كان عام 2024 عامًا استثنائيًا للأسواق الأمريكية، حيث شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا ملحوظًا. ومع ذلك، يمكن سرد الاحداث بشكل كامل من خلال النظر إلى ما وراء سطح المؤشرات المرجحة بالقيمة السوقية مثل مؤشر S&P 500 كما يتضح من الأرقام التالية، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة تزيد عن 23% في 2024، لكنه تراجع مقارنة مع كل من مؤشر ناسداك الذي ارتفع بنسبة تقارب 29%، ومؤشر ناسداك 100 الذي سجل زيادة قريبة من 25%
الارتفاع الكبير في هذه المؤشرات يشير إلى أداء قوي في السوق، لكن إذا تم النظر عن كثب، نجد أن هذا النجاح لم يكن موزعًا بشكل متساوٍ عبر مختلف القطاعات أو الشركات. في الواقع، يُظهر هذا التفاوت أن الجزء الأكبر من النمو في 2024 كان مدفوعًا بنمو أسهم التكنولوجيا وبعض الشركات الكبيرة.
وقد أتاح هذا التفوق في مؤشرات مثل ناسداك الفرصة للمستثمرين للاستفادة من الأسهم التي كانت قد شهدت نموًا كبيرًا، رغم أن هذا التفاوت في الأداء يشير إلى أهمية التفكير النقدي عند تحليل الأسواق.
وفي ضوء هذه التحولات، يتعين على المستثمرين أن يكونوا حذرين من التركيز الزائد على بعض الشركات الكبرى، والتي قد تؤدي إلى تضخم في التقييمات وبالتالي إلى تحولات مفاجئة في الأسواق مستقبلاً.
و بناءا على ذلك, يتوقع بنك أمريكا تراجعًا محتملاً بنسبة 40% في مؤشر S&P 500 بسبب الفقاعة المحتملة في أسهم النمو، فما مدى صحة هذا التوقع؟
يحذر الاستراتيجيون في بنك أمريكا من احتمال حدوث انهيار بنسبة 40% في مؤشر S&P 500، ويعزون ذلك إلى فقاعة في أسهم النمو. جاء هذا التحذير بعد دراسات مكثفة أجراها استراتيجيون البنك، حيث قاموا بمقارنة الوضع الحالي في السوق مع فقاعة "Nifty Fifty" في الستينيات وفقاعة "دوت كوم" في أواخر التسعينيات. وقد لاحظوا وجود أوجه شبه واضحة بين تلك الفترات والسوق الحالي، ما يعزز احتمالية وقوع تداعيات اقتصادية كبيرة.
تُظهر الدراسات أن القيمة السوقية للأسهم الأمريكية تبتعد عن المتوسط التاريخي بمقدار 3.3 انحرافات معيارية مقارنة ببقية أسواق العالم. كما أن أكبر خمس شركات في مؤشر S&P 500 تشكل الآن 26.4% من قيمة المؤشر، وهو ما يعكس تركزًا قويًا في السوق.
وفقًا لجاريد وودارد، الاستراتيجي في بنك أمريكا، فإن هذا التركز يعود جزئيًا إلى تأثير الاستثمار السلبي الذي أدى إلى هذا التمركز الكبير في عدد قليل من الشركات. وتدعم هذه التوقعات التحذيرات المتزايدة من بنوك وول ستريت الكبرى، مثل مايك ويلسون من مورغان ستانلي وديفيد كوستين من جولدمان ساكس، الذين توقعوا فترة طويلة من العوائد الثابتة لمؤشر S&P 500 على مدار عقد من الزمن.
ورغم هذه التوقعات المتشائمة، يقدم بنك أمريكا استراتيجية لتجنب الوقوع في سوق الدب – أي الاتجاه الهبوطي للأسواق. كان المستثمرون والمراقبون يتزايد قلقهم بشأن مستويات التركيز المرتفعة في مؤشر S&P 500، حيث أثارت هيمنة عدد قليل من الأسهم، التي يطلق عليها أحيانًا "السبعة العظماء"، تساؤلات حول صحة السوق واستقراره بشكل عام.
يُعد تحذير بنك أمريكا بمثابة تذكير صريح بالعواقب المحتملة لهذه الفقاعة السوقية، ويؤكد على ضرورة توخي الحذر في استراتيجيات الاستثمار وإدارة المخاطر في البيئة الاقتصادية الحالية.
إخلاء المسؤولية:
هذا التحليل لأغراض إعالمية فقط وليس نصيحة مالية. ينطوي التداول على مخاطر، والاداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يمكن أن تتغير ظروف السوق، لذا قم دائما بإجراء بحثك الخاص أو استشر مستشارا مالًيا قبل التداول. الكاتب غير مسؤول عن أي خسائر ناجمة عن استخدام هذا التحليل.