"كل فرصة انهيار هي تحول كبير إذا استطعت إدراك ذلك"
روبرت كيوساكي
في تاريخ الاقتصاد ، مرت البشرية بعدة أزمات مالية ضخمة، تركت آثارًا عميقة على أسواق المال والحياة الاقتصادية بشكل عام ، من يوم الإثنين الأسود في 1987، حيث هبطت أسواق الأسهم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، إلى أزمة الرهن العقاري 2007-2008، التي فجرت أزمة مالية عالمية غيّرت وجه الاقتصاد، وصولاً إلى جائحة كورونا في 2020، التي تسببت في انهيارات ضخمة في الأسواق بسبب الضبابية الصحية والاقتصادية.
في قلب هذه العواصف المالية، كان هناك عنصر واحد دائم الوجود ، فمع انهيار أغلب المؤشرات و الأسهم الأميركية في ظل كل كارثة بمعدل 25% وسطياً وعلى الأقل كان الذهب يرتفع بنسبة لا تقل عن 30% ، ومع ذلك ليس الذهب هو الملفت للنظر وإنما كمية الثروات التي تتحول في كل أزمة من شاكلة الأزمات السابقة ، ولكن يبقى السؤال كيف ؟ وهل سينجو الذهب في ظل الكارثة القادمة أم هناك من يحاربه على مركزه لامع!
آخر الأخبار وأثرها على السعر
مع استمرار ترامب في فرض رسوم جمركية بطريقة غير مسبوقة وغير متوقعة ، انهارت أغلب الأسهم الأميركية بنسبة زادت عن 20% ، وتراجعت أغلب العملات الرقمية بنسبة زادت عن 50% ، وهذا ما أدى إلى مظاهرات عنيفة في الولايات الأميركية.
إن الاستمرار في هذه الوتيرة من القرارات سيؤول إلى ركود لا محالة نحن الآن نختبر بداياته ، وعلى رأي الملياردير الأميركي بيل اكمان لدى الرئيس فرصة اليوم لتصحيح الوضع وإلا سنرى شتاء اقتصادي.
الملفت بالنظر أنه حتى هذه اللحظة يرى الفيدرالي الأميركي أن البقاء على أسعار الفائدة مرتفعة أمر جيد ، و الملفت للنظر أكثر أنه يرى إن وقع الركود فهو قادر على معالجته.
التحليل الاقتصادي
بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية نلاحظ استمرار تراجع مؤشر النمو الاقتصادي ليسجل انكماشاً في النمو قدره 2.8% ، بمعدل تراجع في النمو منذ بداية الشهر إلى الآن 5% ، ومع ثبات التضخم عند 2.2% ، ليكون هذا دليل قاطع على أننا نعاصر ركود عنيف ، سيكون أعنف ما لم يتخذ الفيدرالي قرارات حول هذا الآمر.
الخلاصة من حيث التحليل الأساسي
"لا يمكن التكهن بمستقبل الأسواق ، ولكن يمكن القول أن أميركا ستعود قوية مجدداً "
ترامب بتصريح سابق له منذ أيام
على الرغم من كون الأغلب يرى أن الركود و ما يقوم به ترامب سيء إلا أنني على رأي ترامب ذاته بأن هذا جيد للاقتصاد على المدى البعيد ، لماذا ؟
إذا نظرنا إلى تاريخ الاقتصاد الأميركي لوجدنا أن أميركا عانت من مشاكل اقتصادية نقدية متراكمة تراكمت عبر الزمن أكثر في كل مرة لجأت فيها الولايات لحلول بسيطة تؤجل الحل الجذري للمشكلة مثل أن تطبع المال أو أن ترفع سقف الديون.
لكن في عصر ترامب ، هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها العم ترامب لعدم الطباعة واتخاذ حل حقيقي ، ولكن ما يجعل أثر هذا الحل قاسي وقاسي جداً على الأسواق هو التحول المفاجئ من سوق حر إلى سوق تحت رقابة حكومية يمكن أن نشبهه بعملية جراحية قاسية على المريض الذي كان يصر على المسكنات ، وهذا برأي ما يجعل القادم فرصة جيدة لشراء الأسهم ، العملات الرقمية بأسعار زهيدة وهذا ما فعله دنجوان الاستثمار ورن بافيت عندما لجأ إلى الحصول على الكاش خلال الربع الأخير من عام 2024 ، مع الربع الأول من عام 2025 ، ليكون أكبر الرابحين في ظل خسائر عمت الجميع دون أي استثناء.
طبعاً مع تراجع الأسهم بشكل كبير ، ووجود ضبابية فيما إذا كان الحل الذي سيتبعه ترامب سينفع أم لا سنرى المزيد من صعود الذهب لا محالة ، ولكن مع نهاية العام أرى آخر محطات الذهب قد اقتربت لكون المستثمرين فيما بعد سيتوقفون عن شراء الذهب ويلجؤون لبيعه بهدف تعويض مراكزهم الشرائية وخسائرهم في الأسهم.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. مازال السعر حتى هذه اللحظة ضمن الموجة الخامسة من أمواج إليوت و التي تنتهي وفقاً لامتداد فيبوناتشي عند 3250 – 3450.
2. احصائياً فإن احتمال استقرار السعر أعلى من 2950 تبلغ 75%
3. يوجد كم شراء عالي ( فوليوم عالي عند 3030)
4. يتميز شهر 4 بإيجابية كبيرة للذهب ، مع وجود زخم كبير بنسبة دقة تكرار تصل إلى 67%
الخلاصة:
قد نرى تداولات عرضية تضرب مستويات 2950 – 2980 ثم العودة للرالي الصاعد باستهداف 3250 – 3300، شرط أن يغلق الذهب أعلى من 3000 إغلاق يومي.
عدم تحقق الشرط يعني أننا أمام حالة من العشوائية ، ونحتاج حينها إلى تحديث آخر سيتم نشره على التويتر.
على المدى البعيد
شخصياً ما عدت أرى أعلى من 3500$ لذهب في نهاية عام 2025، ولكن مازال الذهب يحمل مفاجئات كبيرة، سنصرح على التويتر الخاص بنا هذه المفاجئات.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر إن الفترة الحالية هي فترة خسائر وفترة إخراج كبيرة ، أي أن حيتان السوق يميلون حقيقية في هذه الفترة إلى نشر الذعر أكثر وهذا ما يسمح لهم بشراء الأسهم ، والعملات بسعر زهيد جداً ومنه ارتفاع الذهب ، ولكن في نهاية المطاف الذهب يعكس الحقيقة فقط ليس أكثر ولهذا قد لا يكون السعر الحقيقي ، كما أني في هذه الفترة تحديداً أوصيك ألا تفرط اللجوء إلى الذهب أبداً ، خصوصاً أن هناك سلع لمعت في ظل هذه الكارثة و سلع أخرى أبدت تماسك غريب.
المستشار عمر جاسم آل صياح
لمتابعة أهم الأخبار والمستجدات
تابعني على التويتر:
X: @omarsyyah
تابعني على الإنستغرام:
@omar.financial.advisor IN:
ولكي تتعلم الطريقة المستخدمة في التحليل تابعني على اليوتيوب:
أسم القناة: عمر جاسم آلصياح