تحرك الذهب كثيرا خلال تداولات الاسبوع الماضي تحت تأثير عدة عوامل على رأسها الدولار الامريكي امام العملات الاوروبية والين الياباني، بجانب صدمة الاسواق في اجتماع الدوحه للدول المنتجه للنفط.
هذا وقد وصعد الذهب الى قمة اسعاره في خمس اسابيع ملامسا مستوى 1271 دولار يوم الخميس مع خطاب "ماريو دراجي" بعد اجتماع البنك المركزي الاوروبي و الاصرار على تثبيت سعر الفائدة والعودة الى تكرار العبارات الرتيبة التي اعتادتها الاسواق مثل مستوى التضخم وخطط التيسير الكمي لصالح المنطقة الاوروبية فى الحفاظ على مستوى ضعيف لليورو.
طبيعي ان يزيد بريق الذهب ويكثر الطلب عليه كادة تحوط امام ضعف العملات، والشاهد على هذا ان مع ارتفاع الذهب يوم الخميس صعد معه اليورو الى 1.14 مقابل الدولار، والين الى 108 مقابل الدولار. والعكس ظهر يوم الجمعه قبل اغلاق جلسة اخر الاسبوع ومع هبوط الذهب الى دون مستوى 1230 دولار للاونصة وجدنا اليورو يهبط الى 1.12 مقابل الدولار والين الى 112 مقابل الدولار.
وهذه الحرب فى قيمة العملات والتي تتحكم فيها القرارات السيادية من الدول بدرجة اكبر من اليه السوق للعرض والطلب، سوف تمنح الذهب الكثير من المكاسب خلال الربع الثاني مثل الربع الاول.
وهذا ما تثبته الارقام حيث حقق الذهب 18% ارتفاع من بداية العام وحققت الفضة ايضا 25% ونتوقع المزيد من الارتفاعات وملامسة مستويات جديدة فى حالة استمرار الاحوال الحالية وعدم تطرق الفيدرالي الى تحريك اسعار الفائدة في الاجتماع القادم وهذا ما تترقبه الاسواق يوم الاربعاء القادم وأي تلميحات بالايجاب سوف تدفع اونصة الذهب دون مستوى 1200 دولار والعكس مع تأخير رفع اسعار الفائدة بالفيدرالي سوف تصعد الاونصة باتجاه مستوى 1300 دولار.
الاسبوع الماضي كانت الفضة حديث الاسواق وجذبت السيولة بدرجة اكبر من باقي المعادن الثمينة وحققت اعلى سعر لها عند 17.70 دولار للاونصة وهو اعلى سعر لها منذ 11 شهر واستفادت من حالة عدم الوضوح بالاسواق وضعف الدولار وقلصت معاملها مع الذهب (Ratio) من 78 الى 72.50 اونصة الذهب الى اونصة الفضة.
وتوقع العديد من المحللين صعود الفضة الى مستوى 20 دولار فى حالة استمرار هذا المعامل بالهبوط ومع نهاية الاسبوع هبطت الفضة 16.880 دولار و بفارق 62 سنت عن اسعار الافتتاح وبنسبة ارتفاع قيمتها 4%، وكان السبب في هبوط سعر الفضة من مستوى 17.70 يوم الخميس الى اقل من مستوى 17 دولار يوم الجمعه هو علميات البيع الالكترونية الضخمه التي حدثت مساء الخميس ونهار الجمعه كوضع طبيعي ومتوقع نظرا لحده الارتفاعات فى وقت قصير.
باقي المعادن الثمينة اتجهت نحو الصعود من بداية الاسبوع نظرا لضعف الدولار، فقد حقق البلاتين 22 دولار صعودا عندما اغلق على مستوى 1008 دولار، وكذلك البلاديوم اغلق على مستوى 604 دولار محققا فارق صعود قدره 38 دولار عن اسعار افتتاحه.
الاسواق المحلية اتسمت حالتها بالهدوء في بداية الاسبوع بتأثير تبعات صعود الذهب وانتظارا للبيانات الامريكية والاوروبية نهاية الاسبوع وزادت عمليات الانتعاش مع تدرج حركة هبوط الذهب نهاية الاسبوع.
وبدأ الكثير من رواد الاسواق الشراء بكميات كبيرة نتيجة فرصة الاسعار مقارنة بالتوقعات، وكانت المشغولات الذهبية من عيار 21 و عيار 18 هي الاكثر رواجا فى الاسواق المحلية ويعد الاسبوع الماضي هو الافضل على الاطلاق لكل محلات وتجار الذهب بالسوق نظرا لارتفاع حجم المبيعات مقارنة بالاسابيع الماضية التي كان الذهب فيها مرتفعا والاسواق تشهد عزوف عن الشراء.