هل سهم مايكروسوفت غير صالح للاستثمار؟

ليس من المستغرب أن علاقة أوبن إيه آي مع مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) على وشك الانهيار. ووفقًا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال الصادر يوم الاثنين، تستكشف أوبن إيه آي سبيلًا قانونيًا للخروج من عقدها الحصري مع مايكروسوفت. وتحديدًا، من خلال السعي إلى مراجعة تنظيمية فيدرالية للانتهاكات المحتملة لقانون مكافحة الاحتكار.

وفي حال تقديم شكوى مكافحة احتكار كهذه، فسيكون ذلك بمثابة خيار حاسم لإنهاء علاقة مايكروسوفت وأوبن إيه آي.

ومع ذلك، فإن قرارًا فيدراليًا في هذا الاتجاه سيكون على النقيض من قرار المملكة المتحدة المؤيد لمايكروسوفت. في مارس 2025، قررت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA) أن شراكة مايكروسوفت مع أوبن إيه آي "لا تستوفي شروط التحقيق بموجب أحكام الاندماج في قانون الشركات لعام 2002".

إذا كانت هذه هي النتيجة المحتملة لتحقيق مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة أيضًا، فقد تسعى أوبن إيه آي إلى مراجعة شروط الاتفاقية مع مايكروسوفت. على وجه التحديد، من أجل أن تسمح مايكروسوفت لشركة أوبن إيه آي بالانتقال إلى شركة ذات منفعة عامة من حالتها غير الربحية الحالية.

أفادت المعلومات سابقًا أن أوبن إيه آي مستعدة لمنح مايكروسوفت حصة 33% في هذا الكيان الجديد المُعاد هيكلته، مع التنازل عن حقوقها في الأرباح المستقبلية. إضافةً إلى ذلك، لن تمتلك مايكروسوفت بعد الآن حقوقًا حصرية لنماذج أوبن إيه آي على Azure. تشير علاقات أوبن إيه آي المتطورة مع مايكروسوفت وشركات أخرى إلى توجه متزايد نحو التنوع والاستقلالية.

الارتباط المتطور: مايكروسوفت، أوبن إيه آي، وأوراكل

بعد أن دفع برنامج شات جي بي تي التابع لشركة أوبن إيه آي الذكاء الاصطناعي إلى دائرة الضوء العامة، كانت مايكروسوفت أول شركة تقنية كبرى تستثمر كل شيء. ولكن حتى قبل تصاعد الضجيج حول الذكاء الاصطناعي، استثمرت مايكروسوفت مليار دولار في أوبن إيه آي في عام 2019، تلتها جولة أخرى من التمويل في مارس 2021، وأكبر التزام بقيمة 10 مليارات دولار في يناير 2023.

في سبتمبر 2024، كشفت مايكروسوفت أن إجمالي استثمارات أوبن إيه آي بلغ 13 مليار دولار، وحصلت مايكروسوفت على 20% من إيرادات أوبن إيه آي. كان هذا الترتيب مفيدًا للطرفين، حيث قدمت مايكروسوفت بنية تحتية سحابية جاهزة للاستخدام من Azure وتكاملًا سلسًا للذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من البرامج القديمة.

في نوفمبر 2023، أشار الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إلى أنه في حالة اختفاء أوبن إيه آي، ستمتلك مايكروسوفت جميع موارد الشركة.

ومع ذلك، بدأت الحصرية تتحول ببطء لصالح مايكروسوفت. وقد ظهر هذا لأول مرة في يونيو 2024 عندما وقعت أوبن إيه آي صفقة مع أوراكل (NYSE: ORCL) بشأن البنية التحتية السحابية لأوراكل (OCI)، مع استمرار الشراكة مع مايكروسوفت.

في يناير 2025، تغيرت العلاقة الاستراتيجية بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي رسميًا من الوصول الحصري الحالي إلى الملكية الفكرية الخاصة بأوبن إيه آي حتى عام 2030. وبموجب هذا الترتيب، تكون واجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بأوبن إيه آي حصرية لـ Azure، حيث تطرح أوبن إيه آي أحدث طرازاتها.

وعلاوة على ذلك، ستدعم البنية التحتية السحابية لشركة مايكروسوفت جميع منتجات أوبن إيه آي، بما في ذلك تدريب LLM. من خلال تقديم حق الرفض الأول (ROFR)، مكنت مايكروسوفت أوبن إيه آي من "بناء سعة إضافية، في المقام الأول للبحث وتدريب النماذج".

فتحت اتفاقية يناير 2025 الباب أمام قدرة الحوسبة لشركة أوبن إيه آي خارج مايكروسوفت. ومن المرجح أن يكون هذا التوسع داخل أوراكل. فبعد فترة وجيزة من تنصيب الرئيس ترامب، قدم لاري إليسون مشروع ستارجيت في البيت الأبيض، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان والرئيس التنفيذي لشركة سوفت بنك ماسايوشي سون.

ومن خلال التشابك مع أوراكل، منافس مايكروسوفت في البنية التحتية السحابية، كان من الواضح في ذلك الوقت أن أوبن إيه آي من غير المرجح أن تكتفي بالتواجد تحت مظلة مايكروسوفت ومجموعة كوبايلوت إيه آي الخاصة بها. وفي وقت قريب من هذا الشهر، أبرمت أوبن إيه آي أيضًا صفقة مع منصة جوجل (NASDAQ:GOOG) كلاود التابعة لشركة ألفابت، على الرغم من أنها تتنافس بشكل مباشر مع نموذج جيميني من جوجل.

وفي الوقت نفسه، تعمل مايكروسوفت على تنويع حصتها في الذكاء الاصطناعي أيضًا.

مستقبل مايكروسوفت بدون أوبن إيه آي

في حين أرسلت أوبن إيه آي إشارة قوية عبر صحيفة وول ستريت جورنال بأن العلاقة مع مايكروسوفت بحاجة إلى تغيير، إلا أن مايكروسوفت لم تتفاجأ. ففي أواخر شهر مايو، فتحت شركة التكنولوجيا العملاقة البنية التحتية السحابية Azure الخاصة بها لشركة xAI التابعة لإيلون ماسك والتي تعمل على تطوير نماذج Grok.

وأكدت مايكروسوفت أيضًا أنها تدعم "نظامًا بيئيًا مفتوحًا ومتنوعًا للذكاء الاصطناعي، بدلاً من الاعتماد على مزود نموذج واحد". وهذا يمثل استغلالًا واضحًا لقوة الشركة في العمل كمزود سحابي مستقل.

مع نهاية شهر أبريل للربع المالي الثالث من عام 2025، أعلنت مايكروسوفت عن نمو بنسبة 21% على أساس سنوي في قسم السحابة الذكية ليصل إلى 26.8 مليار دولار. من بين شركات التوسيع الضخمة الثلاث الكبرى - أمازون (NASDAQ:AMZN) (AWS)، ومايكروسوفت (آزور)، وألفابت (NASDAQ:GOOGL) (GCP) - تمتلك مايكروسوفت حصة سوقية عالمية في السحابة بنسبة 22%. وهذا أعلى بكثير من حصة جوجل البالغة 12% وأوراكل البالغة 3%، ولكنه أقل من حصة أمازون البالغة 29% كمزود مهيمن للخدمات السحابية.

بالإضافة إلى جروك، وفي ظل المشهد الجديد لوكلاء الذكاء الاصطناعي، تعمل مايكروسوفت أيضًا على توسيع نطاق أزور ليشمل أنثروبيك. ومن المثير للاهتمام أن كلاً من جوجل وأمازون ضختا مليارات الدولارات في أنثرويك، مما يُظهر استعداد مايكروسوفت للتعاون حتى مع شركات الذكاء الاصطناعي المدعومة من أكبر منافسيها السحابيين من أجل تعزيز مكانة أزور في سباق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي الأوسع.

بالإضافة إلى هذا التنوع، تمتلك مايكروسوفت الكثير من الموارد ورأس المال البشري لإطلاق نموذجها الخاص. وهو نموذج اللغة الصغير (SML) فاي-4 بنطاقه الذي يبلغ 14 مليار معلمة. في أواخر عام 2024، حقق فاي-4 أعلى الدرجات في الرياضيات على منافسيه في نماذح اللغة الكبيرة LLM .

في النهاية، قد ينتهي الأمر ب مايكروسوفت إلى دمج نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة بناءً على أفضل مجالاتها أداءً. ولكن بالنسبة للمستخدمين النهائيين، فإن النتائج القوية فقط هي التي ستكون مهمة، وليس اسم نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يعمل وراء الستار.

**

لا يقدم المؤلف، تيم فرايز، ولا هذا الموقع الإلكتروني، ذا توكنيست، مشورة مالية. يرجى الرجوع إلى سياسة موقعنا الإلكتروني قبل اتخاذ قرارات مالية.

نُشرت هذه المقالة في الأصل على موقع ذا توكنيست. اطلع على نشرة ذا توكنيست الإخبارية المجانية، خمس دقائق اقتصادية، للحصول على تحليل أسبوعي لأكبر الاتجاهات في مجال التمويل والتكنولوجيا.