نصيحتي لك لعام مليء بالفرص

"أعظم الفرص الاستثمارية تأتي عندما يفقد السوق الأمل ، وحتى تدرك الفرص منذ البداية ركز على السلوك فهو الذي يشكل الفرص "

أليكس نيرتين مؤلف كتاب Naked Forex

يتميز السوق وبمختلف القطاعات بأنه ناتج سلوك الأشخاص المشاركة فيه، على الرغم من بساطة هذه العبارة إلا أنه وبواسطتها بنيت مدارس عدة في الاقتصاد والذي تفرعت منه أكثر الكتب رقياً وتقدماً وتطوراً ، فاستناداَ إلى سلوك المتداولين اقتنص توم وليامز أكبر الفرص الاستثمارية وألف كتابه The art of trading الذي يتكلم عن نظرية السبب ( الفوليوم المتشكل من صناع السوق نتيجة سلوكهم التداولي) و النتيجة والتي هي السعر السائد في السوق ، ونظرية دكتور الاقتصاد الشهير Muth والذي تكلم عن كفاءة السعر في عكسه للسلوك الحقيقي للمتداولين ، ببساطة إن السلوك الكامن وراء المتداولين هو خلاصة كل الأسواق فعندما نستشعر الطمع في السوق نعرف أن هناك فقاعة اقتصادية وعندما نستشعر نوعاً جديداً من السلوك نعلم أن هناك فرصة عظيمة لن يكررها التاريخ.

أهم الأخبار لهذه السنة وأهم نصيحة

"الثراء يولد من رحم المشاكل"

روبرت كيوساكي

سنة 2024 هي سنة قد تبدو للبعض كارثية لكم الحروب التي نعاصرها في وقتنا أو سنة سيئة من حيث المفهوم الطبيعي للنمو الاقتصادي نظراً للركود المتوقع ولكن على الرغم من كل هذا التشاؤم لا يمكن أن نتوقف وهذا ليس انطلاقاً من أمل أعمى وإنما لمجرد إيماننا كمستشارين بأن علينا المضي قدماً فهذه سُنة الكون و سُنة العمل في السوق ، ليأتي أول أساس لنا بأن نحدد عتبة التحليل الأساسي التي سنرتكز عليها خلال العام القادم ، وهذا لأن الأسلوب الصحيح لتحليل الفرص يبدأ بالنظر إلى الأخبار المنتظرة خلال العام لنحدد أي قطاع أفضل عن سواه ، على سبيل المثال عندما نعلم أن السنة تحوي ركود فليس من الخيار الجيد أن نتداول الأسهم وإنما الخيار الأفضل يكون لصالح السلع التحوطية.

وعلى هذا نحن بانتظار:

·قرار خفض الفائدة أو تثبيته والذي سيصدر في نهاية الربع الأول لعام 2024 ، وهذا ما يشكل فرص أكثر من كونها كبيرة لأغلب الأسواق ، خصوصاً أن الفئة الأكبر من الدراسات تشير إلى تثبيت الفائدة والذي يشكل فرص لارتفاع الذهب ، الفضة ، و انخفاض المؤشرات الأميركية ، ليتوسع الأثر نحو الاقتصاد الأميركي ككل بكونه الحركة المفصلية نحو براثن الركود التضخمي.

·الانتخابات الأميركية التي من المقرر أن تجري في الشهر التاسع من السنة و التي يكون أثرها انخفاض للأسهم و المؤشرات الأميركية وهذا يفتح الفرص لشراء الأسهم أثناء الانخفاض.

·تفاقم الحروب ، وأثرها على سعر الذهب.

·كم التداولات على صناديق التداول الفوري للبيتكوين ETF وأثرها على قطاع العملات الرقمية بحيث يكون الأثر إيجابي لسوق العملات الرقمية ككل بحال كانت نسب التداولات أكثر من 20% نسبة إلى المحفظة المشاركة.

الذهب وأهم نصيحة

ختمت سنة 2023 ، أسعار الذهب على ارتفاع جديد حيث أغلقت عند 2062 ، ولكن مع بداية 2024 ، وحتى لحظة كتابة المقال انخفض سعر الذهب ما يقارب 2% ليتداول عند 2020 ، وطريقة دخول السيولة حتى هذه اللحظة إلى الأسواق توحي أن سنة 2024 ما زالت تحمل للذهب المزيد من المفاجآت ولكن هذه المرة من العيار الثقيل ، خصوصاً أننا نترقب:

·أثر تفاقم الحروب الدولية والتي يساهم في بقاء أسعار الذهب مرتفعة.

·قرار خفض الفائدة الصادر عن الفيدرالي والذي سيطلق العنان لأسعار الذهب.

·فنياً ما زال يحمل المزيد من الصعود نحو 2200$ في نهاية 2024 ،وهذا ما وضحناه لك في مقال بعنوان الذهب تحت رهن من يبدأ أولاً.

لتكمن النصيحة الأهم بخصوص هذا العام حول الذهب بأن لا تعامله كمصدر لربح وإنما مصدراً لحفظ القيمة والتحوط حيث أن القواعد لدينا تنص أن الذهب لا يرتفع عامين متتاليين بنفس النسبة أو إذا ارتفع خلال العام الأول بهامش ربح مع حفظ قيمة فإن العام التالي سيكون لحفظ القيمة وليس للربح ، أما إذا كنت تفكر في أن تعامل الذهب كمضارب في أسواق الفوركس فهي سنتك دون منازع ولهذا أرشح لك مقالي بعنوان الذهب وقواعد اللعبة.

الفضة هي الفرصة البديلة

في ظل حديثنا عن الذهب لا بد من أن نذكر لكم ذهب الفقراء ألا وهو الفضة ، والدراسات لدينا تشير إلى أن الفضة يحمل خلال عام 2024 ارتفاعاً لا يقل عن 100% وهذا القاعدة بسيطة مفادها أنه إذا شكل الذهب قمة جديدة لا بد للفضة أن تشكل قمة جديدة ولكن براثن الركود هي التي تؤخر بالوصول لهذه القمة كون الفضة تحمل في طبيعتها سلوكاً صناعياً ، والسلوك الصناعي يوسم بالبطء في اتخاذ القرار ، لذا نصيحتي بما يتعلق بالفضة بأن تفكر بها كبديل للذهب بحال فاتك قطار الذهب ، ولا تفكر بها كمضاربة فهي غير نافعة كمضاربة خلال هذا العام.

العملات الرقمية وأهم نصيحة

"كل شيء وله نسخته المكررة في الماضي"

ميكافيللي

في عام 2004 ، تمت المصادقة على أول صندوق استثماري ETF استرالي للذهب من قبل هيئة الأوراق المالية الأميركية ، وهذا ما أتاح مفهوم التوريق للذهب والذي جعل إمكانية الاستثمار بالذهب ممكناً دون الحاجة لامتلاكه بشكل فيزيائي ، مما ساهم بارتفاع سعر الذهب خلال العام التالي بنسبة كسرت حاجز 50%.

السيناريو السابق نراه يتكرر مع العملات الرقمية عندما قدمت كل من BlackRock ، وشبيهاتها طلب للتداول الفوري للبيتكوين ، خصوصاً مع بدء اعتبار البيتكوين أصلاً ناضجاً من قبل كبار المسؤولين ، القادة و المحللين ، وأضف على ذلك أن سنة 2024 للعملات الرقمية هي سنة لا تتكرر إلا كل 4 سنوات باعتبار أن التجزئة ( halving ) هي من نصيب هذا العام والذي سيساهم في رفع سعر البيتكوين دون محالة ، لتبقى نصيحتي لك هي ألا تنغر ، وتتبع العملات الناشئة ( الصفرية) ، خصوصاً أن إنشاء عملة رقمية و الترويج لها في ظل عصر AI أصبح أسهل بكثير مما تعتقد وهنا أنصحك من باب كوني مشارك في تقييم وتأسيس عملات رقمية ، ألا تتبع إلا من أثبتت كفاءتها في السوق ، كما أني أنصحك بقراءة مقال لنا بعنوان البيتكوين وضربة العمر وإذا أردت التعمق بالعملات الناشئة أرشح لك مقالي بعنوان فرصة لن تتكرر في عالم الكريبتو ومقال بعنوان البيتكوين وقواعد الكبار.

المؤشرات الأميركية وأهم نصيحة

كون سنة 2024 ، هي سنة تحمل في طياتها الكثير من الضغوط على الاقتصاد الأميركي فإني لا أرها سنة استثمارية للأسهم و المؤشرات الأميركية ولكني أرى الانخفاض له قاع ، وهذا طبيعة أي اقتصاد لذا هذا قد يفتح الفرص في نهاية عام 2024 لشراء الأسهم و المؤشرات بأسعار منخفضة.

رأي المستشار

في النهاية عزيزي القارئ عليك أن تعلم أن فكرة أنك لا تعرف الكثير عن هذه الأسواق ليس شيئاً معيباً ، وأنك تعيش أسيراً لمعرفتك وأسيراً لما تعلمته ، وفكرة أن تنافس سوق يحوي نخبة العباقرة الذين يسعون مثلك لاقتناص الفرص ، بأدوات أقرب إلى أن تكون بسيطة فكرة سيئة لذا تعلم وهيأ نفسك باستمرار أما عن الكيفية التي تهيئ بها نفسك فإني أرشح لك مقال بعنوان كيف نهيئ أنفسنا لعلم التداول ، فهو من أفض المقالات التي كتبتها في عام 2023 ، وفي الختام تذكر أن زادك في هذا الطريق هو العلم.

المستشار عمر جاسم آل صياح

تابع أهم المستجدات و التوصيات عبر الحساب الرسمي لنا على التويتر

X: @omarsyyah