Investing.com - يتوقع صندوق النقد الدولي أن المملكة العربية السعودية لن توازن ميزانيتها إذا كان النفط أقل من 80 دولارًا للبرميل، وهو تعديل يعني أن المملكة ستعود إلى العجز المالي بعد أول فائض لها منذ ما يقرب من عقد.
وفي الوقت نفسه، واصلت أسعار النفط خسائرها القوية يوم الأربعاء بعد انخفاضها بنسبة 5٪ في الجلسة السابقة، حيث فقدت 2% جديدة اليوم ليصل الإجمالي الآن 7% في ساعات قليلة، إذ شعر المستثمرون بالقلق بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي قبل رفع سعر الفائدة المتوقع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم.
كما تتعرض أسعار الطاقة لضغوط بعد أن أظهرت بيانات من الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع أن نشاط التصنيع انخفض بشكل غير متوقع في أبريل. حيث إن الصين هي أكبر مستهلك للطاقة في العالم وأكبر مشتر للنفط الخام.
اقرأ أيضًا
الفائدة بين "صقور" و"حمائم" الفيدرالي.. نهاية التشديد النقدي قد لا تكون اليوم!
الذهب يحافظ على لمعانه في ليلة الفيدرالي.. وفي هذه الحالة سيواصل قفزاته!
المملكة في مأزق
وقدرت أحدث توقعات الصندوق سعر النفط السعودي هذا العام عند 80.9 دولار، بزيادة أكثر من الخمس عما توقعه في أكتوبر. وعلى الرغم من التحسن عن العامين الماضيين، إلا أنه أعلى من المتوسط للفترة 2000-2019 ويتناقض مع نظرة أفضل لبعض كبار منتجي الطاقة الإقليميين الآخرين مثل الإمارات العربية المتحدة.
يتماشى التقييم مع وجهة نظر بلومبرج إيكونوميكس، التي تقدر أن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى سعر نفط يزيد عن 80 دولارًا وربما أقرب إلى 100 دولار للوفاء بجميع التزامات الإنفاق.
تسلط حسابات الميزانية المتغيرة الضوء مرة أخرى على اعتماد المملكة العربية السعودية على تدفق الدولار البترولي إلى خزائن الحكومة للإنفاق على خلق فرص العمل والبنية التحتية. كما يساعد في تفسير قرار مفاجئ اتخذته المملكة مع أوبك وحلفائها في أوائل أبريل بخفض إنتاج النفط ابتداء من هذا الشهر لدعم أسعار النفط، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
ويتوقع صندوق النقد الدولي الآن أن تعاني المملكة العربية السعودية من عجز في الميزانية بنسبة 1.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وهي وجهة نظر تتعارض مع توقعات الحكومة السعودية بتحقيق فائض ثان على التوالي تقدر آخر مرة بنحو 16 مليار ريال (4.3 مليار دولار).
الإيرادات ستنخفض
وقال جهاد أزعور مدير صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى "الإيرادات ستنخفض لأن حجم الإنتاج سينخفض".
أنهى صندوق النقد الدولي تحديثه الاقتصادي الإقليمي قبل الخطوة غير المتوقعة لخفض أكثر من مليون برميل من الإنتاج اليومي. حيث وافقت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، على خفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.
حققت الاقتصادات الغنية بالنفط في منطقة الخليج مكاسب مفاجئة العام الماضي بعد اضطرابات في التجارة والإنتاج أدت إلى تأجيج أسعار السلع الأساسية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير.
لكن صندوق النقد الدولي واثق من أن الحكومات في جميع أنحاء الخليج لديها سياسات مالية أكثر سلامة، مما يجعلها أقل عرضة لتراجع الأسعار بعد تنويع إيراداتها.
وقال أزعور "دول الخليج لديها احتياطيات متراكمة، وعليهم أن يتحملوا أي انخفاض في عائدات النفط وسيكون هذا حافزاً إضافياً لزيادة استراتيجية التنويع التي ينتهجونها".
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو القطاعات غير النفطية في دول الخليج خلال العام الجاري، بينما خفض تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة خلال 2023.
وذكرت المؤسسة الدولية أنها قلصت تقديرها لنمو اقتصاد دول المنطقة بمقدار 0.7 نقطة أساس إلى 2.9% مقارنة بتقديراتها السابقة في شهر أكتوبر الماضي البالغة 3.6%.
مع ذلك، رفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد غير النفطي من 3.7% في التقديرات السابقة، إلى 4.2% خلال العام الجاري.
أسعار النفط اليوم
أغلق كلا المؤشرين عند أدنى مستوى لهما منذ أواخر مارس في الجلسة السابقة، عندما سجلا أيضًا أكبر انخفاض بالنسبة المئوية ليوم واحد منذ أوائل يناير.
وهوت أسعار النفط نحو 5% يوم الثلاثاء بفعل مخاوف اقتصادية في الوقت الذي يناقش فيه الساسة الأمريكيون طرق تفادي التخلف عن سداد ديون بينما يستعد المستثمرون لمزيد من إجراءات رفع الفائدة هذا الأسبوع.
وتتراجع العقود الآجلة لخام برنت الآن بنسبة 2 بالمئة إلى 73.8 دولار للبرميل.
بينما ينخفض خام غرب تكساس الوسيط 2.15 بالمئة إلى 70.12 دولار.
الآن كيف تحمي نفسك من تقلبات الأسواق.. وما هي أهم المؤشرات الفنية التي قد تنذرك بما يجب فعله فورًا؟
لمعرفة إجابة هذه الأسئلة.. سجّل الآن حضورك لندوة مجانية نتناول فيها أهم متغيرات الأسواق ونظرة فاحصة للمؤشرات الفنية الهامة للأسواق: رابط التسجيل