الجنيه الإسترليني يشهد أداء استثنائي منذ ثلاثة أيام ليندفع ويسجل أعلى مستوياته في أربعة أسابيع خلال تداولات اليوم، وذلك قبل حتى صدور بيانات تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة، يأتي هذا في ظل تحسن البيانات الاقتصادية عن الاقتصاد البريطاني وهو ما يعكس تقلص التخوفات بشأن التأثير السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار سجل اعلى مستوياته منذ أربعة أسابيع عند 1.3348 بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 1.3277 ليتداول حالياً عند المستوى 1.3328.
الارتفاع الحالي في مستويات الجنيه الإسترليني جاء بعد اعلان الاقتصاد البريطاني عن ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات لقطاع البناء بقيمة 49.2 خلال شهر أغسطس/آب بعد ان كانت القراءة السابقة بقيمة 45.9 وكانت التوقعات عند 46.6.
يأتي هذا بعد ارتفاع مؤشر مدراء المشتريات الصناعي يوم أمس بقيمة 53.3 من القراءة السابقة بقيمة 48.3.
تحسن أداء القطاعات المختلفة في الاقتصاد البريطاني يدل على عدم تعمق التأثير السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد كما كان متوقع الأمر الذي من شأنه أن يمنع البنك المركزي البريطاني من اتخاذ المزيد من الإجراءات التحفيزية وهو الأمر الكفيل بدعم الجنيه الإسترليني ليعود إلى الارتفاع بعد الهبوط التاريخي الذي شهده بعد ظهور نتيجة الاستفتاء البريطاني.
من جهة أخرى حقق الجنيه الإسترليني استفادة أخرى من تراجع بيانات الوظائف الجديدة عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر أغسطس/آب والتي تسببت في تأثير لحظي سلبي على مستويات الدولار لتساعد الجنيه الإسترليني على تثبيت أقدامه.
لكن بشكل عام تبقى التوقعات لصالح الدولار بسبب الفارق في السياسة النقدية بين البنك الاحتياطي الفدرالي والبنك المركزي البريطاني، والارتفاع الحالي في مستويات الجنيه الإسترليني هو تصحيح لأوضاع العملة الملكية التي عانت بشكل مبالغ فيه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والبيانات الاقتصادية التي تصدر مؤخراً تثبت للأسوأ أن الجنيه السعر الحقيق للجنيه الإسترليني لا يزال أعلى من ذلك.