Investing.com - كشف أحد المؤشرات الرئيسية لقياس الطلب على العملات المشفرة أن بعض المستثمرين الصينيين بدأوا يحولون اهتمامهم من الأصول الرقمية إلى سوق الأسهم المحلية التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً.
ورغم أن الصين فرضت حظراً على تداول العملات المشفرة في عام 2021، استمر العديد من سكان البر الرئيسي باستخدام حسابات ومنصات دولية لشراء وبيع العملات الرقمية، جزئياً لتجنب القيود المفروضة على رأس المال وتحويل الأصول إلى خارج البلاد.
عملة رقمية شهيرة تتداول بخصم أمام الدولار
عملة "تيثر يو إس دي تي" (USDT) المستقرة، التي تُعد من أكثر العملات المشفرة استخداماً عالمياً، بدأت تتداول بخصم مقابل الدولار منذ نهاية سبتمبر، وفقاً لما ذكرته ديسيسلافا أوبيرت، محللة أبحاث كبيرة في شركة "كايكو" للبيانات الخاصة بالبلوكشين. وظهرت هذه التخفيضات بالتزامن مع سلسلة من إجراءات التيسير التي اتخذها البنك المركزي الصيني لمحاولة تحسين التوقعات الاقتصادية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسهم المحلية.
العملات المستقرة مثل "تيثر" عادة ما ترتبط بنسبة 1 إلى 1 بأصول مثل الدولار، وتستخدم في المعاملات وكملاذ آمن ضد التقلبات الكبيرة التي تشهدها عملات مثل "بتكوين".
ليفيو وينغ، الرئيس التنفيذي لمنصة "هاش كي" لتداول العملات المشفرة في هونغ كونغ، أوضح أن "إذا كان المتداولون يتدافعون للتحول إلى العملات الورقية، فيمكن افتراض أنهم يشترون الأسهم الصينية بسرعة".
غياب أزواج تداول "تيثر" مقابل اليوان الصيني في منصات العملات المشفرة بسبب الحظر جعل الدولار المقياس الرئيسي للنشاط، وفقاً لأوبيرت. وتشير الخصومات البسيطة في الأسعار إلى زيادة الطلب على الدولار وبيع "تيثر".
ورغم أنه يصعب تقدير مدى ضغط البيع على "تيثر يو إس دي تي" من المستثمرين الصينيين على منصات التداول، فإن منصات أخرى توضح الصورة بشكل أفضل. تظهر بيانات من سوق "بينانس" للتداول بين الأفراد أن المتداولين الذين يستخدمون اليوان الصيني يقدمون أسعاراً تتراوح بين 6.78 و6.98 يوان مقابل "تيثر يو إس دي تي"، في حين أن اليوان الخارجي يتم تداوله بسعر 7.07 يوان مقابل الدولار في السوق التقليدية.
التحول نحو الأسهم
أنابيل هوانغ، الشريك الإداري في شركة "أمبر غروب" للاستثمار في الأصول الرقمية في سنغافورة، قالت إنهم يلاحظون ارتباطاً بين الطلب على تداول العملات المشفرة وبين أسهم الفئة الأولى المحلية في الصين. وأشارت إلى أن بعض شركات الوساطة كانت تفتح أبوابها حتى خلال عطلة الأسبوع الذهبي في الصين لاستقبال عملاء جدد.
ولا يقتصر هذا الطلب على المستثمرين الأفراد فقط، بل ذكرت لورا فيديلا ديل بلانكو، رئيسة تطوير الأعمال والاستراتيجية في صندوق التحوط "إم إن إن سي غروب" في نيويورك، أن بعض المستثمرين المؤسسيين بدأوا بتحويل استثماراتهم نحو الأسهم الصينية.
ارتفع مؤشر "شنغهاي المركب" بنسبة 21% خلال الفترة ما بين 23 و30 سبتمبر، وهو اليوم الذي أغلقت فيه الأسواق الصينية قبل عطلة الأسبوع الذهبي.
وأضافت فيديلا ديل بلانكو: "هؤلاء المستثمرون غالباً ما يكونون متخصّصين في الاستثمار في آسيا، ويفهمون السوق جيداً، ويملكون استراتيجيات متعددة إلى جانب الأصول الرقمية".
وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات شركة "تشين أناليسيس" المختصة بالاستخبارات المتعلقة بالبلوكشين إلى أن وسطاء التداولات خارج البورصة في الصين قد تلقوا تدفقات غير مسبوقة هذا العام، مما يدل على الطلب القوي من المستثمرين الصينيين على العملات المشفرة رغم الحظر.
أخيراً، قالت هوانغ من شركة "أمبر": "لأول مرة، نتمنى أن تكون العطلة الوطنية أقصر، وهي تحركات مذهلة حقاً".