق اعتاد الخوف السائد أي عاد إلى طبيعته من حيث السلوك السعري على الرغم من ارتفاع مؤشر الخوف الناتج من الحروب وهذا يعود لعدة أسباب أهمها وجود الحرب على فترة طويلة بذات الوتيرة ، وهذا ينتج عنه الحفاظ على الأسعار مرتفعة حتى ترتفع وتيرة الحرب أكثر من الوتيرة الحالية ، وإن ارتفاع وتيرة الحرب أكثر من الوتيرة الحالية عسكرياً يعد أقرب إلى حرب قطبية ، تميل إلى عالمية وهذا أكثر من كونه مستبعد باعتبار لم نرى احتكاك عسكري مباشر ما بين دول عظمى وإن حصل حينها سنرى انفجار سعري للذهب، لكن قد نستبعد بناء على التحليل العسكري انفجار الحروب بوتيرة أعلى حيث أنه حتى هذه اللحظة هناك باب للمفاوضات.

ثانياً: ارتفاع القلق في الولايات حول الوضع الراهن يساهم في بقاء الأسعار مرتفعة وإن القلق من الارتفاع يؤول إلى الارتفاع بالنهاية وهذا ما ذكرته لك في مقالنا السنوي عن الذهب بعنوان الذهب تحت رهن من يبدأ أولاً.

ثالثاً: الخطابات الفيدرالية التي ستعقد للمرة الأولى عام 2024 ،والتي ستكون في يومي الثلاثاء و الأربعاء والتي من خلالها سنحاول جاهدين معرفة نية الفيدرالي حول الفائدة الأميركية ، والذي من المتوقع أن تكون نية حيادية كون الخفض لن يبدئ حتى النصف الثاني من العام.

رابعاً: السيولة في الذهب تنحصر بنسبة 25% وتذهب إلى قطاعات جديدة على رأسها الفضة كونها ما زالت ضمن أسعار جيدة ، وصناديق الاستثمار في البيتكوين كون تم إدراج صناديق استثمار البيتكوين للمرة الأولى ( أقرأ مقال بعنوان نصيحتي لك لعام مليء بالفرص) ، ولذا يمكن القول أن الأسعار مرتفعة ليس لوجود فوليوم ( مؤشرات الفوليوم منخفضة) وإنما مرتفعة لأن الظروف تحافظ على ارتفاعها.

خامساً: الشهر الأول هو شهر لدراسة السوق وليس لوجود سيولة تحرك السوق، حيث يمتاز الشهر الأول من كل سنة بأنه شهر الدراسات المالية والتحليل وأن السيولة أساساً تكن قابعة في البنوك ، وهذا نلاحظه من خلال انخفاض نسب السيولة في الذهب وارتفاع تسييل الذهب.

في الخلاصة جميع العوامل تسهم في بقاء الأسعار مرتفعة وليس ارتفاعها وهناك فارق شاسع في الأمر ، أضف على ذلك أننا مازلنا في بواكر السنة أي أن أغلب المؤسسات المالية لم تبدئ حركتها في السوق حيث مازالت تدرس الأمر والمؤسسات المالية التي بدأت توجهت إلى صناديق البيتكوين كونه مالياً تم إدراجه قانونياً للمرة الأولى والآن أتيح للمؤسسات أن تتعامل معه هذ ما يجعل حركة الذهب بطيئة ويمكن القول كمستشار أن الفرصة على الذهب قد فاتت و الظروف الحالية تساهم في بقاء الأسعار مرتفعة لا تساهم في ارتفاعها ، وإذا كنت تظن ان ارتفاع 10$ هو حركة سعرية اعتقد أنه عليك التفكير مرة أخرى.

التحليل الفني للسعر

" السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي"

مارك دوجلاس

بالنظر إلى المخطط الأسبوعي ، اليومي نلاحظ:

.1 السعر يتداول صعوداً عند محور المنتصف لترند صاعد

.2 السعر يتداول بتشكيل نموذج الرأس و الكتفين الاستمراري

.3 وجود هارموني عالي ، مع سلوك سعري لنموذج شموع صاعدة

.4 الفوليوم السعري منخفض في الأسعار الحالية ( أي لا يوجد مراكز شراء مفتوحة سوى عند المضاربين وهي فنياً لا يؤخذ بها)

.5 أعلى فوليوم شرائي هو عند 1985 ثم عند 2030 ثم يبدئ الفوليوم بالانحسار

الخلاصة:

على الرغم من وجود عوامل فنية تشير إلى صعود السوق إلا أن ما يمنعني من إصدار موافقة على الشراء هو انحسار الفوليوم ، وهذا ما يجعلني أكرر عبارة تقول أن الصعود إن حصل فهو غير آمن أي معرض أن يهبط بقوة بحال صعد ، لذا يبقى التحليل الأكثر قرباً للواقع أنه قد نرى تذبذب سعري يؤول إلى تداول عرضي ، وإن الصعود نحو 2080 ، 2100 ، 2150 هي ممكنة ولكن شرط أن يصحح السعر ويقوم بزيارة (1985 – 2000 ) ، وهي المنطقة التي نراها آمنة للشراء وأي منطقة سواها تعد سيئة.

شرط تحقق التحليل الفني:

يصعد السعر إلى 2150 بحال قام بعملية تصحيح تستهدف 1985 - 2030

بحال عدم تحقق الشرط:

تداول عرضي ما بين 2035- 2060 وأي صعود أعلاه هو صعود غير آمن

رأي المستشار

في النهاية عزيزي المستثمر السوق يحوي نخبة من أشخاص تحاربك على فرص محدودة لذا اجعل العلم زادك في استقراء هذه الفرص وأجعل القوانين الصارمة دستورك في الدخول إلى هذه الفرص خصوصاً أني أرى فرصة الذهب قد ولت وقد نوهنا عليها في عدة مقالات في بداية عام 2022 ، ولهذا رأيت أن الذهب هو الخاسر الأكبر في عام 2024 لأنه حقق ربح في عامه المنصرم.

المستشار المالي عمر جاسم آل صياح

تابع أهم المستجدات والتوصيات عبر الحساب الرسمي لنا على التويتر

X: @omarsyyah