Investing.com - بعد صدور بيانات التضخم الأمريكي الأسبوع الماضي والتي سجلت ارتفاعًا قياسيًا على أساس سنوي بنسبة 9.1% وهو الأعلى في 40 عام، تعرض المستهلك الأمريكي لصدمة في أسعار الغذاء الأمر الذي أثر على قدراته الشرائية، حيث تشير بعض البيانات الصادرة مؤخرًا عن تقليل المستهلكين نسب إنفاقهم على شيء يصعب تقليص الإنفاق فيه، وهو الغذاء، مما يؤكد الصدمة التي يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي مؤخرًا.
الشبح يصبح حقيقة.. زلزال آبل (NASDAQ:AAPL) يصدم وول ستريت
كابوس التضخم وتقليل الإنفاق
قال عمير شريف، رئيس شركة Inflation Insights LLC، "إن الأمريكيين قلصوا إنفاقهم على المواد الغذائية بوتيرة غير مسبوقة منذ بداية العام"، وأضاف "أن ارتفاع نسب التضخم هذا العام ألقت بظلالها على على رغبات المستهلكين حتى فيما بتعلق بالضروريات كالغذاء".
صرح شريف أيضًا "أن الإنفاق على الطعام والمشروبات غير الكحولية انخفض لأربعة أشهر متتالية من يناير إلى مايو".
وفي دراسة أجرتها مؤسسة الأبحاث "NielsenIQ" أفادت بأن الإنفاق على الأساسيات اليومية مثل الخبز والبيض والحليب وكذلك السلع المصنعة مثل علب العصير قد انخفض منذ بداية العام، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب وحدها بنسبة 15.1% في الفترة الماضية.
وفقًا لمسح أجرته CNBC، أفاد بأن 4 من كل 10 أصبحوا ينفقون أقل على البقالة، حيث شمل المسح 800 شخص في وقت سابق من هذا الشهر، ويستخدم حوالي ثلثهم بطاقات الائتمان الخاصة بهم في كثير من الأحيان لتجاوز أزمة الارتفاعات الغير مسبوقة في الأسعار.
التضخم والركود يسيطران على المشهد
البيت الأبيض في ورطة
أدت الأزمات الاقتصادية الصعبة إلى إضعاف نسبة تأييد الرئيس جو بايدن، والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال فترة رئاسته. ففي استطلاع أجرته CNBC، وافق 28 بالمائة فقط على أداء بايدن الاقتصادي، بينما رفض 63 بالمائة.
كان لدى المستجيبين نظرة متشائمة للغاية بشأن الاقتصاد، حيث قال 52 في المائة إنه سيزداد سوءًا قبل نهاية العام ويتوقع 60 في المائة على الأقل حدوث ركود.
في الوقت نفسه، أقر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، جاريد بيرنشتاين، يوم الأحد بأن التضخم "مرتفع بشكل غير مقبول"، وأضاف "أن هذا يرجع إلى الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع متزايد بأسعار الطاقة والغذاء العالمية".
حاول بايدن إقناع منتجي النفط العرب، وعلى رأسهم السعودية، زيادة الإنتاج والمساعدة في خفض أسعار النفط، لكن زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية لم يكلل بالنجاح، ولم تؤمن على الفور تعهدًا علنيًا بضخ المزيد من النفط الخام.
يذكر أن الولايات المتحدة تشهد هذا العام انتخابات تجديد نصفي في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث توقع السيناتور عن ولاية فلوريدا ريك سكوت، رئيس اللجنة الوطنية لمجلس الشيوخ الجمهوري، "أن انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر ستكون حمام دم بالنسبة للديمقراطيين لأن الكثير من الأمريكيين يتأذون بسبب التضخم".
النفط يضرب بآمال واشنطن عرض الحائط
بقيادة السعودية.. الخليج ينقلب على سندات واشنطن
الفيدرالي يحاول السيطرة
حاول البنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة الاخيرة السيطرة على الموجة التضخمية التي تشهدها بالبلاد برفع معدلات الفائدة، ولكن يبدو أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل خاصة مع صدور بيانات التضخم الأسبوع الماضي والتي شهدت ارتفاعات كبيرة، حيث اقتربت التوقعات برفع سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس بدلاً من 75 خلال الاجتماع المقبل للبنك لتحديد السياسة النقدية.
قالت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، "أنها ليست قلقة من المبالغة في توقعات الأسواق حيال رفع الفائدة، مضيفة بأن المستهلكين يواصلون الإنفاق وسوق العمل لا يزال قويا". وأضافت "الفيدرالي الأمريكي يعمل على خفض التضخم دون إبطاء الاقتصاد، في ظل معدلات التضخم المرتفعة للغاية.
فيما طالب عضو الفيدرالي الأمريكي جيمس بولارد "بضرورة رفع الفائدة للسيطرة على التضخم المرتفع، ورفع الفائدة حتى مستوى 3.75% بنهاية العام الجاري". وأضاف "أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ فيما يتعلق بوتيرة النمو، بجانب أن تقرير التضخم الصادر مؤخرًا كان مفاجئًا ومرتفعًا للغاية".
الجدير بالذكر أن رافائيل بوستيك، عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد أكد أن كل الخيارات "ممكنة" أمام الفيدرالي الأمريكي بشأن مقدار رفع الفائدة بالاجتماع القادم للبنك هذا الشهر.
الجنيه يسقط ويقترب بشدة من الـ 19.. سيناريو تعويم 2016 يتكرر