مخاطر عالية الا أن العائد كبير

"لكل جهد منظم عائد مضاعف"

جيم روبن

فكرة أن العائد يرتفع بارتفاع المخاطر هي فكرة ظهرت بشكل جلي عام 2005 ، وتأكدت كعقيدة استثمارية عام 2009 ، وهذا يعود لمدراء المحافظ الاستثمارية وصناديق التقاعد في الولايات المتحدة عندما بدأت بالترويج للمرة الأولى للأشخاص الذين لم يعتادوا مفهوم الاستثمار وكانوا يرونه عين المخاطرة ، فبدأت حملة تسويقية تحت عنوان مخاطر عالية إلا أن العائد أعلى ( Hight risk hight gain ) ، وهنا يأتي إعجاز التسويق في قدرته على تغيير فكرة تستمر لأكثر من عقدين متتالين.

أما عن صحة الفكرة فحقيقة للعلم رأي مختلف تماماً ، وإذا كنت قارئاً مهماً لكتب الاقتصاد و الاستثمار لما كنت لترى أي منها يرى أن العلاقة طردية ما بين عائد الاستثمار و المخاطر وإن كانت طردية فهي نوعاً ما ضمن نطاق معين.

ضمن الاستثمار وقوانينه هناك قانون يسمى Sharpe ratio وهو قانون يقيس جودة ما نستثمر به من خلال التركيز على الأداء لا على العائد و الفارق هنا أن العائد هو محصلة الاستثمار بغض النظر عن التقلب السعري الذي حدث ، بينما الأداء هو Sharpe ratio وهو حاصل قسمة العائد على المخاطر أي بكل بساطة أخذنا المخاطر بعين الاعتبار ، علماً أن المخاطر هنا تحسب من خلال الانحراف المعياري الذي يقيس مدى التقلب السعري عن المتوسط.

 

 

ضمن المنطق الرياضي، إذا كان لديك كسر وكان من المطلوب أن يكون هذا الكسر أكبر ما يمكن، لا يمكن أن أعمل على زيادة البسط وترك المقام ، وإنما لا بد من العمل على تقليل قيمة ما يوجد في المقام بهدف جعل الكسر ما يمكن ، لذلك إن كل مستثمر يفهم هذا القانون بشكل صحيح يخبرك أنه علينا تقليل المخاطر ، ولهذا يمكن أن نصيغ القانون التالي أنه عليك البحث عن سلعة استثمارية عائدها عالي بمخاطر أقل حتى يكون أدائها جيد ، وزيادة المخاطر ستوصلك إلى نقطة تجعل مما تستثمر فيه سيئ من حيث المفهوم المالي ولذلك الجهد المنظم هو الذي يحوي على عائد مضاعف.

 

 

آخر التطورات

في ظل ترقب الأسواق قاطرة قرار خفض الفائدة مع وجود قلق جيوسياسي في الشرق الأوسط وحرب عالمية قد تكون على الأبواب مع بلد تنشغل بالمصاريف و الانتخابات يشعر المستثمر و المتداول وكأنما في الحلقة ما قبل الأخيرة من مسلسل لا يعلم ما الذي سيحدث إلى البطل فترى الذهب يحقق عائد يبلغ عائد المتوسط الطبيعي للذهب مرتين ، والبيتكوين يستعد لتحقيق قمة جيدة في ظل التنصيف المنتظر ، ليبقى دور المستثمر أن يقرر في أي موجة استثمارية سيكون له نصيب.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

يحكم جميع الأسواق وباختلافها مجموعة عوامل تتمحور نحو التالي:

1. ارتفاع التوقعات من خفض الفائدة الأميركية، وهذا ما يعزز رفع سعر الذهب، الفضة، العملات الرقمية.

2. زيادة الضغط على الولايات المتحدة من مصاريف الحروب كدعمها للكيان ضد فلسطين ، و أوكرانيا ضد روسيا ، وهذا ما يجعلها تتحمل الكثير من الديون التي تقع على عاتقها أو قد تميل بمنتهى البساطة إلى الطباعة وهذا بحد ذاته سلبي على الدولار.

3. اقتراب موعد التنصيف الرابع للبيتكوين ، وهو التنصيف الأول الذي يكون فيه البيتكوين معتمداً من قبل هيئات استثمارية كبرى.

الخلاصة:

بأبسط أنواع المنطق الاقتصادي نرى أن الضغط السلبي القادم على مستقبل الدولار يتزايد من حين إلى آخر وهذا بحد ذاته ما يجعل أي مستثمر يبتعد عن الدولار.

 

نظرة سريعة على الذهب ورأي المستشار

في مقالي السابق بعنوان الذهب إلى 3000$ ، وضحت أن الذهب في الوقت الراهن الصعود أقصاه إلى 2300 ، ورغم أن احتمال صعود الذهب أعلى من 2300 مرتفع إلا أنه مقترن بشروط كأن يغلق أعلى 2300 لثلاث مرات على التوالي ، مع وجود فوليوم مرتفع ، ولكن منذ عدة ساعات حتى هذه اللحظة استطاع مستوى 2300 ردع الذهب.

أتوقع استمرار الصعود نحو 2342 ، بشرط أن يغلق السعر أعلى 2300 لثلاث شموع على التوالي ، ثم وفقاً للعوامل الاقتصادية آنذاك نتكلم عن استمرار الصعود أو العودة إلى الهبوط ، وبحال لم يغلق السعر أعلى 2300 ، ستبدأ دورة التصحيح.

حقيقة وبأبسط أنواع المنطق الاقتصادي إن سنة 2024 هي سنة سيستهدف فيها الذهب 2500 - 2750 كأقل تقدير وهذا نظرا للظروف المحيطة والأزمات التي ترافق الدولار ، ولكن على رغم من كل هذا فإننا على انتظار تصحيح عنيف وعنيف جداً نحو 2030 - 1985 وأرى هذا النوع من التصحيح هو تصحيح لإخراج القطيع وهي بعلم سلوك الذهب تسمى قبلة الوداع لآخر قاع ، أي في كل مرة يحقق فيها الذهب قمة جديدة لابد أن يختبر آخر قاع مرتين على الأقل وفقاً لسلوكه الماضي ، وقد يكون هذا الاختبار في الأيام القادمة على شكل شمعة واحدة فقط ، ولكن هذا التصحيح سيليه صعود قوي يستهدف 2500 - 2700.

نصيحتي لك:

إن التعامل مع الذهب صديقي يتطلب منك عاملين مهمين:

الأول هو ألا تركز بتفاصيله على المدى القريب وهذا لأنها شديدة التغير ، وشديدة التقلب ولذلك دوماً في مقالي الأسبوعي ما أقول أن الصعود أو الهبوط يتطلب عدة شروط إن غاب (NYSE:GPS) أحدها نحن أمام حالة من الفوضى لا نعلم عنها شيء ، أما بالنسبة للمدى المتوسط و البعيد فإن الصورة تتضح وهذا لأن صانع السوق يوجد في الشاراتات الكبيرة ، وحتى تستطيع الوجود في المدى الزمني الأكبر باختلاف رأس مالك فعليك أن تنظم إدارة مخاطر جيدة ولا تبالغ في استخدام الرافعة إذا كنت مضارب ، وأن توزع الأصول بعناية إذا كنت مستثمراً.

الثاني و الأهم هو أن تركز على سعر الدخول بحيث يكون آمن ،وكلما كان أقرب إلى مناطق الفوليوم المرتفعة ( أقرب إلى منطقة دخول صانع السوق ) كلما كان أكثر أماناً وهذه المناطق تعرف من خلال المحلل ، لهذا دوماً ما أنصح أنه بحال كان الصعود قد فاق المتوقع ألا ندخل إلى السوق مهما كانت المتغيرات حتى لا تؤثر فينا ضبابية السوق.

في الخلاصة:

إذا كان شراؤك أقل من 2050 فهو سعر شراء آمن يمكنك التفكير في البيع عند 2345 أو أن تنتظر التصحيح لتفكر بالشراء مرة أخرى ، ولا تفكر أبداً في البيع على المكشوف من هذه المستويات مهما بدت مغرية لأن التقلب عالي ، وتذكر أنه في الأسوق ليس مهم أن تعلم يقين الاتجاه بقدر ما يكون لديك خطة لكل اتجاه وهذا تماماً ما يميز صانع السوق عنا

وإذا كان قطار الذهب قد فاتك سواء كاستثمار أم كمضاربة يمكنك التفكير في الفضة فهي حتى هذه اللحظة تعكس مستويات قياسية جداً للشراء.

.

 

نظرة سريعة على العملات ونصيحة المستشار

مع اقتراب التنصيف الرابع للبيتكوين ( BTC Halving ) ، فإن البيتكوين ، وأغلب العملات تتراجع بنسبة تصل إلى 20% ، وهذا طبيعي لكون الفئة الأكبر حالياً تميل لجني أرباح السوق الصاعدة المصغرة وأضف على ذلك أنه وفقاً لسلوك البيتكوين على مدار السنوات الماضية فإنه قبل وبعد التنصيف مباشرة يتراجع السعر بمتوسط 16% وحتى هذه اللحظة تراجع الأسعار بمتوسط 20% لذا نتوقع أن بعد التنصيف مباشرة والذي هو على بعد أيام قليلة ، ستبدأ سوق صاعدة قوية للبيتكوين يستهدف فيها مستويات قياسية جديدة لا تقل عن 100k ، 120k.

 

 

نصيحتي لك:

عندما تتعامل مع قطاع العملات الرقمية لا تركز على عملة واحدة، وأعمل على تقسيم أصولك جيداً فإن التقسيم هو الذي يضمن لك أن تنال فرص أكثر واحتمالياً أنت في أمان أكبر ومفهوم أن تزيد المخاطر في العملات الرقمية لا أن تستثمر أكثر بقدر ما تركز على العملات الصغيرة التي لها عائد ومن العملات التي ارشحها لك هي عملة MADPEPE هي عملة MEM ما زالت في مرحلة الاكتتاب وهي عملة مشابه لعملة pepe التي حققت صعود قدره 35% ، سنخصص مقال كامل للعملة في الأسبوع القادم تابعنا.

المستشار عمر جاسم آل صياح

لا تتردد بالتواصل معنا للحصول على أهم التوصيات

X: @omarsyyah