من دومينيك إيفانز
دبي (رويترز) - قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الاثنين إن الصراع في اليمن يقود البلاد الفقيرة بالفعل صوب كارثة إنسانية.. فنزح عشرات الآلاف من الأسر ويتعرض الكثيرون إلى تهديد المرض وسوء التغذية.
وشهد اليمن وهو أفقر دول شبه الجزيرة العربية اضطرابات على مدى أعوام. ولكن الحرب المستمرة منذ نحو أسبوعين بين مقاتلي جماعة الحوثي والقوات المؤيدة للحكومة المدعومة بضربات جوية تقودها السعودية وضعت ملايين الناس في خطر.
وقال ممثل يونيسف جوليان هارنيس إنه قتل "الكثير الكثير من الأطفال" في القتال. وقصفت المستشفيات واحتل المقاتلون المدارس.
وهدد نقص الوقود بتعطيل برامج تطعيم الأطفال التي تتطلب حفظ اللقاحات في ثلاجات. كما توقف توزيع المساعدات المالية من جانب الحكومة على الثلث الفقير من السكان.
وفي الوقت نفسه ارتفعت تكلفة المياه حيث صار تشغيل المضخات لجلب المياه أكثر تكلفة. وزادت أسعار المواد الغذائية الشحيحة مع تراجع دخول الناس.
ومن بين تداعيات النزوح الكبير للناس والأسر من المدن الأكثر تعرضا للدمار تدهور الوضع الصحي واحتمال انتشار المرض.
وقال هارنيس لرويترز "نحن نسير بخطى متسارعة نحو كارثة إنسانية."
وتحاول يونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال شحنات معونة جوا إلى اليمن يوم الثلاثاء لبدء معالجة الأوضاع الشديدة السوء. ولكنهما تقولان إنهما وجدتا صعوبات في الحصول على موافقة من التحالف الذي تقوده السعودية وفي العثور على طائرات يمكنها التوجه إلى منطقة الصراع.
وتابع هارنيس في اتصال هاتفي من الأردن "تركيزنا الأساسي سيكون المياه والنظافة و(المعونة) الطبية."
* الأطفال المقاتلون والضحايا
تقول يونيسيف إن 62 طفلا على الأقل قتلوا في الأسبوع الأخير من مارس آذار في اليمن. وقال هارنيس إن ذلك الرقم من المرجح أن يكون الآن "أكثر بكثير جدا."
ويعود ذلك لأسباب ربما يكون من بينها ارتفاع نسبة الأطفال الذين يقاتلون في صفوف كثير من الفصائل المسلحة اليمنية.
وتابع هارنيس إن تجنيد الأطفال متفش في اليمن وقال "كل الجماعات التي تميل لكونها قبلية بصورة أكبر.. ثلثها من الأطفال."
وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن إجمالي عدد القتلى من أسبوعين من القتال في اليمن هو أكثر من 500. وقال مقيمون وشهود عيان لرويترز إن عشرات آخرين قتلوا منذ ذلك الحين بينهم 60 شخصا قتلوا يوم الاحد في معارك من أجل السيطرة على منطقة المعلا في مدينة عدن الجنوبية.
وشهد وسط عدن بعضا من اسوأ المعارك حيث اشتكى الأهالي من أن المياه والكهرباء قطعت عن بعض الأحياء لمدة أيام.
ورأى مراسل لرويترز في المدينة شاحنة نفايات تقل نحو عشر جثث مكومة فوق بعضها البعض ومتوجهة نحو واحد من مستشفيات المدينة.
وفي العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون شهد الأهالي اندلاع معارك أيضا. فقالت جماعة حقوقية محلية إن 29 مدنيا قتلوا في ضربة جوية بالقرب من المطار في أول يوم من الحملة التي قادتها السعودية.
وعلى المدى البعيد يهدد القتال بتبديد المكاسب التي حققها اليمن في المجال الصحي والتعليمي على الرغم من الفوضى السياسية التي تشهدها البلاد منذ احتجاجات عام 2011.
وقال هارنيس "نحن نتوقع الوصول إلى ذروة في أزمة سوء التغذية."
وأضاف أن اليمن "ليس به موارد نفطية كما في العراق. وليست لديه البنية التحتية كما في سوريا. لذا فهو مجتمع ضعيف للغاية.. وفوق هذا كله أضيفت طبقة من القتال الكثيف في الجنوب والقصف وتدمير البنية التحتية في الشمال."