عادت المواجهة بين الولايات المتحدة والصين إلى صدارة المشهد العالمى، وجذبت اهتمامات المستثمرين فى الأسواق الناشئة، إذ يقيمون مدى ما يجب عليهم تسعيره حال نشوب الحرب التجارية الشاملة.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ينظر إلى حالة المفاوضات التجارية مع الصين قائلاً، إن الولايات المتحدة «كانت فى المكان الصحيح الذى نريد أن نكون فيه»، أى على أعتاب فرض رسوم جمركية ضخمة على الصين، وقال ترامب، إنه سيكون من الحكمة أن «تتصرف الصين الآن» لتوقيع صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، بعد رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بقيمة 200 مليار دولار.
ودفعت هذه الخطوة بكين إلى القول بإنها ستضطر للرد على الأجراءات الأمريكية الحمائية، وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن التقلبات المتوقعة فى عملات الدول النامية زادت وهذا الأمر بمثابة مقياس لمعنويات المستثمرين وخاصة مع اقتراب الأسواق من كل تطور والتحول نحو المواجهة.
وقال رئيس أبحاث الدخل الثابت فى بنك سنغافورة، تود شوبرت، والذى قلص استثماراته فى الأسواق الناشئة مع تزايد التوترات: «إننا نشك بشكل متزايد فى أن يتم التوصل إلى أى اتفاق أو حتى حدوث تقدم فى المستقبل القريب، بين الصين والولايات المتحدة»، ومن المقرر أن تعقد البنوك المركزية فى إندونيسيا والمكسيك وبولندا اجتماعات السياسة النقدية الأسبوع الحالي، مع توقع إبقاء جميع أسعار الفائدة ثابتة مع ارتفاع التقلبات الخارجية.
وعلى عكس نظرائهم فى ماليزيا والفلبين، من المرجح أن يضع صانعو السياسات فى إندونيسيا، الأولوية للحفاظ على استقرار «الروبية» بدلاً من دعم النمو بعد انخفاض العملة إلى أدنى مستوى فى 4 أشهر فى الأسبوع الماضى، ومن المحتمل أن يبقى بنك إندونيسيا المركزى، سعر الفائدة دون تغيير يوم الخميس، وسط تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وكتب براكاش ساكبال، الاقتصادى فى شركة «آى إن جى» فى سنغافورة، «يبدو أن البنك المركزى الإندونيسى ليس مستعداً للانضمام إلى دورة التيسير النقدى، ومن المحتمل أيضًا أن تبقى السلطات النقدية المكسيكية أسعار الفائدة دون تغيير وسوف تحتفظ بنبرة حذرة عندما تجتمع يوم الخميس ، ويعكس ارتفاع معدلات التضخم فى المكسيك وتقلبات خارجية أكبر المخاطر وخصوصاً بعد تراجع النمو الاقتصادى فى الربع الأول .
ويتوقع الاقتصاديون، أن يبقى البنك المركزى البولندي، على سعر الفائدة الرئيسى دون تغيير حتى بعد تسارع التضخم فى أبريل إلى أعلى مستوياته منذ عام ونصف العام، ويستعد التجار لجولة أخرى من الاضطرابات عندما تعلن الأرجنتين عن بيانات التضخم لشهر أبريل الماضى، إذ يقود «البيزو» خسائر عالمية فى عام 2019 ويتجاوز معدل التضخم %50 على أساس سنوى.
وتشير بيانات النشاط الاقتصادى فى البرازيل إلى خطر تأكيد المحللين على حدوث انكماش فى الربع الأول، وستكون هناك حاجة ملحة إلى إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، ونظراً لتراجع أداء الليرة الربع الحالى فإن بيانات الحساب الجارى لتركيا ستكون فى بؤرة اهتمام المستثمرين، حيث يتوقع الاقتصاديون أن العجز قد اتسع فى شهر مارس الماضى.
وأوضح وين ثين، رئيس إستراتيجية العملة العالمية فى «براون براذرز هاريمان»، أن الأصول التركية ستظل تحت الضغط مضيفاً أن أنقرة لديها احتياطيات أجنبية محدودة للغاية ولا يمكنها التدخل فى السياسة النقدية بشكل منتظم.
وستعلن ماليزيا عن بيانات الناتج المحلى الإجمالى للربع الأول يوم الخميس ، بعد أن خفض البنك المركزى سعر الفائدة الأسبوع الماضى، للمرة الأولى منذ يوليو 2016، فى وقت تستعد فيه الدولة الواقعة فى جنوب شرق آسيا للنمو البطىء وسط ضعف الطلب العالمى وتصاعد التوترات التجارية.