"الاقتصاد هو في النهاية سياسة، حيث أن أي قرار سياسي يحمل تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الأسعار وتكلفة المعيشة"
ميلتون فريدمان
في عالمنا الحديث، أصبحت العملات الرقمية مثل البيتكوين ظاهرة مالية واقتصادية لا يمكن تجاهلها، فهي لا تمثل فقط تطورًا تقنيًا، بل أيضاً ثورة في النظام المالي التقليدي.
لكن رغم ما تقدمه هذه العملات من وعود بالتحرر من سيطرة البنوك المركزية والمؤسسات المالية، فإنها لم تفلت من تأثير السياسة وتدخل الحكومات.
في الواقع، تُعتبر أسعار البيتكوين والعملات الرقمية حساسة جدًا للقرارات السياسية التي تتعلق بالتشريعات والضرائب والسياسات النقدية وحتى التصريحات الحكومية ، عندما تُعلن دولة ما تبنيها للعملات الرقمية أو منعها، يظهر تأثير ذلك بسرعة على الأسعار فتشهد الأسواق تقلبات حادة وفقًا لموقف الحكومات.
على الرغم من أن سبب نشأت العملات المشفرة و على رأسها البيتكوين هو التحرر من القبضة الفيدرالية و النظرة الحكومية المقيتة إلا أنه بشكل أو بآخر استطاعت الحكومة بطريقة ما ولربما من خلال اتخاذها قرار التبني لهذه العملات من الشركات الضخمة مثل بلاك روك باعتبار هذا القرار أقل تكلفة من أن يجابهوا هذا النظام الحديث بنظام قديم بدأ يقوم على التشكيك ، لكن مع ذلك لا أعتقد أن هذا سيدوم طويلاً فالنضج الذي يراهن عليه الاقتصاديون في محله تماماً.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"بعد مئة عام الحكومة ستتوقف عن تطوير العملات وطباعتها، وستتطور حاجة الشعوب وكبار التجار لما يسمى مال بدون جنسية لا يتبع لأحد ولا تسيطر عليه حكومة، وقد تحارب الحكومة الهيئات الخاصة التي تحاول طباعة هذه الأموال لكن تكون قادرة على منع أحد من أن يثق بها"
فريدريش فون هايك عام 1974
لا أعلم حقيقة إذا كان هايك العالم الاقتصادي يقصد أننا بحاجة البيتكوين ، لكن ما يمكنني أن أجزم به أنه كان يقصد هذه التقنية لا محالة ، وأخبار اليوم تؤكد ذلك أكثر فأكثر.
1. بعد أن توعد ترامب قطاع العملات المشفرة بالكثير من القرارات التي لصالحه انطلاقاً من مقولته بأن البيتكوين لن ولا يؤثر على الاقتصاد وإنما سياسة الحكومة التي يتبعها الفيدرالي هي التي تؤثر على الدولار بدأت الإيجابية ترتفع إلى ذروتها والآمال في ارتفاع الأسعار تتعلق بفوز المرشح الرئاسي دولاند ترامب.
2. حذر المستشار المالي الأميركي أندرو لوكيناوث من أن أزمة البنوك الأميركية الحالية قد تكون أسوأ من أزمة 2008، حيث تكبدت خسائر تصل إلى 750 مليار دولار في ديون العقارات ، وأشار إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة تستمر في الضغط على النظام المصرفي بعد عام من انهيار بنك سيليكون فالي ، وهذا يزيد الأنظار نحو البيتكوين كوسيلة بنكية جديدة.
3. قدمت شركة «مايكروسوفت» طلباً إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية كاشفةً عن بند غير متوقع ضمن جدول أعمال اجتماع المساهمين السنوي المرتقب في 10 ديسمبر، ويتضمن الجدول إلى جانب البنود المعتادة كاختيار أعضاء مجلس الإدارة وتعيين المدقق المالي المستقل، ومناقشة تقارير حول قضايا التضليل في مجال الذكاء الاصطناعي اقتراحاً بارزاً بعنوان «تقييم الاستثمار في البيتكوين»، لكن الملفت أنّ مجلس إدارة «مايكروسوفت» أوصى بالتصويت ضد هذا الاقتراح ، لكن مجرد الطرح يحمل الإيجابية الضخمة جداً فلا تنسى أن الشركة بحجم لا يستهان به.
سنخبركم بنتائج القرار على التويتر الخاص بنا أو هنا ، لأنه بحال وافقت الشركة على الاستثمار في البيتكوين سنحمل عصراً ذهبياً بين أيدينا.
الخلاصة:
بدأت الشركات و المحافظ الكبيرة تتهافت نحو البيتكوين خوفاً من أزمة اقتصادية تضرب النظام البنكي من جديد ، وهرباً من الضرائب المبالغ فيها كما أنه بدأ يعتبر مصدراً للتحوط ضد كوراث ذو صلة بالنظم البنكية ، ليبقى فوز ترامب هو العامل الذي سيسرع من حركة السعر لا أكثر لماذا؟
هذا ما سأخبرك به بالتحليل الفني.
التحليل الفني للسعر
"إن الأسعار دوماً ما تخبرك أن هناك حركة عظيمة قادمة، ولكن عليك أن تتقن لغة هذه الأسعار ولغتها هي الأرقام لذا لا تحاورها بلغة بدائية كالتحليل الفني"
والتر بيترز في كتابه The Naked forex
1. موسم صعود البيتكوين الأكبر لم يبدأ بعد وهذا لأن الدراسة الإحصائية لسلوك السعر السابق تؤكد أن الصعود الكبير للبيتكوين لا يأتي في سنة التنصيف وإنما في السنة التي تلي التنصيف.
2. عادة يتميز شهر 11 بالتداول العرضي للبيتكوين ، ويتميز شهر 12 ، 1 ، 2 بالصعود سواء على البيتكوين أو حتى الإيثيروم الذي يعتبر القائد للعملات البديلة و هذا ما يجعل الصعود في الوقت الراهن ما زال باكراً.
3. السوق في الوقت الحالي يفتقر للسيولة الدافعة للسعر ، حيث تركزت آخر مراكز الشراء عند 62 – 65 وهذا يعني لا بد من إعادة اختبار 65.
4. احصائياً إن مستوى 80 وفق نموذج NDM ، وارد لكنه أقصى اليمين أي صعب.
5. سيولة العملات الرقمية مازالت منخفضة حتى هذه اللحظة ولا تملك الدافع لدفع السعر نحو 80 ، 90 ، 100 كما يخبرنا التحليل الفني.
الخلاصة:
أرى أن السعر لا بد أن يختبر مستوى 65 – إلى 62 بأسوأ الأمور ليمتلك بعدها الشرط الأساسي نحو صعوده إلى 70 ، 75 ، 80 ولكن لن يكون هذا الصعود سريعاً خصوصاً إذا لم يكن ترامب هو الفائز.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي وحبيبي المستثمر إن سوق العملات يحمل الكثير من الوعود بغض النظر فيما إذا كان ترامب رئيساً أم لا ، وهذا للحاجة الملحة التي نريدها من السوق فهو في الأساس قام بدافع الحرية الاقتصادية ، وهذا ما يجعلني آتي بك إلى نصيحتي لك بألا تستثمر إلا في العملات التي ترى لها فائدة حقيقية على شكل السوق أو التكنولوجيا في المستقبل وتذكر أن السوق الصاعدة لن تبدأ إلا بعد أن تزيل جميع العملات التي لا أساس لها.
المستشار عمر جاسم آل صياح
أنا أنتظرك في التويتر تابعني الآن
X: @omarsyyah