تُعد العقود الآجلة للذهب واحدة من الأدوات المالية الأكثر متابعة في الأسواق العالمية، حيث تعكس تحركاتها توقعات المستثمرين بشأن التضخم، أسعار الفائدة، والتوجهات الاقتصادية العالمية. يعتمد المتداولون والمحللون على تقرير Commitments of Traders (COT) لفهم مراكز اللاعبين الكبار في السوق، مما يمنحهم نظرة أوضح حول الاتجاه المستقبلي. في هذا المقال، سنقوم بتحليل تقرير COT للذهب الصادر في 4 مارس 2025، ونستكشف كيف تؤثر مراكز المتداولين على السوق.
وفقًا للتقرير، بلغ إجمالي عدد العقود المفتوحة (Open Interest) 756,299 عقدًا، مسجلًا انخفاضًا بمقدار -16,748 عقدًا مقارنة بالأسبوع السابق (25 فبراير 2025). يشير هذا الانخفاض إلى تراجع النشاط في السوق، مما قد يعكس عدم يقين أو حركة تصحيحية بعد موجة ارتفاع أو هبوط قوية.
نلاحظ أن مديري الأموال (صناديق التحوط) يسيطرون على الجانب الشرائي (217,056 عقدًا Long)، بينما صناع السوق يسيطرون على الجانب البيعي (235,639 عقدًا Short)، مما يشير إلى احتمالية وجود توازن نسبي في السوق مع ميل طفيف نحو البيع.
شهد السوق تغيرات ملحوظة في المراكز المفتوحة، حيث قللت بعض الفئات من مراكزها الشرائية والبيعية، بينما زاد الآخرون تحوطاتهم ضد المخاطر.
الفئة
ونستنتج من اجدول أعلاه ان مديرو الأموال (صناديق التحوط) خفضوا مراكزهم الشرائية بمقدار -6,399 عقدًا، وزادوا مراكزهم البيعية بـ +5,394 عقدًا، مما قد يشير إلى ضعف الاتجاه الصعودي للذهب و صناع السوق خفضوا مراكز البيع بشكل كبير (-14,490 عقدًا)، مما قد يعكس تحوطًا أقل ضد انخفاض الأسعار، وربما يشير إلى توقعهم استقرار السوق أو ارتفاعه قليلًا وكذلك المضاربون الآخرون زادوا من التحوطات (+7,257 عقدًا)، مما يعكس حالة عدم يقين حول الاتجاه القادم للذهب.
مديرو الأموال لا يزالون أكبر المشترين (28.7%)، في حين أن صناع السوق يملكون أكبر نسبة من مراكز البيع (31.2%).
المضاربون الصغار لديهم تأثير محدود جدًا مقارنة بالفئات الأخرى.
أكبر 4 متداولين فقط يسيطرون على 27.7% من مراكز البيع و19.7% من مراكز الشراء، مما يشير إلى ميل السوق نحو الهبوط.
أكبر 8 متداولين يسيطرون على 41.9% من مراكز البيع، مما يعكس احتمالية استمرار الضغط السلبي على الذهب.
عند النظر إلى صافي المراكز، نرى أن الاتجاه يميل نحو البيع، ولكن بفارق غير كبير.
البيانات تشير إلى أن صناديق التحوط بدأت في تقليل مراكز الشراء وزيادة المراكز البيعية، مما قد يكون إشارة على تباطؤ الاتجاه الصعودي. صناع السوق خفضوا مراكز البيع، مما قد يشير إلى توقعهم استقرار السوق أو حتى ارتفاع طفيف في الأسعار. زيادة التحوطات من قبل المضاربين الآخرين تعكس حالة عدم يقين في السوق. مع استمرار سيطرة كبار المتداولين على جزء كبير من السوق، فإن أي تغيير في مراكزهم قد يؤثر بشكل كبير على حركة الأسعار القادمة.
في النهاية، يجب مراقبة التقارير القادمة لتحديد ما إذا كان هذا التوجه سيستمر، أم أن هناك انعكاسًا قادمًا في السوق.