Investing.com - تتعرض الليرة التركية لموجة حادة من الهبوط في هذه الأثناء حيث نزلت إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار منذ تداولات 8 يوليو. ويأتي ذلك قبل بيانات اقتصادية هامة تترقبها الأسواق، حيث تتجه الأنظار صوب بيانات مؤشر ثقة المستهلك (سبتمبر) الأربعاء المقبل، وسعر الفائدة على سعر الليرة التركية الخميس المقبل.
وشوهدت الليرة منذ دقائق قرب مستويات مطلع يوليو الماضي عند 8.7242 ليرة / دولار، بينما تحوم الليرة خلال تلك اللحظات عند مستويات 8.6870 ليرة/ دولار بتراجع 0.7%.
وخلال سبتمبر الجاري نزلت الليرة من مستويات 8.29 ليرة مقابل الدولار في مطلع سبتمبر إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 5.5%.
توقعات
ورغم توقع معظم الاقتصاديين أن يحافظ البنك على أسعار الفائدة عند 19% الأسبوع المقبل، وذلك بعد ارتفاع التضخم إلى 19.25% في أغسطس، وهو أعلى معدل في أكثر من عامين. إلا أن تصريحات رئيس البنك المركزي التركي التي تميل للتيسير في الأسابيع الأخيرة أثارت احتمالات تيسير السياسة في تركيا في وقت أقرب من المتوقع.
يأتي ذلك بعد شهور من الحديث المتشدد الذي سمح للليرة بالتعافي من أدنى مستوياتها على الإطلاق في يونيو، إلا أن التوجهات التي تميل إلى التيسير قد ظهرت جلية في تصريحات محافظ المركزي التركي.
لماذا المخاوف؟
يسعى أردوغان منذ فترة إلى دفع المركزي التركي إلى الاتجاه إلى خفض أسعار الفائدة، ويعتمد الرئيس التركي في رؤيته على ما يصفه بأنه مؤشرات إيجابية لتعافي الاقتصاد. بيد أن هناك ارتباط وثيق قائم بين حجم التضخم التركي وسعر الفائدة التركية، حيث قام البنك المركزي التركي بتثبيت سعر الفائدة على عكس رغبة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
يأتي ذلك بينما يطالب أردوغان في عدة مناسبات بتخفيض الفائدة التركية لمساعدة الاقتصاد التركي في التعافي وجذب الاستثمارات.
وفي المقابل يرى البنك المركزي ومحافظيه أن تثبيت حجم الفائدة يساعد في تقوية الليرة التركية والسيطرة على التضخم.
تصريحات
وقال محافظ البنك المركزي التركي في 8 سبتمبر الجاري، أن هناك مجال أمام الاقتصاد التركي للتحسن فيما يتعلق بالتضخم وإدارة المخاطر. وأضاف شهاب أن الفائدة المرتفعة على القروض تحد من امكانية الحصول على القروض، وأن التضخم يتجه إلى الانخفاض بالفترة المتبقية من العام الجاري.
وقال محافظ المركزي التركي أن تضخم أسعار المواد الغذائية أعلى من المتوسط التاريخي خلال يوليو وأغسطس. المركزي التركي يعتقد بأن الأسعار قد تتجه إلى مستويات ما قبل أزمة تفشي كورونا مع استمرار عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأضاف شهاب أن موقف السياسة النقدية من قبل المركزي التركي قوي بما يكفي لخفض التضخم خلال الربع الأخير.
وتوقع وزير المالية التركي، لطفي ألوان، نمو اقتصاد بلاده ما يزيد عن 8% في 2021. وأضاف أنه يتوقع أن يبلغ عجز ميزان المعاملات الجارية نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الجاري.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يأمل في نمو اقتصاد تركيا بأكثر من 7% بالعام الجاري، وإنه يتوقع انخفاض التضخم بشكل كبير خلال الربع الأخير من العام، وأن كبح التضخم أولوية.
عملة واحدة تنجو من هبوط العملات الرقمية، لهذا السبب
مؤشرات
1 سبتمبر ..كشفت بيانات معهد الإحصاء التركي الصادرة عن تعافي اقتصاد تركيا بقوة خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث سجل الاقتصاد نموا بنسبة 21.7% على أساس سنوي بنهاية الربع الثاني، بما يتوافق مع توقعات الأسواق.
وعلى أساس ربع سنوي، أظهرت بيانات معهد الإحصاء في تركيا بأن الاقتصاد سجل نموا بنسبة 0.9% مقارنة بالنمو خلال الربع الأول من العام الجاري.
3 سبتمبر .. صدر مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا وارتفع إلى 19.25% وهو الأعلى منذ إبريل 2019.
وسجل مؤشر التضخم السنوي 19.25% مرتفعًا عن التوقعات التي بلغت 18.70%.
ويمثل هذا التطوّر ضغطًا على الليرة التركية، وفيما يتعلق بمؤشر أسعار المستهلكين على مدى شهري فقد سجل 1.12% وهو تقريبًا ضعف التقدير الذي وقف عند 0.60%.
أردوغان يعلن الحرب على العملات الرقمية
صبر أردوغان يقارب على الانتهاء
قال أردوغان في أوائل أغسطس "سنبدأ في رؤية انخفاض في أسعار الفائدة" بالنظر إلى أنه "من غير الممكن" أن يرتفع التضخم أكثر من ذلك. حيث يصف أردوغان نفسه بأنه "عدو لأسعار الفائدة"، حيث أطاح بآخر ثلاثة رؤساء للبنوك المركزية على مدى 20 شهرًا بسبب الخلافات السياسية.
وبينما تتأهب البنوك المركزية حول العالم لسياسة أكثر تشددًا، تتطلع تركيا إلى التخفيف وفقا لتطلعات الرئيس التركي أردوغان الذي أجرى تغيرات واسعة في إدارة المركزي لهذا السبب.
توقعات
ويتوقع 14 اقتصاديا من أصل 17 استطلعت رويترز آراءهم أن يبدأ التيسير في الربع الأخير ، ويتوقع اثنان ، من بينهم معهد التمويل الدولي ، أن يبدأ هذا الأسبوع.
قال أوزلم ديريكي سنجول، الشريك المؤسس في سبين الاستشارية، في اسطنبول: "إن أردوغان يبدو أن صبره بشأن التحفيز النقدي قد نفد، بالنظر إلى أن القروض باهظة الثمن حيث يواجه انتخابات صعبة في موعد أقصاه 2023.
ولفت الشريك المؤسس النظر إلى أن كافجي لم يكرر تعهدًا طويل الأمد بالحفاظ على معدل الفائدة أعلى من التضخم
وأضاف أن المستمثرين اتخذوا كل هذا على أنه منعطف مسالم يشير إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة في الطريق وحذر البعض من "خطأ في السياسة" إذا جاء في وقت مبكر جدًا. وقال فينيكس كالين، الرئيس العالمي لأبحاث الأسواق الناشئة في بنك سوسيتيه جنرال، إن توترات السوق "من المقرر أن تزداد مع استمرار الرئيس أردوغان في زيادة الضغط السياسي لخفض أسعار الفائدة ، بينما تتزايد ضغوط التضخم".
وقال ريكاردو ريس ، الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد الذي قدم ورقة بحثية هذا الشهر في معهد بروكينغز ، أن "ركيزة التضخم في تركيا تبدو ضائعة بالتأكيد" بناءً على بيانات توقعات السوق من 2018 إلى 2021.
ويقول محللون إن المشكلة الأكبر هي تراجع مصداقية البنك المركزي في مواجهة التدخل السياسي ، مما أدى إلى سنوات من ارتفاع الأسعار في خانة العشرات وقلة الثقة في أن التضخم سيعود قريبًا إلى هدف 5٪.
يقول العديد من المحللين، في الأشهر الأخيرة، حث البنك المركزي على التحلي بالصبر بسبب ضغوط التضخم غير المتوقعة الناجمة عن ارتفاع أسعار السلع العالمية وزيادة الطلب في الصيف مع تخفيف القيود الوبائية.