Investing.com - في ظل تزايد التوقعات بدخول الاقتصاد العالمي نفق الانكماش والركود، واتجاه أغلب البنوك المركزية إلى رفع معدلات الفائدة، لم تكن أوروبا بمعزل عن هذه التوقعات. حيث تعد أوروبا إحدى أهم المناطق المرشحة بقوة للدخول في هذا النفق المظلم في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا ووصول نسب التضخم لمستويات غير مسبوقة.
تعرض اليورو هو الآخر إلى صدمات عنيفة الفترة الأخيرة، خاصة مع وصوله إلى حد التكافؤ مع الدولار، نتيجة تأثره بالأزمات السياسية والاقتصادية في أوروبا وتعرض أكبر اقتصاد بالقارة - ألمانيا - إلى هزات اقتصادية وأزمة طاقة تعاني منها الدولة الصناعية الأكبر في أوروبا. ومن المتوقع أيضًا أن يشهد اليورو هزة عنيفة هذا الأسبوع مع اجتماع الفيدرالي الأمريكي، وتزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية مما يعزز الطلب على الدولار ويؤثر سلبًا على قوة اليورو.
عاجل: بعد قرار تاريخي أوروبا تسقط بقيادة ألمانيا.. واليورو يتراجع
أزمة خانقة
أشارت كريستين لارجارد، رئيس المركزي الأوروبي، إلى أن رفع أسعار الفائدة ليس سوى أحدث خطوة في رحلة المركزي الأوروبي نحو التخلص من معدلات التضخم المرتفعة. وأوضحت أن تشديد السياسة بجانب الإجراءات الأخرى التي سيتخذها المركزي الأوروبي، ستستمر على المدى المتوسط طالما كان ذلك ضروريا.
وأضافت أن لجنة السياسة النقدية بالبنك ستقوم بمراجعة الموقف واتخاذ القرارات بشأن السرعة المناسبة للخطوات التالية للبنك المركزي الأوروبي اعتمادا على البيانات الاقتصادية الصادرة خلال تلك الفترة وحتى حلول موعد الاجتماع القادم للبنك.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي تراجعًا واضحًا لمؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو بشكل غير متوقع في يوليو، أظهرت بيانات منفصلة أن عددا من الشركات الصناعية في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، خفضت الإنتاج كرد فعل لارتفاع أسعار الطاقة.
وسط مخاوف بشأن النمو، مع اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي في وقت لاحق هذا الأسبوع، أوضحت البيانات انكماش القطاعين التصنيعي والخدمي بما يفوق التوقعات لدول منطقة اليورو وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا – الاقتصادين الأقوى بالكتلة – وهو ما أدى إلى تغذية المخاوف بشأن الركود الاقتصادي والانكماش.
تعززت فكرة الانكماش أيضًا وتزايد التوقعات بدخول أوروبا نفق الركود بعدما أصدر البنك المركزي الأوروبي قرار الفائدة، حيث قام برفع أسعار الفائدة بـ 50 نقطة أساس عكس التوقعات، في ظل المعاناة التي تشهدها المنطقة الآن بسبب ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، ويعد هذا الرفع هو الأول منذ 11 عامًا من قبل المركزي الأوروبي.
عاجل: لاجارد لن نتوقف عن رفع الفائدة..والمركزي الأوروبي لا ينجح في إنقاذ اليورو
ألمانيا تعاني
أوضحت بيانات صادرة عن معهد IFO لمناخ الأعمال في ألمانيا اليوم انخفاض مؤشر IFO الألماني لمناخ الأعمال إلى 88.6 نقطة في يوليو مقابل 92.2 نقطة بالشهر السابق، وذلك بعد أن كانت تشير التوقعات بأن يسجل 90.2 نقطة هذا الشهر.
وفي نفس الوقت، انخفض التقييم الاقتصادي الحالي إلى 97.7 نقطة خلال يوليو مقارنة بالتوقعات البالغة 99.4، الأمر الذي يدل على أن ألمانيا على أعتاب الركود الاقتصادي مع تدهور مناخ الأعمال بشكل كبير.
وقال البنك الاتحادي الألماني إنه من المتوقع أن تشهد ألمانيا ارتفاعا آخر في التضخم في سبتمبر القادم، وذلك بعد انتهاء الدعم الحكومي لتذاكر الوقود والسكك الحديدية المقرر في 31 أغسطس.
وأشار البنك في تقريره الشهري إلى أن اقتصاد ألمانيا سيتوسع بأقل من المتوقع مع تفاقم أزمة الطاقة، ووصف الوضع الاقتصادي في ألمانيا بأنه محزن للغاية.
وأضاف البنك الاتحادي الألماني أن التطور المستقبلي لسوق الطاقة في ألمانيا غير واضح وغير مؤكد، خاصة في حين عدم اليقين بشأن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا.
وفي وقت سابق، توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ التضخم في ألمانيا متوسطه 7.7 % في عام 2022 ويبلغ 4.8 % بحلول عام 2023، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الطاقة التي تتسبب في ضغوط علي الأسعار بالسوق في ألمانيا بشكل كبير.
عاجل: اليورو يخسر ما جنى ولاجارد تنفي الركود وتؤكد استمرار أزمة التضخم والطاقة
أزمة الطاقة
حذر سياسيون بارزون في ألمانيا من أزمة طاقة قوية في الفترة القادمة، خاصة مع حلول الشتاء. وطالب السياسيون المواطنين بالاستعداد لانقطاعات في الكهرباء ونقص قوي في الغاز، بجانب احتمالية رفع تكلفة فواتير الطاقة من 1500 يورو إلى 3000 يورو، سنويًا.
قال رئيس الوكالة، كلاوس مولر، لـ RND: "بالنسبة لأولئك الذين يتلقون الآن فواتير التدفئة، فإن الأقساط تتضاعف بالفعل، وهذا لا يأخذ في الاعتبار عواقب حرب أوكرانيا".
وأضاف: "اعتبارًا من عام 2023، سيتعين على عملاء الغاز الاستعداد لمضاعفة التكاليف الشهرية ثلاثة أضعاف، على الأقل".
ولدى سؤاله عما إذا كان ذلك يعني أن الأشخاص الذين يدفعون حاليًا 1500 يورو سنويًا سيتعرضون لفاتورة سنوية قدرها 4500 يورو، قال مولر إنه يعتقد أن ذلك "واقعيًا تمامًا" ويمكن أن تصل الكلفة إلى أعلى من ذلك.
أوضح منظم الطاقة أن أسعار الغاز لشركات الطاقة قد زادت بما يصل إلى سبعة أضعاف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا واستمرار مشكلات الإمداد العالمية.
لن يصل كل هذا إلى المستهلكين على الفور أو بالكامل، ولكن في مرحلة ما يجب دفع ثمنه. وهذا هو السبب في أنه من المنطقي "الادخار الآن".
عاجل: النفط يهبط لقاع 5 أشهر.. زيادة المعروض وقوة الدولار
اليورو يتراجع وترقب لأسبوع حاسم
لا جديد يذكر بالنسبة لليورو، حيث لم تمنح الزيادة الأخيرة للفائدة اليورو ما يحتاجه للصعود مقابل الدولار. تصدر اليورو قائمة العملات الخاسرة اليوم بنسبة خسائر تصل لحوالي 0.35% ليسجل في هذه اللحظة 1.0245 مقابل الدولار، وذلك في ظل وجود العديد من العوامل التي عززت خسائر العملة الأوروبية، وعلى رأسها أزمة الطاقة في ألمانيا، وبداية الأسبوع الحاسم الذي سيشهد اجتماع الفيدرالي الأمريكي لتسعير الفائدة.
وتضرر اليورو اليوم مع تزايد التوقعات بأن اقتصاد منطقة اليورو يقترب من الانكماش تحت ضغط الحرب الروسية في أوكرانيا، وتزايد التهديدات الروسية بقطع الغاز عن أوروبا وخاصة ألمانيا أكبر اقتصادات المنطقة، بجانب تزايد توقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيرفع الفائدة في محاولة منه لكبح التضخم المرتفع دون حدوث ركود اقتصادي.
عاجل: بيانات قوية جدًا للاقتصاد السعودي
يتوقع المستثمرون أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى بدرجة كبيرة عندما يختتم اجتماع السياسة.
ويراقب المستثمرون الآن اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يستمر يومين والذي ينتهي يوم الأربعاء، حيث تقوم الأسواق بتسعير رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
وانضم البنك المركزي الأوروبي مؤخرًا إلى نظرائه العالميين لخفض التضخم المتصاعد، ورفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. ومن المتوقع أن يقدم ارتفاعًا آخرًا حتى يتراجع التضخم إلى هدفه البالغ 2٪ كما صرحت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، "إن البنك سيواصل رفع معدلات الفائدة حتى هبوط معدل التضخم للمستهدف البالغ 2%". وأضافت "سنقوم برفع معدلات الفائدة طالما أن ذلك ما يتطلبه إعادة التضخم إلى الهدف".