في البداية أود اطلاع القارئ على ملخص سريع لما حدث في الأسواق الأسبوع الماضي للوقوف عند آخر التطورات والأحداث التي أوصلتنا إلى هنا.
فعلى الرغم من أن الأسبوع الماضي شهد تقلبات حادة، إلا أن الأسهم استطاعت الارتفاع في نهاية الأسبوع، حيث حقق كل من مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq أفضل مكاسبهما الأسبوعية منذ أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بفضل الارتفاع الكبير الذي حققه سهم Alphabet (الشركة الأم لجوجل) بعد صدور تقرير أرباحها والذي تجاوز 10%.
بينما سبقهما مؤشر داو جونز في اليوم السابق واستطاع تقليص خسائره التي بلغت قرابة 700 نقطة إلى النصف تقريبًا عند الإغلاق، بالرغم من بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول المخيبة للآمال واستمرار المخاوف بشأن التضخم، وتوجيهات شركة (NASDAQ:META) (الشركة الأم لفيسبوك) الحذرة حول أرباحها المستقبلية، ما أشعل المخاوف المتزايدة بشأن احتمال تباطؤ نمو أرباح شركات التكنولوجيا الرائدة، ولكن سرعان ما هدأت تلك المخاوف بعد التقارير الإيجابية للأرباح من كل من ألفابيت (جوجل) (NASDAQ:GOOG) ومجموعة مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) التي صدرت يوم الجمعة.
الآن وبعد هذا الملخص السريع لأهم ما حدث الأسبوع الماضي أدعوكم لربط الأحزمة لقراءة ما هو منتظر هذا الأسبوع:
يشهد هذا الأسبوع ذروة موسم إعلان أرباح الشركات المدرجة ضمن مؤشر S&P 500، حيث من المقرر أن تعلن 175 شركة عن نتائجها الفصلية (ربع سنوية)، ولكن ستتوجه الأضواء في وول ستريت بشكل خاص نحو عملاقين رئيسيين يمكنهما التأثير بشكل كبير على معنويات السوق بشكل عام وهما شركتي آبل (NASDAQ:AAPL) وأمازون دوت كوم (NASDAQ:AMZN).
يراقب المحللون عن كثب تقرير أرباح أمازون (NASDAQ:AMZN) يوم الثلاثاء، خاصة فيما يتعلق بإمكانية توسعها أكثر في مجال خدمات الوسائط، وسط مؤشرات على تباطؤ النمو في قطاع خدمات الحوسبة السحابية الخاص بها.
تثير الاستثمارات الكبيرة لشركة أمازون في مجال الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية تساؤلات حول مدى قدرة هذه القطاعات على دفع النمو المستقبلي للشركة خاصة مع منافسة شركات مثل مايكروسوفت، بالإضافة إلى ذلك لا تزال الشركات حذرة بشأن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات وسط الحالة العامة بعدم اليقين الاقتصادي، مما قد يؤثر على نمو خدمات أمازون ويب سيرفيس (AWS).
أما بالنسبة لشركة Apple والتي ستعلن عن أرباحها يوم الخميس يركز المحللون على عوامل مختلفة بما في ذلك ضعف الطلب في الصين ودورة ترقية أجهزة iPhone والطلب على جهاز Vision Pro، وموقع الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تأتي نتائج الشركة في أعقاب تقرير صادر عن Counterpoint يشير إلى انخفاض بنسبة 19٪ في حجم مبيعات iPhone في الصين خلال الربع الأول.
وعلى الرغم من هذه التحديات الصعبة يرى المحللون بعض الإيجابيات في المستقبل، بما في ذلك الإعلانات المحتملة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في مؤتمر WWDC الخاص بشركة Apple في يونيو/ حزيران وإطلاق iPhone 16.
في المنتصف بين هذين الإعلانين سيمر علينا قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء، حيث يلقي اهتمامًا كبيرًا في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون عن كثب أي تحولات في موقف البنك المركزي بشأن التضخم.
في حين أنه من غير المرجح أن يغير الفيدرالي سعر سياسته في هذا الاجتماع، الذي يتراوح حاليًا بين 5.25٪ و 5.5٪، فهناك اهتمام شديد بما إذا كان صانعو السياسة النقدية سيقرون بالضغوط التضخمية المستمرة التي تتجاوز هدف البنك المركزي 2٪، خاصة بعدما أظهرت البيانات الأخيرة لمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي والتي صدرت يوم الجمعة الماضي ارتفاعًا مستمرًا في الأسعار، حيث ارتفع التضخم بنسبة 2.7٪ على أساس سنوي في مارس/ آذار، بينما ارتفع المؤشر الأساسي والذي يستثنى منه الغذاء والطاقة الأكثر تقلباً بنسبة 2.8٪.
ثم نأتي ختام الأسبوع مع تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة والذي ينتظره المراقبون بفارغ الصبر، حيث يتوقع خبراء الاقتصاد نموًا قدره 250 ألف وظيفة في أبريل/ نيسان ومعدل بطالة ثابتًا بنسبة 3.8٪، يمكن أن يعزز تقرير الوظائف القوي موقف اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بتأجيل خفض أسعار الفائدة.
في النهاية يجب أن يستعد المستثمرون لتقلبات أكثر من المعتاد وربما تكون حادة، نظراً لهذا العدد وتلك الأهمية من الأحداث التي سيشهدها السوق هذا الأسبوع.