Investing.com - تعتبر حقوق الملكية الفكرية هي السبب الرئيسي التي تسببت في اندلاع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين منذ العام الماضي، حيث اتهمت خلالها واشنطن بسرقة الصين ملكيتها الفكرية والتكنولوجيا المتعلقة ببعض الشركات الأمريكية، ولا تزال الأوضاع تزداد سوءً بين واشنطن وبكين الأمر الذي يؤثر أيضاً على نمو الاقتصاد العالمي.
ومن جانبه أوضح رجل الأعمال الصيني السيد "كاي فو لي" في كتابه "قوة الذكاء الاصطناعي الكبرى، وادي الصين للتكنولوجيا"، أن بعض الصور الخاطئة والتي يعتقدها البعض أن الصين ما هي إلا مجرد قاعدة تصنيع كبيرة لتقليد المنتجات المصممة من كبرى الشركات العالمية، مضيفاً أن هناك العديد من المنتجات والابتكارات التي تم تصميمها بواسطة الصين، ولكنها تحدث بسرعة فائقة ولا أحد يعلمها.
وعلى سبيل المثال فقد أشار "كاي" أن شركة "شاومي" الخاصة بتصنيع الجوالات الذكية تقوم بشكل مستمر بتحديث برامجها والتي تعتمد على ملاحظات وشكاوي المستخدمين، بالإضافة إلى أن الصين تعتمد على تطبيقات الدفع الفوري مثل "وي تشات" و"علي بابا".
مضيفاً أن قرية "شنتشن" الصينية تحولت إلى مدينة كبيرة ورئيسية في الصين يسكنها نحو 12 مليون شخصاً، وذلك بعد أن كانت قرية صغيرة لا تعرف إلا صيد الأسماك فقط، بالإضافة إلى العديد من المدن الصينية الأخرى التي ظهرت ولمعت وبدأت في إنتاج كميات كبيرة من المنتجات الصناعية والاستهلاكية، كما أن هذه القرية الصغيرة تعتبر هي "وادي السيليكون" في الولايات المتحدة وذلك بسبب أنها موطن لعمالقة التكنولوجيا "هواوي" و"تينسينت".
كما قال "كاي فو لي" أن مدينة "شنتشن" كانت تقلد المنتجات الإلكترونية في الماضي بنحو 90%، وبنسبة 10% تعتمد على الابتكار، أما في وقتنا الحالي فإنها تعتمد بنحو 70% على الابتكار و30% على التقليد.
وأشاد رجل الأعمال "كاي فو لي" في كتابه بشركة "آنكر إنوفيشينز" والخاصة بتصنيع تكنولوجيا البطاريات، حيث تعد هذه الشركة مثالاً واضحاً على مدى التطور والتقدم التي شهدته الصين في مجال الابتكار للنقل والنسخ، وتم تصنيف بطارياتها بأنها الأفضل على مستوى العالم.
وتجاوزت أرباح هذه الشركة الخاصة بصناعات بطاريات الهواتف الجوالة نحو 500 مليون دولار خلال عام 2018 الماضي، وتباع منتجاتها من خلال موقعي تجارة التجزئة الأمريكي "أمازون" و"وول مارت".
وفي بداية الأمر كانت "آنكر" قد عانت مراراً على تقليد منتجتها، ولكن الحكومة بدأت تتخذ مواقف حاسمة بشأن عمليات التقليد المزيفة، وخاصة للشركات التي تعمل في هذا المجال والتي تعد هي المستقبل بالنسبة للاقتصاد الصيني.
وفي هذا الكتاب يناشد الكاتب بأنه على الصين أن تبذل قصارى جهدها لكي تصبح قوة تقنية عالمية، وذلك بالتزامن مع الاتهامات الموجهة ‘ليها من قبل الولايات المتحدة وأوروبا بتقليد الصين بعض منتجات كبرى الشركات.