Investing.com - قرر 56% من مساهمي شركة "باير" المتخصصة في الصناعات الدوائية والكيماوية وضع المدير التنفيذي للشركة "فيرنر بومان" وفريقه الإداري تحت الرقابة المشددة، وذلك بسبب تراجع سعر سهم الشركة الألمانية بنحو 40%، لتصبح القيمة السوقية الإجمالية للشركة نحو 63 مليار دولار، ويأتي هذا بعد الاستحواذ على "مونساتو" في شهر يونيو الماضي.
وخلال شهر أغسطس من 2018 أصدرت المحكمة الأمريكية غرامة على شركة "باير" تقدر بنحو 289 مليون دولار ل"دواين جونسون" والذي أصيب بمرض السرطان بسبب تعرضه لمنتج "Roundup".
وعلاوة على ذلك، فخسرت الشركة قضية مشابه تماماً لقضية "جونسون" في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة وتم تغريمها نحو 81 مليون دولار لصالح أحد مصابي مرض السرطان، لتعرضهم لاستخدام منتج الشركة، وتنتظر الشركة الألمانية نحو 1300 دعوى قضائية أو أكثر تفيد بأن منتجها Roundup" يسبب مرض السرطان.
وتشير بعض التقارير أن الكثير من المستثمرين في "باير" وكذلك صندوق التحوط الأمريكي "إليوت" يدرسون كيفية فصل المنتجات الزراعية للشركة عن صناعتها للأدوية.
وعلى الجانب الأخر فقد أوضح تقرير لموقع "الإيكونوميست" أن ليست "باير" هي الشركة الوحيدة الألمانية التي تواجه صعوبات في الولايات المتحدة فحسب بل أن شركة "فاكس فاجن" الألمانية وهي تعد أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا قد تعرضت للكثير من المصاعب والمشكلات أثناء تواجدها في الولايات المتحدة، حيث تم تغريمها من قبل المحكمة الأمريكية نحو 30 مليار دولار حتى وقتنا الحالي، وذلك بسبب غشها في برمجيات عوادم السيارات.
بالإضافة إلى محاولة السيدة "دايملر" صاحبة العلامة التجارية لصناعة السيارات "مرسيدس" تعويض الخسائر التي شهدتها منذ استحواذها على "كرايسلر" خلال 1998 والمقدرة بنحو 45 مليون دولار.
كما تسعى شركة "تيسينكروب" لصناعة الصلب فصل وحدتها المتعلقة بصناعة الصلب في أمريكا ودمجها مع الشركة الهندية "تاتا" في منطقة أوروبا، حيث جاءت هذه المحاولة بعد إنفاقها نحو 9 مليار دولار على مصنعين الأمريكتين.
وفي نفس السياق قال "كورنيليوس باور" المدير التنفيذي لشركة "ماكينزي" أن الشركات الألمانية تعاني من الضعف في إستراتيجيتها، وذلك بسبب اهتمامها بالإجراءات التنظيمية والضرائب، في الوقت التي تهتم به الشركات الأمريكية بقضايا متعلقة بالتكنولوجيا
مضيفاً أنه حتى الشركات المدرجة في مؤشر "داكس" تواجه العديد من الصعوبات خلال الفترة الحالية وذلك بسبب اعتمادها على الصادرات والتي تتأثر بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في ظل النزاعات التجارية القائمة بين أمريكا والصين، وعدم اليقين بشأن "بريكست".
ومنذ بداية العام الجاري فقد شهدت الشركات المدرجة على مؤشر "داكس" انتعاشاً ونمواً، على الرغم من تراجع الدخل التشغيلي لهذه الشركات بنحو 6.5% خلال 2018، ولكن لا تزال التوقعات تشير باستمرار التراجع في الدخل التشغيلي، الأمر الذي تسبب في إحالة شركات الطاقة والسيارات بعض الموظفين إلى درجة التقاعد المبكر، وهو الأمر التي قد تلجأ إليه "باير" في المستقبل.
كما أكدت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني أن زيادة الغرامات على شركة "باير" إلى 22.5 مليار دولار سيؤدي بها لتصنيفها بدرجة غير استثمارية أو ما يطلق عليها "خردة" بحسب تصريحات الوكالة.