التضخم قد يطيح بالذهب ولكن

"التضخم هو الضريبة التي لا يمكن تجنبها" ميلتون فريدمان

منذ أن وجد الانسان الحضارة حاول إيجاد وسيلة يحفظ بها قيمة مجهوده لكي لا يضيع فأوجد الكتابة، ولكن سعياً كي يحفظ ما أنجز أكثر أوجد مفهوم القيمة، وإن البابليون هم أول من تكلموا عن القيمة و وإن أي شيء قيم تملكه لا بد أي يحفظ به ساعات العمل التي قمت بها ويورثها إلى أبنائك، فاتفقوا حينها أن كل قيراط من الذهب يعادل يوم عمل، ومنذ ذلك الوقت قيل أن المال الحقيقي هو الذي يورث إلى الأبناء فيوفر عليهم الكثير من العناء و العمل لأنه في الحقيقة هو قد وفر الوقت.

على هذه الفكرة يبني آدم سميث في كتابه ثورة الأمم أحد المفاهيم الاقتصادية التي تفسر مفهوم التضخم والقيمة، يقول سميث أن قيمة الشيء الحقيقية هي عدد ساعات العمل التي تستغرقها للحصول على ذلك الشيء، فإن كان منزلاً يستغرق 15000 ساعة عمل فإن قيمته الحقيقة هو 15000 ساعة من العمل، وسعره هو عدد ساعات العمل التي يستغرقها مضروباً بمتوسط أجر الساعة الواحدة، وهذا يتضمن مفهوم التطور الذي يدفعنا إلى إنشاء منزل بطريقة أكثر تطوراً وبالتالي عدد ساعات عمل أقل فحينها تنخفض قيمة المنزل، وتعني أيضاً أنه إذا انخفضت القوة الشرائية للعملة وبالتالي ارتفاع سعر ساعة العمل الواحدة ومنه لا بد أن يكون سعر المنزل الحقيقي هو 15000 ساعة مضروباً بسعر ساعة العمل الجديدة، وقد اختار سميث المنزل في المثال لأن الجميع يسعى لامتلاكه منذ الأزل وباختلاف الطبقة و المكان.

على هذه الشاكلة يقيس الكثير من علماء الاقتصاد أن المال هو ورق لا يحفظ ساعات العمل ولا يورثها للسنة الأخرى وليس للأبناء وهذا لأن التضخم ضريبة لا بد منها، أضف على ذلك أنه أصل أخذ قيمته من اتفاق وبالتالي إن مقياس المال الحقيقي ومقياس ما نحفظ به من قيمة هو أصل يقيس الساعة التي بذلها الموظف ولا وجود لمال حقيقي خير من المال الذي وجد على الأرض قبل وجود الانسان والذي يسعه مفهوم الندرة كالذهب والفضة، ومنه وهذا شاهدنا من القصة أن التضخم، البطالة، متوسط الأجور هو مقياس السعر الحقيقي للأصل الحقيقي.

اشتراك بأقل سعر..كود خصم
لكل متابعيني ومتابعي موقع انفستنج السعودية يمكنكم الاستفادة بكود خصم OMARSYAH والحصول على جميع خدمات InvestingPro ومعرفة القيم العادلة لجميع الأسهم والحصول على قوائم استثمار بأرباح تصل إلى 30% شهريًا مع ProPicks بأقل سعر.
للاشتراك اضغط هنا
اضغط هنا وشاهد طريقة استخدام كود الخصم

آخر التطورات الفنية
انحصر الذهب أقل 2350 في ظل ترقبه بيانات التضخم والتي ستصدر في مساء اليوم والغد.

التضخم والفائدة والأثر الحقيقي
“التضخم هو العدو الأكبر للتنمية الاقتصادية.
كريستين لاغارد

كوننا على انتظار بيانات التضخم لا بد من الحديث عن أثر التضخم على سعر الذهب، وهذا انطلاقاً من أن سعر الذهب وأي أصل متداول آخر يحدد بناء على ما ذكرناه سابقاً وليس أي شيء آخر.

·الأصل أن العلاقة بين الذهب و التضخم علاقة طردية، أي أن ارتفاع التضخم يعني ارتفاع سعر الذهب، وهذا لكونه أصل حافظ للقيمة ( ساعات العمل )، وبالتالي إن ارتفاع عدد ساعات العمل، ارتفاع الأجور، يعني ارتفاع سعر الذهب لكن هذه العلاقة صالحة على المدى البعيد ( 15 فما فوق ) لوجود مؤثر أقوى على المدى المتوسط و القريب ( 7 – 15 يوم ).

· عام 1993 وبناء على معادلة جون تايلور تم إدخال التضخم في العوامل التي يأخذها الفيدرالي في تحديد سعر الفائدة الأميركية، وهذا لكونها أسرع طريقة في كبح التضخم أو التحكم بالاقتصاد ومنذ ذلك الحين أصبحت حركة التضخم مؤشر على سعر الفائدة وفقاً لهذه المعادلة فأصبت العلاقة على المدى القريب عكسية.



آخر الأخبار وأثرها على السعر

ذكرنا في مقال سابق لنا أن ما يتحكم في سعر الذهب في الوقت الراهن

1. خفض الفائدة من الفيدرالي.
2. الصراع في الشرق الأوسط.

حقيقة خفض الفائدة
القاعدة:
حقيقة وبغض النظر عما يصرحه الإعلام فإن الفيدرالي يميل إلى النظر إلى ثلاث مؤشرات قبل اتخاذ قرار التخفيض وهي مؤشرات:

التضخم وذلك لأن رفع الفائدة يكبح التضخم.
البطالة وذلك لأن خفض الفائدة يكبح البطالة.
النمو وذلك لأن عدم وجود نمو اقتصادي يحفز خفض الفائدة>
البيانات التاريخية للتضخم.

بالنظر إلى مؤشر CPI الذي يقيس التضخم نلاحظ أنه أقل من المتوسط، ولكنه أبعد من الطبيعي الذي حدده للفيدرالي للتضخم، وهذا لا يشجع على خفض الفائدة وإنما الإبقاء عليها.



وبالنظر إلى مؤشر USIR والذي يقيس التضخم نلاحظ أنه ضمن مستوى معتدل وانخفض لكنه بعيد أيضاً عن الهدف الذي حدده الفيدرالي والذي يريد خفض التضخم لهذا المستوى.




بالنظر إلى مؤشر البطالة نلاحظ أن هناك انخفاض واضح في معدلات البطالة مع ميل إلى الارتفاع، وهذا يعزز تخفيض الفائدة للحفاظ على نسب البطالة منخفضة.


إن خفض الفائدة من الفيدرالي بالتدريج وبشكل بطيئ هو قرار مجدي وبديهي ولكن إذا أتت بيانات التضخم الأخيرة بارتفاع قولاً واحداً ستلغى فكرة خفض الفائدة وسنتوقع تثبيتها لأن الفيدرالي ما زال بعيداً عن أهدافه المالية و النقدية، وبالتالي إن ارتفاع التضخم في مساء اليوم والغد سيساهم في تشكيل دورة تصحيحية مؤقته للذهب.


حقيقة الصراع في الشرق الأوسط
إن التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط ما زال حتى هذه اللحظة محصور بين دول المقاومة ( لبنان، سوريا، فلسطين، إسرائيل، إيران) وعلى الرغم من حدوث تماس مباشر ما بين إيران ودولة المحتل إلا أنه يبقي الموضوع عسكرياً ضمن حرب مقاومة لا أكثر، لكن يبقى التخوف هو تدخل عسكري مباشر ما بين دول الحلفاء على منطقة الصراع فيتحول الصراع لحرب إقليمية نخسف نتيجتها جميع ما مضى، ونرى ارتفاع قياسي لسعر الذهب


التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح


1. بالنظر إلى الشارت الأسبوعي نلاحظ أن أعلى منطقة شراء بالنسبة لصانع السوق ووقف خسارة بالنسبة للقطيع التداولي هي 2170 – 2100.



2. احصائياً إن 2170 – 2100 هي منطقة تركز سعري بنسبة تتجاوز 80%.


الخلاصة:
نتوقع عملية تصحيح للذهب نحو 2170 – 2100 خصوصاً إذ أغلق أسفل 2300، مع ارتفاع التضخم ( ارتفاع التضخم يلغي فكرة خفض الفائدة ).

شرط تحقق التحليل الفني إذا:
الإغلاق السعري أسفل 2300، وارتفاع التضخم أو بقائه على حاله.

بحال عدم تحقق الشرط:
نحن أمام حركة عشوائية بحال لم يتحقق الشرط.

رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ تذكر أن أسواق المال أبعد بكثير من أن تقرأ بواسطة وسائل فنية، وأن أفضل طريقة لاستقراء سعر الذهب الحقيقي هي أن تقرأ الأسباب ولا تبالغ بتحليل النتيجة فالسعر نتيجة و السبب هو مفهوم اقتصادي.

المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
لا تتردد بالتواصل معنا للحصول على أهم التوصيات
X: @omarsyyah