تضارب المعطيات الأساسية
النفط عالق الآن بين تضارب المعطيات الأساسية، البعض منها إيجابي والبعض الآخر سلبي. ويوجد حاليا 3 معطيات أساسية محفزة. وتقبض هذه المعطيات الثلاثة على سعر النفط قبضة محكمة.
المعطى الأول: ارتفع سعر النفط خوفا من توقف الإنتاج من حقل الشرارة، أكبر حقل ليبي. ومن الممكن أن يتوقف الإنتاج من ذلك الحقل على خلفية الاحتجاجات المناهضة للتلوث.
وبالإضافة لذلك، حذرت وكالة الطاقة العالمية من عدم استثمار منتجي النفط في عمليات التنقيب والإنتاج. وتوقف الاستثمار في تلك المجالات سيؤدي إلى نقص المعروض من السلعة بحلول عام 2020. وتعد هذه الأنباء إيجابية لسعر النفط المستمر في الارتفاع.
وعلى الجانب السلبي، تبث حرب التجارة الخوف في أجواء الأسواق العالمية. بدأت حرب التجارة تلك على خلفية الخطاب السياسي الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي حال استمر الرئيس الأمريكي على لهجة الخطاب تلك من المحتمل أن يتسبب في إحداث اضطراب في النظام المالي، وكذلك من الممكن أن يؤثر على النمو الاقتصادي. وحتى لو فرضنا جدلا أن الرئيس الأمريكي لن يتبع تلك اللهجة بفعل على أرض الواقع، فسنجد حالة من فرار المستثمرين للاستثمارات الآمنة، بدلا من الاستثمارات النامية. وستتسبب حالة الفرار تلك من إبطاء النمو الاقتصادي. وبما أن العلاقة بين النمو الاقتصادي، ومعدل الطلب على النفط علاقة طردية، فنجد تباطؤ النمو سيقلل من الطلب على النفط.
وهبطت الأسعار أسفل خط الاتجاه الصاعد من 31 سبتمبر 2017، ولكنها وجدت دعما عند 58 دولار. وأمد مستوى السعر هذا نوعا من الدعم بسبب استثمار المتداولين فيه منذ نوفمبر. ومن مستوى 58 ارتفعت الأسعار بنسبة 15% خلال شهرين ونصف (من المرجح أن المستثمرين يرغبون في الوصول لهذا مجددا للتمتع بالأرباح)، ووصل السعر في 5 يناير إلى 66 دولار للبرميل.
التوازن بين العرض والطلب متغير:
مرّت أسعار النفط تحت خط المتوسط المتحرك النازح 50 (باللون الأخضر)، وتلك الأسعار هي أيضا هابطة تحت خط الاتجاه الصاعد منذ سبتمبر. وهذه التحركات التقنية تظهر أن التوازن بين العرض والطلب تحول من اتجاه صاعد إلى تعزيز. ويتفوق الطلب على العرض في حالة الاتجاه الصاعد، بينما في حالة التعزيز نجد فترة من جني الأرباح، وحالة من البحث عن القيمة، أو/واستشعار ما يدور في سوق النفط.
ارتد السعر عن مستوى الدعم-المقاومة 58 دولار، ويعني هذا ارتداده أيضا عن مقاومة مستوى المتوسط المتحرك النازح 100 (باللون الأزرق). وهذا يظهر أن الطلب تغير، وقد كان سابقا فوق خط الاتجاه الصاعد منذ سبتمبر، والمتوسط المتحرك النازح 50.
لاحظ أن المتوسط المتحرك النازح 200 (باللون الأحمر) يشير إلى حدوث تغير في التوازن بين العرض والطلب، إذ أنه يتحرك عكس خط الاتجاه الصاعد منذ 21 يونيو 2017.
التوازن بين العرض والطلب
بالنسبة للتوازن بين العرض والطلب على الناحية الفنية لدينا مثلث متساوي الأضلاع، وهذا يوضح وجود نوع من التحفيز المتعادل بين الثيران والدببة. ينحاز الاتجاه الصاعد إلى احتمالية استئناف الارتفاعات، وذلك لأن هناك عدد كبير من المتداولين استثمروا في الارتفاع منذ سبتمبر 2017. رغم هذا الاتجاه الصاعد نجد أنه إذا حدث اختراق لأسفل سيفكك هذا تحالف المستثمرين في الاتجاه الصاعد. وبذلك فلا بد من أن يحدث اختراق لأعلى حتى يستمر الاتجاه الصاعد. وسيتأكد حدوث اختراق لأسفل إذا انخفض السعر عن مستوى 58 دولار، عندها ستتكون نقطة دنيا جديدة، وبذلك يكتمل لدينا ذروتين، و2 من النقاط الدنيا على التوالي.
استراتيجيات التداول - مراكز طويلة
الاستراتيجية المحافظة: ينتظرون تأكيد الاتجاه الصاعد بحدوث ذروة جديدة أعلى من ذروة 25 يناير والتي كانت 66.66 دولار.
الاستراتيجية المعتدلة: يرضيهم حدوث اختراق لأعلى للمثلث المتساوي الأضلاع. ولكنهم يجب أن يحذروا من فخ ثيران عن طريق مجموعة من الفلاتر مثل: عمق السعر، إغلاق أعلى المثلث، واستمرار الاختراق لفترة من الوقت. من الممكن اعتبار قمة المثلث مستوى دعم لوقف الخسارة. وحركات العودة إلى المثلث يجب أن تحدث مرتين على الأكثر.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون في مراكز طويلة على الفور، ويكون وقف الخسارة أسفل المثلث، أي تحت مستوى الرقم النفسي 60 دولار. ويكون الهدف عند قمة المثلث عند مستوى 63 دولار. وبدلا من ذلك ربما ينتظرون حدوث اختراق محتمل لأعلى.