Investing.com - شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وذلك بعد أن فشلت المفاوضات المقامة بين الطرفين للتوصل إلى حلاً وفرض الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رسوماً جمركية إضافية على سلع ومنتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار، وهو ما أدنى إلى فرض الأخيرة رسوماً على سلع ومنتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.
وكان لهذا الأمر تأثيره الكبير على معظم الأسواق العالمية والتي تراجعت خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن كبير المحللين في مجموعة بنك الكويت الوطني الدكتور "سعادة شامي" أنه يتوقع أن لن تؤثر الحرب التجارية على دول مجلس التعاون الخليجي على الإطلاق.
حيث أشار "شامي" أن منطقة دول الخليج تعتبر منطقة مستوردة تعتمد وبشكل مباشر على صادرات النفط، حيث أنه لا يوجد أي سبب لقيام دولة ما فرض رسوماً جمركية على الصادرات، كما أنه لا يوجد أي سبب يدفع أي دولة في المنطقة أن تفرض رسوماً جمركية على وارداتها.
وأوضح "شامي" أنه هناك بعض العوامل التي قد تؤثر بالفعل على منطقة دول الخليج، وهي تباطؤ النمو العالمي وتراجع الطلب على صادرات النفط وتراجع أسعارها، مما يؤدي إلى تقليص منطقة الخليج كمية إنتاجها من النفط، وبالتالي ستتأثر الأسواق الخليجية.
بالإضافة إلى أن ارتفاع نسبة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار من قبل الشركات الأمريكية المتضررة، مما يؤثر على نسبة التضخم في الأسواق الخليجية والتي تستورد الكثير من السلع والتي ترتبط بالدولار الأمريكي.
أما العامل الثالث وهو في حالة ارتفاع نسبة التضخم في الاقتصاد الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية الإضافية، فإن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى رفع أسعار الفائدة، وبالتالي ستقوم البنوك المركزية الخليجية إلى رفعها، وذلك من أجل بقاء سعر صرف الدولار كما هو دون تغيير.
وبالنسبة للعامل الرابع والأخير فإن حالات عدم اليقين بشأن الحرب لتجارية، قد تؤدي إلى تراجع وخروج رؤوس الأموال من منطقة الأسواق الناشئة إلى الأسواق الأكثر أماناً، وبالتالي فإن منطقة الخليج ستكون مهددة بتخارج رؤوس الأموال عنها.
وعلى الجانب الأخر قال الرئيس "ترامب" خلال الساعات الماضية أن ما يحدث بين الولايات المتحدة والصين ما هو إلا شجار صغير، حيث أنه لا تزال توجد العديد من الفرص للوصول إلى حلاً يرضي الطرفين، مشيراً إلى أن أموال الرسوم الجمركية تملاً خزينة الدولة.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قام خلال شهر مارس من عام 2018 الماضي بفرض رسوماً جمركية على سلع ومنتجات صينية بنسبة 10%، وارتفعت بعد ذلك إلى 25%، وهناك تلميحات خلال الفترة الحالية بزيادة الرسوم لتشمل جميع المنتجات الصينية والتي تبلغ 300 مليار دولار، الأمر الذي أدى إلى قيام الصين بفرض رسوماً أيضاً على سلع ومنتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.