Investing.com - كانت من بين أكثر عملات الأسواق الناشئة اهتزازا خلال العام الماضي 2020، فبعدما سجلت أسوأ مستوياتها على الإطلاق، استعادت توازنها بعد تغييرات سياسية ومالية دراماتيكية.
ويبدو أن دراماتيكية الأحداث في الساحة التركية لم ولن تتوقف، فبعد أحداث الانقلاب الفاشل، والذي تلاه تصاعد حدة الخلافات بين تركيا وجيرانها وحلفائها، قرر الرئيس التركي أن يضع تركيا في اختبار جديد.
جنون إلغاء القرارات بين بايدن وترامب يطال تلك الدولة الخليجية
حيث يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إجراء تعديلات دستورية لاتزال في طور المفاوضات والإعداد على حد وصفه.
من الأسوأ إلى الأفضل
وقلصت الليرة التركية خسائر العام الماضي 2020 لتنهي العام بخسائر بلغت نحو 20% مقابل 35% في أكتوبر الماضي بعد موجة عنيفة من التراجعات.
ونجحت الليرة التركية في تعويض جانبا من خسائرها في الشهرين الأخيرين بفضل توقعات لنهج تقليدي بدرجة أكبر في ظل محافظ للبنك المركزي ووزير مالية جديدين.
ومع بداية العام تعهد البنك المركزي التركي بتشديد السياسة النقدية لفترة طويلة لتعزز الليرة مكاسبها منذ بداية العام الجاري 2021 إلى نحو 5%، لتصبح بين أفضل عملات الأسواق الناشئة أداء مقابل الدولار منذ بداية العام.
وزادت الليرة التركية أكثر 1% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء وبلغت الليرة 7.1150 للدولار مرتفعة من إغلاق عند 7.1970 أمس الإثنين.
عاجل: خطة تحفيز جديدة من الجمهوريين وتوقعات بنمو الاقتصاد الأمريكي
تعديل دستوري
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حزبه العدالة والتنمية وحلفاءه القوميين قد يبدأون العمل على صياغة دستور جديد وذلك بعد أقل من أربع سنوات من تعديل الدستور السابق منحه سلطات واسعة.
ووافق الأتراك على تعديلات دستورية عام 2017 قادت البلاد للتحول من نظام برلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي على الرغم من ردود الفعل العنيفة من جانب أحزاب المعارضة والمنتقدين.
عجائب العملات المشفرة: تلك العملة تقفز 3 أضعاف و بتكوين تكافح
وتم انتخاب رجب أردوغان رئيسا بموجب النظام الجديد عام 2018 بسلطات تنفيذية واسعة جعلت من النظام التركي نظام الرجل الواحد وفقا لما وصفه أحزاب معارضة ووسائل إعلام تركية.
جاء ذلك في الوقت الذي دافع فيه حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية عن النظام الجديد بالقول إنه ساهم في سلاسة العمل بأجهزة الدولة.
عاجل: 10 مليارات في دقائق، الريبل انهيار ثم قمة فانهيار، ماذا يحدث؟
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان ربما حان الوقت كي تبحث تركيا مرة أخرى وضع دستور جديد، إذا توصلنا إلى تفاهم مع شريكنا في الائتلاف قد نبدأ الجهود لصياغة دستور جديد في الفترة القادمة.
وأضاف الرئيس التركي أن هذه الجهود ينبغي أن تكون شفافة وتطرح للجمهور، وأنه بغض النظر عن حجم التغيير، ليس من الممكن محو إشارات الانقلاب والوصاية التي غُرست في روح الدستور.
وقال أردوغان أنه يشعر بالإحباط لأن مثل هذه المحاولات تعثرت في السابق بسبب "الموقف المتصلب" من جانب المعارضة الرئيسية.
ما أشبه الليلة بالبارحة، سيناريو يتكرر، فماذا فعل الذهب والدولار وول ستريت؟
توقعات الليرة التركية:
وصلت الليرة التركية لأعلى المستويات مقابل الدولار الأمريكي منذ نهاية أغسطس الماضي، بعد تعهد من البنك المركزي بتشديد السياسة النقدية، وارتفاع النشاط الصناعي.
وتقدمت الليرة التركية عملات الأسواق الناشئة هذا العام، بارتفاع وصل لـ 5% مقابل الدولار، وسط تقدم جهود التطعيمات لإعادة فتح الاقتصاد، بما شجع المستثمرين على المخاطرة برؤوس أموالهم لتحقيق عائد أعلى.
وكانت خطوة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، نهاية العام الماضي، بتغيير كبار مسؤولي البنك المركزي ووزارة المالية، خطوة سديدة لتحسين وضع الليرة التركية.
واستمر اللهجة الصقرية (الأكثر ميلًا لتشديد السياسة النقدية) من محافظ البنك المركزي، ناجي إقبال، حول إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لحين عودة تضخم أسعار المستهلك لـ 14.6%.
وتتوقع المؤسسات المالية العالمية، مثل جولدمان ساكس، مزيد من التقدم لليرة التركية على المدى القصير، مع توقعات بوصولها لـ 7 ليرة لكل دولار. ولكن بنهاية العام يتوقع جولدمان ساكس (NYSE:GS) عودة الليرة التركية لـ 7.98 ليرة تركية لكل دولار.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصناعي، مؤشر هام على أداء الصناعة، لـ 54.4 نقطة، من 50.8 نقطة المسجلة في ديسمبر، وهذه الزيادة الأكبر منذ يوليو الماضي. وأي قراءة أعلى 50 تدل على توسع في النمو.