بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجع الدولار خلال الجلسة الأوروبية الأخيرة لهذا الأسبوع ، مع استمرار حالة التفاؤل بأن يستيقظ العالم من كابوس الوباء، على عام مليء بالنمو الاقتصادي، وهو ما وضع عملات الملاذ الآمن تحت الضغط، ومن ضمنها الدولار. أما الباوند فلقد كان من بين العملات التي تراجعت في الجلسات الأخيرة مع تزايد المخاوف من فشل لندن وبروكسل في التوصل إلى اتفاقية تجارية في الوقت المناسب.
فعند الساعة 3:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (8:05 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 90.797، ويبقى قريباً من أدنى مستوى له في عامين ونصف، والذي كان قد سجله يوم الجمعة الماضي عند 90.471.
تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.2٪ ليتداول الزوج عند 104.03، وأمام الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، بنسبة 0.4٪ ليتداول الزوج عند 0.7558.
وكانت بريطانيا قد بدأت بالفعل بتطعيم مواطنيها في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بينما منحت وزارة الصحة الكندية موافقتها للقاح يوم الأربعاء وستستلم الشحنة الأولى منه خلال الأسبوع القادم.
ويُتوقع أن تكون الولايات المتحدة هي الدولة التالية التي تعطي موافقتها، وذلك بعد أن اقتربت إدارة الغذاء والدواء FDA من الموافقة على لقاح BNT162b2 الذي كان نتيجة لجهود مشتركة بين فايزر الأمريكية وبيو إن تيك الألمانية. فلقد صوتت لجنة المستشارين الخارجية يوم أمس الخميس، بـ 17 صوتاً مقابل 4 لصالح إعطاء الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح. وبعد هذا التصويت، أصبح من المتوقع أن تمنح إدارة الغذاء والدواء موافقتها للقاح في غضون أيام. وإذا تم ذلك، سيكون من المتوقع أن يتم توزيع اللقاحات والبدء بعملية التطعيم على المستوى الوطني في الولايات المتحدة بعد ذلك بوقت قصير جداً.
ويأتي هذا التصويت مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا في البلاد، حيث ما زالت الأعداد تحطم الأرقام القياسية بشكل شبه يومي على صعيد الإصابات والاستشفاء والوفيات. وأثرت هذه الموجة المتسارعة من انتشار العدوى على الأعمال التجارية في جميع أنحاء البلاد، وهو ما ظهر واضحاً في بيانات مطالبات البطالة الأولية التي صدرت يوم أمس، ووصلت إلى أعلى مستوى لها منذ سبتمبر، مما يثبت حجم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة الصحية.
وفي تقرير لبنك ANZ، كتب محللو البنك: "إن التعافي من الوباء سيتسارع بمجرد أن تتوفر اللقاحات على نطاق واسع، وسيكون مدعوماً بشكل أكبر بالتحفيز المالي والنقدي المستمر من الحكومات في جميع أنحاء العالم".
اما الباوند فلقد تراجع بشكل طفيف أمام الدولار، وبنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.3287، ليستمر في التراجع الذي شهده في الجلسات الأخيرة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد صرح يوم أمس الخميس أن هنالك "احتمال قوي" لأن تفشل بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاقية تجارية. ويأتي هذا التصريح من طرف جونسون بعد يوم واحد من العشاء الذي جمعه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير والذي أنتهى بتأجيل اتخاذ "قرار حازم" بشأن مستقبل الاتفاقية التجارية حتى يوم الأحد. وكانت فون دير لاين قد قامت باطلاع القادة الأوروبيين على ما جرى بينها وبين جونسون، في اجتماع القمة الأوروبية، والذي جرى أمس الخميس.
وكان الجنيه الإسترليني قد تراجع بما يقارب 1٪ حتى الآن هذا الأسبوع، بسبب هذه التطورات السلبية، وتضائل احتمالات الوصول إلى اتفاقية تجارية بين الطرفين الذين يزيد حجم التجارة الدولية بينهما عن تريليون دولار سنوياً. وفي تقرير أعده بهذا الخصوص، قال المحلل أندرياس ستينو لارسن من بنك (نورديا): "هنالك حالياً مأزق في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن الصعب تخيل إبرام صفقة دون أي يكون هنالك مسبب خارجي".
وبالنسبة لليورو، فلقد انخفض بشكل طفيف أمام الدولار، وبنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.2129، ويبقى على مسافة قريبة من أعلى مستوى له في عامين ونصف، والذي كان قد سجله في وقت متأخر من الأسبوع الماضي عند 1.2177.
وكان البنك المركزي الأوروبي ECB قد أعلن في ختام اجتماعه الذي جرى يوم أمس، كما كان متوقعاً، عن توسيع حجم ومدى برنامج التحفيز الخاص به المسمى برنامج شراء الأصول الطارئ الوبائي، أو اختصاراً PEPP. وأضاف البنك 500 مليار يورو (نحو 605 مليار دولار) إلى حجم البرنامج، ليصبح 1.85 تريليون يورو، كما قام بتمديد المدى الزمني للعمل بالبرنامج، لمدة 9 أشهر، حتى نهاية الربع الأول من عام 2022.
وفي المؤتمر الصحفي الذي تبع إعلان القرار، قالت رئيسة البنك كريستين لاغارد أن سعر صرف اليورو لم يكن مستهدفاً خلال اجتماع السياسة النقدية الذي جرى أمس.
وتعليقاً على قرار البنك، قال المحلل بيتر كرباتا من بنك ING في تقرير أصدره للعملاء: "باختصار، لم يبالغ البنك المركزي الأوروبي فيما فعله، ولم تكن مجموعة الإجراءات الجديدة قوية بما يكفي لتتفوق على الديناميكيات الهبوطية القوية للدولار الأمريكي. سيكون هناك المزيد من الاتجاه الصعودي لزوج اليورو/دولار. نحن نستهدف مستوى 1.25 في عام 2021، مع وجود احتمالات قوية للصعود إلى 1.30".
ومن أخبار العملات الأخرى، سقط الليرة أمام الدولار بنسبة 1٪، ليتداول الزوج عند 7.9661، بعد أن تضررت العملة التركية من تسجيل عجز في الحساب الجاري، للشهر الحادي عشر على التوالي، في حين بلغ العجز في أخر 12 شهراً 33.8 مليار دولار، ارتفاعاً من 30.8 مليار دولار في الشهر السابق.