الفيدرالي يستعد لسوق دموي وإليك النصيحة

"ليس مهمة الحكومة صب أكواب العسل فقط ، وإنما إعطاء الدواء المر أحياناً "

  فلاديمير بوتين

إن وجود الحكومة في الأسواق من خلال تحكمها بالأسعار وفرضها الشروط هي عادة ليست قديمة عند الشعب الأميركي ، فقد اعتاد الشعب الأميركي مبدأ السوق الحر والذي يفترض أن كل شيء يسعى للتوازن لوحده دون تدخل من الحكومة أي وفقاً لقوة خفية وكما يسميها آدم سميث في كتابه " اليد الخفية " ، ولكن عام 1930 كان الركود الواقع على أميركيا قد غير كل فكرة كنا نؤمن بها أن السوق قد يسعى للتوازن الحر ، ومن هنا بدأت الحكاية بأن الفيدرالي عليه أن يتدخل بالأسواق من حين لآخر بهدف حثها على التوازن ، والجيد هنا على رأي ميلتون فريدمان أن السوق أكثر أماناً لمجرد وجود الحكومة في السوق لكي تتحكم بالأسعار وتحدد الإقراض و الاقتراض ، ولكن السيء والذي لم يعيه فريدمان حتى وقت متأخر  هو أن الفيدرالي تحول من آلية للتحكم بالأسعار إلى آلية أعقد من أن تتحكم بالسعر و الفائدة.

آخر التطورات الفنية

بعد أن صعد الذهب بقوة نحو 2170$ نظراً لارتفاع التوقعات بشأن خفض الفائدة الأميركية ، يتداول الذهب حالياً أسفل 2160 ، مع وجود العديد من العوامل التي تثير القلق.

قانون التوقعات العقلانية

" الأسعار ترتفع أو تنخفض بناء على ما لا نتوقعه وليس على المتوقع "

 تشارلز ويلان

أحد أعظم النظريات التي تفسر مفهوم حركة الأسعار في الاقتصاد والتي قد تبدو جدلية في الكثير من الأحيان إلا أنها تعد عند الكثير من محنكي التداول ومخضرمي الاقتصاد أساس قيام السوق وهي قانون التوقعات العقلانية و الذي ينص على:

كل ما هو متوقع في الاقتصاد لا يحدث أثراً على المدى القريب، وإنما أثر معاكس على المدى البعيد، وهذا لأن الاقتصادي عقلاني في قراراته.

لنفرض على سبيل المثال أنك تتوقع حدوث ركود وفقاً لبيانات اقتصادية، وإن أفضل طريقة للهروب من براثن الركود هي التحوط بالنقد لهذا إن وقع الركود فإنه لن يؤثر عليك في اللحظات الأولى ولكنك ستتأثر باستجابة معاكسة تماماً وهذا ما يحدث مع كل سوق فيه توقع وفيه نتيجة لهذا التوقع.

ظهرت النظرية للمرة الأولى على يد عالم الاقتصاد Muth ، ليشبه الأمر على النحو التالي:

إذا كنت تتوقع أن تمطر في الغد ، فما أكثر تصرف عقلاني ستقوم به بحال لو كنت ستخرج ، ( الحصول على مظلة) ، لذا لن يؤثر عليك الأمر.

إذا أردنا اسقاط النظرية على أسواق المال نصيغ القانون التالي:

·إذا كانت الأجندات الاقتصادية تتوقع تثبيت الفائدة وتم تثبيت الفائدة فلن يحدث أثر على المدى القريب ، وإن الأثر للتثبيت سيكون معاكس على المدى البعيد( عكس المنطق الاقتصادي ) ، ونقيس الموضوع على كل الأخبار الاقتصادية ،وبحالتنا سيكون الأثر على الذهب كبير بحال تم الخفض.

أثر الفائدة على السعر وهل يمكن توقعها قبل صدورها

" الفيدرالي على استعداد أن يفعل أي شيء، لكي يحافظ على هيمنة الدولار"

 ونستون تشرشل

في مطلع عام 1993 وفي جامعة ميلون الأميركية نشر جون تايلور للمرة الأولى معادلته في تحديد نسبة الفائدة الأسمية المثالية التي على أساسها يجب تحديد نسبة الفائدة وهي عبار عن:

هذه المعادلة يتم فيها بشكل أو بآخر حساب التوقعات التي نراها في أي أجندة اقتصادية ، وعلى أساسها نبني أن الفيدرالي سيرفع الفائدة أو يقوم بتخفيضها وخصوصاً أن جون تم اختياره من قبل دولاند ترامب ليكون له منصباً في الفيدرالي ، وهذا لأنها تعكس السعر الحقيقي الواجب للدولار ( طبعاً ننوه هنا أن لهذه المعادلة أثبات رياضي طويل جداً ولم يتم تحديدها بهذا الشكل اعتباطياً).

القواعد إذا:

·إذا تم خفض الفائدة بناء على المتوقع فلن يكون هناك أثر.

·إذا تم خفض الفائدة أكثر من المتوقع فإن الأثر إيجابي وشديد الإيجابية على الذهب.

بالمرابطة ما بين القواعد وآخر الأخبار

من لا يدرك كيف تمت الموافقة على الفيدرالي عام 1913، سيحكم على استثماراته بالخسارة.

جيفري فينيك مدير صندوق ماجلان الاستثماري.

في ظل صراع الفيدرالي ما بين كبح التضخم، وصراع السوق الحر على تحقيق أعلى العوائد، جميع الأسواق دون أي استثناء تنتظر خبر الفائدة الأميركية في مساء يوم الأربعاء

وبالنظر إلى المؤشرات الأساسية (التي تعكس أهم الأرقام الاقتصادية) نلاحظ التالي:

·بالنظر إلى مؤشر CPI  ، ومؤشر UIR نلاحظ أن نسب التضخم بدأت بالاقتراب من مستوياتها الطبيعية ، إلا أنها لم تتراجع.

·بالنظر إلى مؤشرات البطالة نلاحظ أنها مرتفعة.

الخلاصة إذا

هذا يجعلنا نقول أن الفيدرالي سيميل إلى تثبيت الفائدة الأميركية ووفقاً لقانون التوقعات العقلانية فإن الخفض لن يكون له أثر وإنما التخوف بأن يذكر المؤتمر الذي يلي خبر  الخفض ثم يحدد وقته وهذا ما يجعل أسعار الذهب تنخفض على المدى القريب وترتفع بقوة على المدى المتوسط بنسبة لا تقل عن 10% كون التوقعات حول الخفض بدأت بالتلاشي... سنقوم بتغطية الخبر على التويتر الخاص بنا.

بالنظر إلى السعر فنياً نلاحظ:

1.السعر يتداول دون وجود فوليوم مرتفع ، والفوليوم المرتفع هو عند 2070 - 2030.

2.السعر احصائياً في أعلى مراحله.

3.إن احتمال استقرار السعر بهذه المستويات هو هو 12% ، واستقراره أعلى 2000$ هو 95% ( تم استخدام نموذج الكثافة الاحتمالية و الانحراف المعياري لإخراج النسب راجع الصورة اسفل التحليل ).

4.السعر لا بد أن يشكل أمواج إليوت التصحيحية الثلاث الهابطة.

الخلاصة:

على الرغم من خفض الفائدة التي تساهم في تعزيز أسعار الذهب نتوقع عملية تصحيح لسعر الذهب نحو 2050 – 2070 باعتبار أن قاع الذهب الجديد هو 2030 ، وبعد هذا التصحيح نتوقع صعود نحو 2250$.

على المدى البعيد

نتوقع صعود نحو 2600$ حتى نهاية هذا العام.

رأي المستشار المالي وأهم نصيحة

في النهاية عزيزي القارئ إن السوق بأسره لعبة نفسية حول من يستطيع أن يصبر أكثر وفي حالتنا تلك عليك أن تنتظر لاقتناص أفضل سعر للشراء ، وإن أي شراء آخر أعلى تلك المستويات يعد تصريف لصانع السوق وليس شراء من السوق والفارق ضخم جداً خصوصاً أن صانع السوق محاط بنخبة من عباقرة هذا المجال لمجرد أن يعلم متى يبيعك السلعة لا متى يشتري تلك السلعة لأن الشراء بسعر منخفض هي فطرة تاجر لا تحتاج إلى خبير لكن متى يبيع هي التي تحتاج إلى دراسة لذا نصيحتي لك هي أن تحسن الاختيار ولا تتعجل في اتخاذ القرار ، وفي الختام تذكر أن السوق يتطلب خبير لا هاوي.

المستشار المالي عمر جاسم آل صياح

لا تتردد بالتواصل معنا على التويتر...

X: @omarsyyah