كتب جيفري سميث
Investing.com -- تعرضت أسعار الذهب لضربة من أعلى المستويات في 8 سنوات ليوم الاثنين وسط موجة من الذعر اجتاحت الأسواق ودفعت المتداولين نحو أصول الملاذ الآمن، مع تسجيل السندات الحكومية من أوروبا والولايات المتحدة لمستويات قياسية الانخفاض.
وبعد اختراق مستوى 1,700 دولار صباح الجلسة الآسيوية، تراجع الذهب، مع افتتاح الجلسة الأمريكية.
وسجل الذهب عند الإغلاق الأمريكي 1,680 دولار للعقود الآجلة، والعقود الفورية سجلت 1,679 دولار للأوقية.
في حين هبطت عقود الفضة، وعقود البلاتين. أمّا النحاس فاخترق أسفل 2.50 دولار للباوند لأدنى مستوياته منذ ديسمبر 2016. وتعافى في وقت لاحق لـ 2.49، بانخفاض 2.6% لليوم.
وتشير التقارير إلى أن المستثمرين كانوا مجبرين على تحويل مراكزهم في الذهب إلى سيولة لكي يغطوا المارجن في مراكزهم الأخرى لأصول المحافظ.
ولو كرر نموذج الشهر الماضي نفسه، فلن يتسبب هذا إلا في تراجع أسعار الذهب، بالنظر إلى الجاذبية غير المسبوقة للمعدن الأصفر في ظل الخوف القوي المنتشر في السوق. وفق بيانات جمعتها بلومبرج، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة تدفقات قوية الأسبوع الماضي، بمعدلات غير مسبوقة منذ شهر سبتمبر، ووصل صافي المشتريات لـ 1.2 مليون أوقية.
ويرى المستثمرون احتمالية لتدخل البنوك المركزية بقوة في الأسواق، وتحويل مراكز المخاطرة عبر آسيا وأوروبا والولايات المتحدة إلى سيولة، وفي ظل العوائد شديدة الضعف للسندات الحكومية، وحتى مع تراجع العوائد الاسمية (اخترقت السندات الحكومية البريطانية أجل عامين للمرة الأولى أسفل صفر ليوم الاثنين)، وتظل الأصول في صناديق المؤشرات المتداولة عند مستويات قياسية الآن.
واشتدت توقعات تدخل البنوك المركزية بتيسير السياسة النقدية لدعم الاقتصاد العالمي في ظل ما ينتاب السوق من صدمة عنيفة على خلفية بداية حرب نفطية سعرية بين الرياض وموسكو، وهبوط النفط خلال الليل بنسبة 30%، حتى لو جاء الاستقرار مرتفع بعض الشيء، إلا أن هذا الأمر سيؤدي لانتشار موجات انكماش عنيفة، تزيد الضغط على البنوك المركزية لتيسير السياسة النقدية.
ويجتمع البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، مع تزايد الانتقادات حول المهدئات شديدة الضعف التي يلقيها للسوق، وموقفه المتردد. يقف معدل فائدة الإيداع عند -0.5%، وارتفعت مشتريات السندات لـ 20 مليار يورو شهريًا، ويرى البعض أن البنك المركزي الأوروبي بلا ذخيرة للدفاع عن نفسه.
إلا أن كارستين برزيسك، رئيس الاقتصاديين من منطقة اليورو لدى آي إن جي، يقول بمذكرة بحثية ليوم الاثنين إن "الوقف مكتوفي الأيدي لم يعد خيرًا بعد الآن،" بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي. وقال إن الإعلان عن عمليات إعادة تمويل مستهدفة جديدة، وتحويرات في القواعد الجمعية للبنك (الهادف لإبقاء الشركات بعيدة عن الانكماش) ما زال ممكنًا، فيمكن تخفيض معدل فائدة الإيداع 10 نقاط أساس، وزيادة حجم برنامج شراء السندات.
السلع هذا الأسبوع: هل أي ارتفاع للنفط فرصة شراء؟ احذر، والذهب بطريق صعب لـ 1750$