- يُعد الاقتصاد الأمريكي القوي والمخاطر الجيوسياسية من المحفزات الرئيسية للمسار الحالي للدولار الأمريكي.
- كما أن اختلاف نهج البنوك المركزية على مستوى العالم يصب في صالح الدولار وسط تحولات محتملة في السياسة التجارية.
- وتشير المؤشرات الفنية إلى أن مستويات المقاومة الحاسمة قد تؤثر على حركة مؤشر الدولار هذا الأسبوع.
- هل تبحث عن أفكار تداول قابلة للتنفيذ لتجاوز تقلبات السوق الحالية؟ افتح إمكانية الوصول إلى الأسهم الرابحة المختارة بالذكاء الاصطناعي منInvestingPro بأقل من 38 ريال شهريًا!
ما زال المسار الحالي للدولار قويًا متأثرًا بالاقتصاد الأمريكي القوي والانتخابات القادمة. وهناك قوتان رئيسيتان تدفعان هذا الاتجاه: ارتفاع عائدات السندات الأمريكية وتزايد احتمالية إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتلعب التوقعات المتعلقة بسياسات ترامب التجارية التي يُحتمل أن تعزز الاقتصاد الأمريكي في الوقت الذي تتحدى فيه الدول المنافسة دورًا حاسمًا في دعم الدولار على المدى القصير. وعلاوة على ذلك، فإن البيانات القوية الصادرة مؤخرًا من الولايات المتحدة تمنح الدولار ميزة على منافسيه.
ويُظهر الاقتصاد الأمريكي مزيدًا من القوة، وهو ما تبرزه الاتجاهات الإيجابية في المؤشرات الرئيسية مثل مبيعات التجزئة و بيانات سوق العمل. ومع ذلك، تراقب الأسواق عن كثب موقف الاحتياطي الفيدرالي من أسعار الفائدة. وتشير البيانات الأمريكية القوية إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواصل التصرف بحذرحتى يحقق هدفه بخفض التضخم. و بالإضافة إلى ذلك، تعزز المخاطر الجيوسياسية من قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
بالانتقال إلى أوروبا، أدى الموقف التيسيري للبنك المركزي الأوروبي إلى تنامي التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة. وتشير التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيصل بالتضخم إلى هدفه بحلول أوائل عام 2025، وأن تخفيضات أسعار الفائدة ستستمر حتى ذلك الحين. وعلى النقيض من ذلك، هناك حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بسياسة أسعار الفائدة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، حيث يسمح الاقتصاد الأمريكي القوي للاحتياطي الفيدرالي باتباع نهج أكثر اتزانًا. وتؤدي هذه الاستراتيجيات المختلفة بين اثنين من البنوك المركزية الرائدة في العالم إلى انحراف الأسعار لصالح الدولار.
في الآونة الأخيرة، أثرت المخاطر الجيوسياسية بشكل كبير على أداء الدولار. ولا تزال تهديدات الصراع الإسرائيلي الإيراني المحتمل في الشرق الأوسط وانعكاساته على أسواق الطاقة العالمية تثير المخاوف. وقد تؤدي مثل هذه التوترات إلى زيادة الطلب على الدولار، الذي يُنظر إليه كعملة ملاذ آمن.
المخاطر الجيوسياسية على الرادار
قد تكون حركة الأسعار هذا الأسبوع مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية وليس بالبيانات الاقتصادية، حيث تتوقع الأسواق أن تقوم إسرائيل بالرد على إيران.
وقد يؤدي العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل ضد إيران إلى زيادة التقلبات في مختلف السلع، لا سيما في أسواق النفط. ويمكن القول بأن التأثير الكاسح على قطاع الطاقة من مثل هذا الهجوم من شأنه أن يدعم الدولار بشكل أكبر.
وفي الأسبوع المقبل، وبينما لا تزال التطورات الجيوسياسية تحت المجهر، ستركز الأسواق أيضًا على بيانات الاقتصاد الكلي من الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك بيانات مؤشر مديري المشتريات طلبات السلع المعمرة ومبيعات المنازل الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي على حركة الأسعار.
التوقعات الفنية لمؤشر الدولار
استهل مؤشر الدولار (DXY) شهر أكتوبر بارتفاع، ليغير المسار الأفقي الهبوطي الذي استمر في سبتمبر مع ظهور عوامل داعمة للدولار.
وبالنظر إلى الاتجاه الهبوطي الأخير لمؤشر الدولار، نلاحظ أن مؤشر الدولار قد وصل إلى مستوى مقاومة حرج الأسبوع الماضي. وبعد صعوده إلى 103.8، حدثت عمليات بيع جزئية عند هذه النقطة. وعلى الرغم من أن هذه المبيعات لم تعطل الاتجاه بعد، إلا أن المؤشر بدأ الأسبوع على ارتفاع. لا يزال مستوى المقاومة 103.8 حاسمًا هذا الأسبوع.
وإذا حافظ مؤشر الدولار DXY على متوسط الدعم عند 103.15 هذا الأسبوع، فقد يواصل زخمه الصعودي. ويؤدي تحقيق الإغلاق اليومي فوق مستوى 103.8 (فيبوناتشي 0.618) إلى زيادة احتمالية التقدم نحو المقاومة التالية عند 104.8 (فيبوناتشي 0.786).
وعلى العكس من ذلك، فإن التطورات التي تدفع مؤشر DXY إلى ما دون 103.15 قد تؤدي إلى حدوث تصحيح. في مثل هذا السيناريو، قد نشهد انخفاض مؤشر DXY إلى حوالي 102.5. ومع ذلك، تتوقف إمكانية حدوث تصحيح على البيانات الاقتصادية العالمية والاستقرار الجيوسياسي. في الوقت الحالي، لا تحبذ التوقعات الحالية حدوث تراجع كبير للدولار، مما قد يؤدي إلى تذبذب المؤشر بين 103.15-103.8 هذا الأسبوع. وقد يؤدي كسر هذه الحدود مع الإغلاق اليومي إلى إثارة الزخم في الاتجاه المعني.
***
إخلاء المسؤولية: كُتبت هذه المقالة لأغراض إعلامية فقط؛ وهي لا تشكل طلبًا أو عرضًا أو نصيحة أو مشورة أو توصية بالاستثمار، ولا تهدف إلى التحفيز على شراء الأصول بأي شكل من الأشكال. وأود أن أذكرك بأن أي نوع من الأصول، يتم تقييمه من وجهات نظر متعددة وهو ينطوي على مخاطرة كبيرة، وبالتالي، فإن أي قرار استثماري والمخاطر المرتبطة به يبقى مسئولية المستثمر.