الذهب: هل يمكن أن يتألق المعدن الأصفر رغم ارتفاع عوائد السندات؟

• يستمر الذهب في الارتفاع على الرغم من عوائد السندات وقوة الدولار، مدفوعًا بمخاوف التضخم.
• قد تحدد البيانات الرئيسية التي ستصدر هذا الأسبوع ما إذا كان ارتفاع الذهب سيستمر أم سيواجه تصحيحًا.
• تُظهر المستويات الفنية الذهب عند منعطف حرج، مع وجود دعم ومقاومة محتملين يحددان مساره على المدى القريب.
• ابدأ العام الجديد بمحفظة مبنية على التقلبات والأحجار الكريمة المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية - اشترك الآن خلال تخفيضات العام الجديد واحصل على خصم يصل إلى 50% على InvestingPro !

أظهر الذهب صمودًا ملحوظًا على الرغم من ارتفاع عائدات السندات وتعزيز الدولار. ومع ذلك، مع معاناة أسواق الأسهم في الأسابيع الأخيرة - وهو تطور مهم بالنظر إلى الارتباط الإيجابي للذهب مع إس آند بي 500 في السنوات الأخيرة - يبقى السؤال ما إذا كان الطلب على الملاذ الآمن سيستمر في دعم المعدن. في حين تبدو الآفاق طويلة الأجل للذهب صاعدة على المدى الطويل، إلا أن التصحيح على المدى القريب قد يكون في الأفق حيث أن ارتفاع العوائد يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تدر فائدة مثل الذهب.

الذهب يتحدى عوائد السندات وقوة الدولار - في الوقت الحالي

سجل الذهب مكاسب بنسبة 1.9% الأسبوع الماضي، مسجلاً ارتفاعه الأسبوعي الثاني على التوالي على الرغم من الرياح المعاكسة. يأتي الارتفاع الأخير للمعدن الثمين بعد الانخفاضات الشهرية المتتالية في ديسمبر ، عندما تراجع من أعلى مستوياته القياسية التي سجلها في وقت سابق من عام 2024. ومن المثير للدهشة أن هذا الانتعاش الذي استمر لأسبوعين تزامن مع قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات.

فقد مدد مؤشر الدولار سلسلة مكاسبه إلى سبعة أسابيع متتالية الأسبوع الماضي، ليختبر الآن مستوى 110.00. كما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية أيضًا، حيث وصل عائد السندات الأمريكية لأجل 30 عامًا إلى 5% ليقترب من ذروة شهر أكتوبر عند 5.178%، في حين يحوم عائد السندات لأجل 10 سنوات بالقرب من 4.80% .

ولا يقتصر ارتفاع العوائد على الولايات المتحدة. إذ تشهد السندات الحكومية الأوروبية والبريطانية أيضًا ارتفاع العوائد إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات. والجدير بالذكر أن العائد على سندات المملكة المتحدة لأجل 10 سنوات قد تجاوز أعلى مستوياته في العام الماضي، ليصل إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة خلال الأزمة المالية لعام 2008. حتى عائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات - المنخفض تقليديًا - وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2011 عند 1.20%. وتقدم تلك العائدات المرتفعة على مستوى العالم بديلاً منافسًا للذهب، الذي لا يدفع فائدة ولا يوفر دخلًا.

إذن لماذا يرتفع الذهب؟

يبدو أن المخاوف من التضخم هي القوة الدافعة وراء مرونة الذهب. عادةً ما يضغط الدولار القوي وارتفاع العوائد على أسعار الذهب، ولكن يبدو أن المستثمرين يتحوطون ضد مخاطر التضخم. ومع ذلك، قد لا يكون هذا الطلب كافياً لدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة في غياب عوامل داعمة أوسع نطاقاً.

البيانات الرئيسية التي يجب مراقبتها هذا الأسبوع

لا يزال اهتمام المستثمرين منصبًا بقوة على سوق السندات والدولار. استفاد الدولار الأمريكي من تغير توقعات أسعار الفائدة، لا سيما في ظل البيانات الاقتصادية القوية والضغوط التضخمية المستمرة. على سبيل المثال، أكد التقرير القوي للوظائف غير الزراعية الصادر يوم الجمعة الماضي على قوة سوق العمل، مما دفع الأسواق إلى تأجيل توقعات قيام الاحتياطي الفيدرالي يتخفيض أسعار الفائدة حتى الربع الرابع.

ويتحول التركيز هذا الأسبوع إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية في منتصف الأسبوع وأرقام النمو الصيني في وقت لاحق. إذا استمر تضخم مؤشر أسعار المستهلكين، فمن المحتمل أن يتم رفض أي دعوات متبقية لخفض أسعار الفائدة في الربع الثاني، مما يزيد من تحدي إمكانات ارتفاع الذهب.

التحليل الفني: مرحلة حرجة

يختبر الذهب مستويات المقاومة الرئيسية بالقرب من 2690 دولارًا، والتي تتزامن مع خط الاتجاه الهابط الذي يربط بين القمم السابقة. تتماشى هذه المنطقة أيضًا مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% من أعلى مستوى في أكتوبر ، مما يجعلها نقطة انعطاف محتملة.

إذا استؤنف ضغط البيع، فإن الدعم المبدئي يقع حول مستوى 2650 دولارًا، والذي يحدده خط الاتجاه الذي تم إنشاؤه منذ منتصف عام 2023. وقد يشير الاختراق دون هذا المستوى إلى تصحيح أوسع، مع وجود مستويات دعم لاحقة عند 2600 دولار و2530 دولار و2500 دولار في الأفق.

وعلى العكس من ذلك، فإن الاختراق المحتمل فوق منطقة المقاومة بين 2710 و2725 دولارًا أمريكيًا (المظللة باللون الأحمر على الرسم البياني) قد يمهد الطريق لمستوى قياسي جديد، ومن المحتمل أن يتجاوز قمة عام 2024 عند 2790 دولارًا أمريكيًا. هذا ليس سيناريو الحالة الأساسية بالنسبة لي.

لذلك، في حين أثبت الذهب مرونته في مواجهة ارتفاع العوائد وقوة الدولار، فإن مساره على المدى القريب يواجه عقبات. وقد تستمر المخاوف المتعلقة بالتضخم في دعم الأسعار، ولكن مع عوائد السندات التي تقدم عوائد جذابة، قد تتضاءل جاذبية الذهب ما لم تظهر تحولات أساسية. ستكون البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع حاسمة في تحديد ما إذا كان الذهب سيحافظ على ارتفاعه الأخير أو يستسلم لضغوط البيع المتجددة.

***

كيف يعد كبار المستثمرين في العالم محافظهم الاستثمارية للعام المقبل؟

لا تفوّت عرض العام الجديد - فرصتك الأخيرة للحصول على InvestingPro بخصم 50% .

احصل على وصول حصري إلى استراتيجيات استثمار النخبة، وأكثر من 100 توصية أسهم تعتمد على الذكاء الاصطناعي شهريًا، وماسح الأسهم Pro القوي الذي ساعد في تحديد هذه الأسهم ذات الإمكانات العالية.

انقر هنا لتعرف المزيد.

إخلاء المسؤولية: هذا المقال مكتوب لأغراض إعلامية فقط؛ ولا يمثل التماسًا أو عرضًا أو نصيحة أو مشورة أو توصية بالاستثمار ، ولا يهدف إلى التحفيز على شراء الأصول بأي شكل من الأشكال. وأود أن أذكرك بأن أي نوع من الأصول، يتم تقييمه من وجهات نظر متعددة وهو ينطوي على مخاطرة كبيرة، وبالتالي، فإن أي قرار استثماري والمخاطر المرتبطة به يبقى مسئولية المستثمر.