- Investing.com يخشى قادة الأعمال والساسيون الأمريكيون أن تلجأ الصين إلى استخدام حيازاتها الكبيرة من سندات الخزانة الأمريكية التي تشكل نقطة ضعف استراتيجية للبلاد، كسلاح في حربها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تلك المخاوف أثيرت خلال هذا الأسبوع، بعد التغريدة التي قام "هو شيغين" رئيس تحرير صحيفة صينية ناطقة باللغة الإنجليزية "غلوبال تايمز" بنشرها، والتي قال فيها إن خبراء صينيين يبحثون الآن طرق لبيع سندات الخزانة الأمريكية.
وجاء في التغريدة أيضًا، أن الصين قد تتوقف عن شراء المنتجات الزراعية والطاقة من الولايات المتحدة، وقد تخفض طلبياتها من "بوينغ" وتقييد تجارة الخدمات معها".
النقاشات التي تدور الآن حول هذه الخطوة لن تكون مفاجئة، ولكن على الخبراء الصينيون أن يدركوا أن عمليات البيع المكثف للسندات الأمريكية لن يحدث فوضى في الاقتصاد الصيني فحسب، بل سيكون بمثابة بطاقة لعب إضافية في يد "ترامب".
ستؤثر عمليات البيع المكثف لسندات الخزانة الأمريكية بشكل قوي على الأسواق الأمريكية والعالمية، وهذا ما يطالب به "ترامب"، حيث ستؤدي إلى خفض أسعار السندات الحكومية لبلاده، وذلك نظرًا للعلاقة العكسية التي تربط أسعار السندات بعائداتها، فمع بدء عمليات البيع المكثف ستزيد عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وقد يبدو ذلك يتعارض مع طموح "ترامب" لخفض أسعار الفائدة.
يرجع هوس "ترامب" بمستويات الفائدة إلى رغبته في تدعيم النمو الاقتصادي، إنه يريد فقط من مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، مما يدفع البنوك الأمريكية إلى استثمار بعض احتياطياتها التي تبلغ 1.4 تريليون دولار في اقتصاد البلاد.
قيام الصين بعمليات البيع المكثف لسندات الخزانة الأمريكية سيكون لها تأثير مماثل، فمع بدء ارتفاع عائداتها، ستلجأ البنوك إلى استخدام بعض احتياطياتها لشراء المزيد من السندات، وسيترتب على هذا الإنفاق وضع المزيد من الأموال في الاقتصاد الأمريكي ويعزز النمو.
أما التأثير الثاني لعمليات البيع المكثف لسندات الخزانة الأمريكية، هو انخفاض قيمة الدولار، حيث إن تلك الخطوة تعني أن الصين ستحصل على المزيد من الدولارات في المقابل، ويمكن استخدام هذه الأموال لشراء أصول أمريكية أخرى، إلا أن الهدف بالأصل هو التخلص من جميع الأصول الأمريكية.
وبناءًا عليه سيحتاج الصينيون إلى استبدال دولاراتهم من خلال عملات أخرى مثل الجنيه الإسترليني أو اليورو أو اليوان، وسيؤدي ضخ المزيد من الدولارات في سوق الصرف إلى إضعاف قيمة الدولار الأمريكي، وبالتالي ستتراجع تكلفة الصادرات الأمريكية وتصير أرخص بالنسبة للمستهلك الأجنبي، وهذا ما يريده "ترامب".
يرى المحللون أن قيام الصين ببيع حصة كبيرة من سندات الخزانة الأمريكية، سيؤدي في النهاية إلى تحقيق أهداف "دونالد ترامب" أكثر حتى ما ستفعله الرسوم الجمركية التي قد يفرضها.