في تحول مثير للاهتمام، قد يكون تراجع قيمة الدولار هو العامل الرئيس الذي يعيد الحياة لأسواق الأسهم الأمريكية، ويغير الاتجاه العام للأسواق العالمية التي شهدت تقلبات كبيرة منذ بداية العام. وفقًا لتوقعات بعض الاستراتيجيين، يمكن أن يؤدي ضعف الدولار إلى تحسين آفاق أرباح الشركات الأمريكية بشكل ملحوظ، مما يعكس التأثيرات السلبية التي شهدتها الأسواق في الأشهر الأخيرة.
التراجع في أسعار الأسهم الأمريكية والتفضيلات تتجه نحو الأسهم الأوروبية!
شهد مؤشر "S&P 500" تصحيحًا فنيًا في بداية شهر مارس، حيث تراجع بنسبة تزيد عن 10% من أعلى مستوى له في فبراير. ورغم تسجيله انتعاشًا مؤقتًا، لا يزال المؤشر منخفضًا بنسبة 3.6% منذ بداية العام. وفي المقابل، سجل مؤشر "Stoxx 600" الأوروبي زيادة تجاوزت 8%، مما يعكس تحولًا في تفضيلات المستثمرين نحو الأسواق الأوروبية. لكن وفقًا للتوقعات، قد يكون هذا الوضع على وشك التغيير في المدى القريب إلى المتوسط. فالدولار الأضعف قد يساهم في تحسين آفاق الأرباح الأمريكية، مما يعيد جذب رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة. يقول المحللون: "من الممكن أن يتحول الأداء النسبي للأسواق الأمريكية مقارنة بالأسواق العالمية لصالح الولايات المتحدة قريبًا."
القطاع التكنولوجي وعودة الزخم:
رغم التحديات التي واجهت أسهم الشركات الكبرى في القطاع التكنولوجي الأمريكي، تشير بعض المؤشرات إلى أن هذا الاتجاه قد يقترب من التوقف. يعتقد البعض أن أسهم "السبعة الكبار"، التي كانت محركًا رئيسيًا للارتفاعات في العام الماضي، قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، مما يفتح المجال لعودة التدفقات إلى السوق الأمريكي.
التوقعات المستقبلية: انتعاش محتمل للأسواق الأمريكية:
ومن المتوقع أن يشهد مؤشر "S&P 500" انتعاشًا ملحوظًا في المدى القريب، خاصة من مستويات 5500 نقطة التي اقترب منها المؤشر مؤخرًا. ويعزو المحللون هذا التفاؤل إلى الزخم المبالغ فيه، والأداء الموسمي القوي، وتدفقات رأس المال في نهاية الربع. هذا من شأنه أن يسهم في تحسن الأسواق الأمريكية بشكل عام. وفي الوقت ذاته، يبقى التركيز على الأسهم عالية الجودة في المحافظ الاستثمارية الأساسية. يعتقد الخبراء أن هذه الأسهم ستستفيد بشكل كبير من تحسن آفاق السوق في المدى المتوسط.
وبالنهاية إذا استمر الدولار في التراجع، فقد يكون ذلك هو العامل الذي يعيد أسواق الأسهم الأمريكية إلى مسارها الصحيح. في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات كبيرة، قد يشهد المستثمرون عودة قوية إلى السوق الأمريكي، خاصة مع تحسن أرباح الشركات الكبرى، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا. هل كانت خطط ترامب عشوائية أم مدروسة بالفعل؟