بقلم جيفري سميث
Investing.com – الحرب بين تجار التجزئة القادمين من منتدى ريديت ومحترفي البيع على المكشوف في وول ستريت مستمرة، حيث تمم دفع سعر سهم غيمستوب إلى الضعف من جديد. رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد أول مؤتمر صحفي له في عهد الرئيس الجديد جو بايدن اليمين، وجانيت يالين كوزيرة للخزانة. أرباح مايكروسوفت تضع معياراً مرتفعاً لكل من آبل وتسلا الرسم البياني لليوم: سهم تسلا لـ 1000 دولار وما بعدها وفيسبوك، التي ستعلن جميعها عن الأرباح بعد جرس الإغلاق. أما أسواق النفط، فتترقب بيانات المخزون الرسمية. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الأربعاء 27 يناير:
1. الحرب مستمرة!
لا تظهر أي علامات هدوء على التقلب الشديد الناتج عن الحرب بين البائعين على المكشوف القادمين من وول ستريت، وجيش متداولي التجزئة المتجمعين حول منتدى ريديت المسمى r/wallstreetbets.
فلقد ارتفع سهم غيمستوب (NYSE:GME) الذي كان في مركز الاهتمام خلال الأيام الأخيرة، بنسبة 107٪ إضافية في تداولات ما قبل الافتتاح، بعد ان حقق مكاسب خيالية بنسبة 22٪ يوم الإثنين و93٪ يوم الثلاثاء. وهذا يعطي الشركة الخاسرة التي تعمل في مجال بيع ألعاب الفيديو ووحدات التحكم الخاصة بها وملحقاتها تقييماً بأكثر من 20 مليار دولار.
كما أنفجر سهم AMC الترفيهية (NYSE:AMC) بمكاسب تجاوزت الـ 230٪، بينما قفزت أسهم شركة مبيعات الملابس إكسبرس (NYSE:EXPR) بنسبة 35٪ وبلاك بيري (TSX:BB) بنسبة 10٪. ويبدو أن مستخدمي منتدى الدردشة استهدفوا عمليات البيع التي قام بها صندوق ميلفين كابيتال الذي يديره غيب بلوتكين بشكل متزايد باعتبارها معركة إرادة وموارد. جمع ميلفين 2.75 مليار دولار في أموال جديدة من المخضرمين في صناديق التحوط ستيفن كوهين وكين جريفين يوم الثلاثاء، عبر صندوقي سيتيدل و بوينت سفنتي تو.
2. اجتماع الفيدرالي الأول في عهد بايدن
سيتحول تركيز المستثمرين في الساعات القليلة القادمة نحو السياسة النقدية، حيث تترقب الأسواق اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي أنطلق يوم أمس الثلاثاء، ويستمر ليومين، على أن يتم إعلان نتيجته مساء اليوم الأربعاء عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:00 مساءً بتوقيت جرينيتش). وكالعادة، بعد ذلك بـ 30 دقيقة، سيظهر الرئيس جيروم بأول في المؤتمر الصحفي الذي دوماً ما يتبع هذه القرارات، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يجدد التزامه بالسياسة النقدية الحالية، السهلة للغاية.
وهذا هو الاجتماع الأول تحت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، والاجتماع الأول في عام 2021. وكان البنك قد تعهد بدعم الاقتصاد بأي طريقة ممكنة. ومن المرجح بدرجة كبيرة للغاية أن يقرر البنك الابقاء على أسعار الفائدة ثابتة، وستركز الأسواق في بيان البنك وتعليقات رئيسه جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي، بحثاً عن تعليقات حول توقعات الانتعاش الاقتصادي.
وفي تقرير لـ ستيفل، قال المحللون: "من المتوقع إلى حد كبير أن تبقى نبرة بنك الاحتياطي الفيدرالي متوازنة، رغم ان البيانات الاقتصادية قد تدهورت منذ اجتماع ديسمبر ... تسير عملية التلقيح على قدم وساق، ويتم حالياً توزيع 900 مليار دولار من أموال التحفيز، مع احتمال أن يتبعها تريليونات أخرى من المساعدات".
أما المحللين في ING فلقد قالوا في تقريرهم: "نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتفظ بنبرة متفائلة بحذر في المؤتمر الصحفي، بينما يسعى للتقليل من احتمال حدوث أي تغيير مؤثر في السياسة النقدية في أي وقت قريب".
ومع ذلك، فإن البنك واثق بشكل متزايد من أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن ينمو بنسبة 5٪ هذا العام، وذلك حتى قبل الإعلان عن خطة الإدارة الجديدة المتوقعة للطاقة والبنية التحتية، والتي تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار.
وأضاف محللو ING في تقريرهم: "إذا كنا على حق، ورأينا فترة من النمو المزدهر والتضخم المرتفع والتحفيز المالي المستمر، فقد يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه مضطر للعمل في وقت أقرب إلى حد ما مما يشير إليه حاليا".
وفي تصريحات مختلفة خلال الآونة الأخيرة، أظهر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أنهم يتوقعون الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير حتى عام 2023، وتجاهلوا مراراً وتكراراً فكرة تقليص مشتريات السندات، حتى لو أدى الطلب المكبوت بعد تجاوز أزمة كورونا، كما هو متوقع على نطاق واسع، إلى وتيرة تضخم أسرع.
وكانت الثقة في التزام الاحتياطي الفيدرالي ببرنامج شراء السندات قد عادت في الأيام الأخيرة، مع إجماع واسع على أن الاحتياطي الفيدرالي يخشى تشديد سياسته النقدية في وقت مبكر، وليس بعد فوات الأوان. وانخفض عائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الخزانة الأمريكية مرة أخرى إلى 1.04٪ من القمة التي وصل لها الأسبوع الماضي عند 1.16٪.
مراقبة الفيدرالي: ماذا تنتظر الأسواق؟
3. الأسهم الأمريكية تترقب البيانات
تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم بشكل متباين، مع تفوق قطاع التكنولوجيا بعد صدور بيانات مايكروسوفت الفصلية المتألقة.
وعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 149 نقطة أو ما يعادل أقل من 0.5٪، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر إس إن بي 500 بـ 0.4٪. أما العقود الآجلة لمؤشر نازداك، فلقد تراجعت بنسبة تقدمت بـ 0.3٪ بدعم من سهم مايكروسوفت الذي قفز بنسبة 2.7٪ ووصل إلى أعلى مستوى في تاريخه، من جديد.
وبينما يتصدر اجتماع الفيدرالي بلا شك الاجندة الاقتصادية لليوم، إلا أنها تتضمن أيضاً طلبيات السلع المعمرة، والمقرر صدورها عند الساعة 8:30 بالتوقيت الأمريكي الشرقي، لكن تبقى أهم البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع هي تلك التي يحويها تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع والمقرر صدوره يوم غد الخميس، والذي من المفترض أن يؤكد قصة النمو الأبطأ التي شوهدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كما من المتوقع بشدة أن تهتم الأسواق بشكل كبير بتقارير الأرباح أكثر من تطورات الاقتصاد الكلي، حيث يتجاهل السوق إلى حد كبير الأخبار من عزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي وقت سابق اليوم، تراجعت ثقة المستهلك في فرنسا وألمانيا بشكل حاد تحت وطأة فرض إجراءات الإغلاق، بينما تسارع نمو الأرباح الصناعية في الصين.
4. مايكروسوفت تمهد لبيانات فصلية قوية في قطاع التكنولوجيا
خلقت الاستضافة السحابية ومشتريات الكمبيوتر الشخصي والعمل عن بُعد وألعاب الفيديو تأثيراً ثلاثياً قوياً على أرباح مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) في الربع الأخير من 2020، فقفزت هذه الأرباح بقوة وبنسبة 30٪. كما ارتفعت المبيعات بنسبة 17٪ إلى 43.1 مليار دولار، متجاوزة التوقعات بنحو 10٪.
ومهدت هذه الأرقام القوية الطريق للمزيد من القوة من طرف عمالقة التكنولوجيا أو ما يسمى الـ (بيغ تيك) والذين سيصدرون بيانتهم خلال الـ 24 ساعة القادمة. وتتضمن القائمة شركات عملاقة ستعلن عن نتائجها، من ضمنها آبل (NASDAQ:AAPL)، الشركة الأكثر قيمة سوقية في العالم، ونجمة قطاع السيارات الكهربائية تسلا (NASDAQ:TSLA)، بالإضافة إلى عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك (NASDAQ:FB)، والتي ستعلن جميعها عن البيانات الفصلية بعد جرس الإغلاق مساء اليوم.
أما قبل جرس الافتتاح، فسيتم إعلان نتائج كل من آيه تي إن تي (NYSE:T) ومختبرات آبوت (NYSE:ABT)، وصانع الطائرات بوينغ (NYSE:BA) وجنيرال داينامكس (NYSE:GD) وكورنينغ (NYSE:GLW) وهيس (NYSE:HES).
5. وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها من جديد
بقيت أسعار النفط الخام عند مستويات مرتفعة بعد أن أفادت تقارير إخبارية أن الولايات المتحدة تستعد لزيادة وجودها العسكري في المملكة العربية السعودية، على خلفية تصاعد التوتر مع إيران. وتأتي هذه التقارير بعد يوم من سماع انفجارات في العاصمة السعودية الرياض لم يتم بعد تحديد أصولها بدقة.
وبعد فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، بدأت إيران بتخصيب اليورانيوم مرة أخرى، في محاولة واضحة لتعزيز موقفها التفاوضي قبل إعادة الانخراط المتوقعة من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة في خطة العمل الشاملة المشتركة التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعند كتابة هذا المقال، تداولت عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة، بدون تغيير يُذكر عند 52.63 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد ارتفعت بنسبة 0.1٪ لتتداول عند 55.70 دولار للبرميل. وتترقب أسواق النفط صدور التقرير الأسبوعي الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية حول مخزونات النفط الخام والمقرر كالعادة عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي.