Investing.com - تراجعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، على الرغم من تراجع مؤشر الدولار، بجانب استعداد المتداولين لمزيد من التطورات بشأن أزمة القطاع المصرفي بعد أن أصبح بنك "كريدي سويس" هو المحرك للأسواق خلال الساعات القليلة الماضية.
وأعلن المصرف السويسري منذ قليل اقتراضه 54 مليار دولار من البنك الوطني السويسري، البنك المركزي، لتأمين الودائع لديه. ويأتي الإعلان بعد يوم تداول عاصف، يوم الأربعاء، ضربت موجة بيع قطاع المصارف العالمي، وتسببت في هبوط اجتاح الأسواق على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا
تفوق ساحق للبيتكوين على الذهب والأسهم هذا العام.. بارتفاعات تخطت الـ 50%
عاجل: كريدي سويس سيقترض 54 مليار دولار من البنك الوطني السويسري لوقف الانهيار
الذهب الآن
انخفض الذهب الفوري 0.1% إلى 1917 دولارًا للأوقية.
وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي 0.5% إلى 1921 دولار للأوقية.
الذهب عند التسوية أمس
ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات اليوم الأربعاء، مع تصاعد المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأوروبي والأمريكي.
وعند التسوية، صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 1.06% أو 20.40 دولار لتصل إلى 1931.30 دولار للأوقية.
كريدي سويس.. انفراجة؟
أعلن مصرف كريدي سويس اقتراضه 54 مليار دولار من البنك الوطني السويسري، البنك المركزي، لتأمين الودائع لديه.
وقال البنك إن الخيار سيشمل تسهيل قرض مغطى، بالإضافة إلى تسهيلات سيولة قصيرة الأجل، حيث يتجه إلى "تعزيز السيولة بشكل استباقي".
كما قال البنك إنه سيفتح عرض عطاء نقدي لإعادة شراء عشرة سندات دين مقومة بالدولار بما يصل إلى 2.5 مليار دولار، وعرض عطاء منفصل لسندات الدين المقومة باليورو بما يصل إلى 500 مليون يورو.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن هوت أسهم البنك إلى مستوى قياسي منخفض يوم الأربعاء حيث قال البنك الأهلي السعودي، أكبر مستثمريه، إنه غير قادر على توفير المزيد من التمويل للبنك.
وقال أولريش كورنر الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس في بيان: "تُظهر هذه الإجراءات إجراءات حاسمة لتعزيز كريدي سويس بينما نواصل تحولنا الاستراتيجي لتقديم قيمة لعملائنا وأصحاب المصلحة الآخرين".
تصحيح فني
قال هاريش في، رئيس أبحاث السلع في Geojit Financial Services: "إنه بينما يبحث المستثمرون عن أصل آمن للحفاظ على الأموال بعد الأزمة المصرفية، مما أدى إلى ارتفاعات الذهب الأخيرة، فإنهم ينتظرون الآن إشارات جديدة، واصفًا التراجع الطفيف يوم الخميس بأنه مجرد تصحيح فني".
بشكل عام، كان الذهب مدعومًا أيضًا بتراجع في دولار الملاذ الآمن المنافس، مما جعل السبائك أرخص للمشترين الأجانب.
وتقوم الأسواق الآن بتسعير فرصة 70.9٪ لزيادة 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مارس.
ما الذي يقود تحركات الذهب؟
هناك عاملين رئيسيين يدفعان الذهب إلى الأعلى، وهما خطر العدوى ومسألة ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه الاستمرار في التشديد أم لا، حيث أن الأمران مفيدان للمعدن الثمين.
وارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع بعد أزمة القطاع المصرفي الأمريكية، حيث إن الذهب ينتعش في أوقات الأزمات، وقفز أعلى مستوى 1900 دولار للأوقية.
في غضون ذلك، إذا أغلق الذهب أسبوعيًا فوق هذا المستوى، فسيؤدي ذلك إلى استئناف الاتجاه الصعودي الأوسع، وقد نشهد مستويات أعلى الـ 2000 دولار للأوقية في وقت قريب.
يخضع السوق حاليًا لنقاش ساخن حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يختار الارتفاع بمقدار 25 نقطة أساس أخرى في 22 مارس أو وقف دورة التشديد وتثبيت الفائدة عند المستويات الحالية بالاجتماع القادم. حيث إن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحدده بشدة بيانات أسعار المستهلكين، والتي جاءت منذ قليل وفق توقعات الخبراء.
وعلى الرغم من التحديات التي تقف أمام ارتفاع أسعار الذهب، مثل خطط أغلب البنوك المركزية في الاستمرار بوتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة والتي تتسبب في تراجع الطلب على الأصول بدون عائد مثل الذهب، إلا أنه أيضاً علينا ألا نغفل أن هناك العديد من العوامل التي تساعد على تعافي المعدن الثمين، وهي أن الذهب ينتعش في أوقات الأزمات كما حدث في أزمة المصارف، بيد أن حزمة البيانات التي صدرت مؤخرًا تدعم التوجه القائل بأن الفيدرالي قد يثبت الفائدة أو يرفعها بـ 25 نقطة بالاجتماع المقبل.