بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح ثاني جلسات الأسبوع بمكاسب مشجعة، لتتعافى إلى حد ما بعد الخسائر المؤلمة التي تعرضت لها يوم أمس الاثنين. ويترقب المستثمرون عدداً كبيراً من تقارير الأرباح للشركات الكبرى، وسط مخاوف من الآثار الاقتصادية لارتفاع عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا.
فعند الساعة 8:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:00 ظهراً بتوقيت جرينيتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 16 نقطة أو ما يعادل 0.5٪. كما تقدمت العقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 104 نقاط أو ما يعادل 0.4٪، والعقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} بـ 65 نقطة، أو ما نسبته 0.6٪.
وتلاشت الآمال بشكل نهائي في الحصول على حزمة تحفيز للاقتصاد الأمريكي قبل الانتخابات، مع فض زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل مجلس الشيوخ حتى 9 نوفمبر، أي حتى يومين بعد الانتخابات الرئاسية. وشكل الجمهوريون في مجلس الشيوخ العثرة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق في الأيام الأخيرة، حيث رفضوا مواكبة دعوات الرئيس ترامب لحزمة أكبر.
من المرجح أن يركز المستثمرون خلال جلسة اليوم على الإصدارات العديدة للنتائج الفصلية للشركات المدرجة في وول ستريت. وضمن هذا النطاق، انخفض سهم إيلي ليلي (NYSE:LLY) بنسبة 4.6٪ في تداولات ما قبل الافتتاح بعد إعلان الشركة عن انخفاض بنسبة 4٪ في أرباحها الفصلية، بعد يوم واحد فقط من الاعتراف بأن علاجها التجريبي بالأجسام المضادة لفايروس كورونا قد فشل في تحقيق النتائج المرجوة.
كما تراجع سهم فايزر (NYSE:PFE) بعد أن أعلنت الشركة أنها لم تكن جاهزة بعد لإصدار بيانات أولية حول تجارب المرحلة الأخيرة لعقارها المضاد لفايروس كورونا. وعلى العكس من ذلك تقدم سهم شركة الأدوية المنافسة ميرك (NYSE:MRK) بنسبة 1.3٪ بعد أن أظهرت البيانات الفصلية أن الشركة تفوقت بقوة على توقعات الأرباح.
وكانت كاتربيلير (NYSE:CAT) في دائرة الضوء كذلك، بعد أن اظهرت البيانات الفصلية تراجع الأرباح بنسبة 54٪، وهو ما جاء أقل قليلاً من التوقعات. ويبدأ عمالقة التكنولوجيا ثري أم (NYSE:MMM) ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) أسبوعاً كبيراً للقطاع، حتى وهم يواجهون تحقيقات متزايدة حول تجاوزات لقوانين مكافحة الاحتكار.
وعلى الأجندة الاقتصادية لليوم، تترقب الأسواق صدور بيانات {{ecl-86||طلبيات السلع المعمرة}}، والمقرر صدورها عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وبالإضافة إلى ذلك، من المقرر صدور بيانات {{ecl-1287||أسعار المنازل}} عند الساعة 9:00 صباحاً، واستطلاع الأعمال الإقليمي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، رفقة مؤشر {{ecl-48||ثقة المستهلك}} الصادر عن الكونفرنس بورد عند الساعة 10:00 صباحاً.
وكانت المؤشرات الفورية جميعها قد أغلقت تداولات يوم أمس الإثنين بخسائر حادة. فلقد أغلق مؤشر {{169|داو جونز}} بسقوط بنسبة 2.3٪ ليسجل أسوأ يوم له منذ بداية شهر سبتمبر. ورافقه {{166|إس إن بي 500}} بخسائر بلغت 1.9٪، و{{14958|نازداك}} بتراجع بنسبة 1.6٪.
وكان الدافع وراء الضعف الأخير في الأسهم يتمثل في المخاوف بشأن عودة ظهور حالات الإصابة بفايروس كورونا بأعداد كبيرة في نصف الكرة الشمالي مع اقتراب فصل الشتاء. ووفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، وصل عدد حالات الإصابة في العالم اليوم إلى أكثر من 43.4 مليون حالة. وكانت كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، قد سجلت أرقاماً قياسية جديدة في أعداد حالات الإصابة اليومية بفايروس كورونا، وتم إعادة فرض القيود على الحركة والنشاطات الاجتماعية والأعمال في عدد من الدول الأوروبية. وتسببت المخاوف من الضرر المتوقع لهذه الإجراءات على الاقتصاد، في إضعاف معنويات الأسواق.
ففي أسبوع واحد فقط، شهدت الولايات المتحدة نحو نصف مليون حالة، مما دفع بعض المسؤولين في الحكومات المحلية وحكومات الولايات إلى العودة عن خططهم بإعادة افتتاح المنشآت الاقتصادية والاجتماعية، حيث بدأ عدد الحالات الكبير يختبر قدرة المستشفيات على الاستيعاب.
وفي أسواق النفط، انتعشت أسعار النفط الخام خلال جلسة اليوم، بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها خلال جلسة الأمس، مثل بقية الأصول الخطرة.
فعند كتابة هذا التقرير، ارتفعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة 0.8٪ لتتداول عند 38.88 دولار للبرميل. وبنفس النسبة، تقدمت العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، لتتداول عند 41.12 دولار للبرميل. وكانت العقود الآجلة لنفط خام غرب تكساس الوسيط، والعقود الآجلة لنفط برنت قد سقطت بأكثر من 3 نقاط مئوية كاملة خلال جلسة تداول الأمس.
وبحسب خدمات الأرصاد الجوية، فإن الإعصار الحادي عشر لهذا الموسم، وهو رقم قياسي، قد أصبح في طريقه إلى منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط. وتتوقع خدمات الأرصاد الجوية أن يصل الإعصار (زيتا) إلى الأراضي الأمريكية يوم غد الأربعاء، وهو ما تسبب في إغلاق منصات الحفر ومصافي النفط في المنطقة استعداداً لوصوله.
ولكن ما هو أهم من ذلك، هو أن الارتفاع العالمي في حالات الإصابة بفايروس كورونا، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، قد قلل من حماس المستثمرين تجاه النفط، مع نُدرة المؤشرات على حدوث انتعاش اقتصادي عالمي في أي وقت قريب. وارتفعت الحالات في الولايات المتحدة بشكل خاص، خصوصاً الولايات الواقعة في منطقتي الحزام الشمسي والغرب الأوسط.
وعلى جبهة البيانات، يترقب المستثمرون أرقام {{ecl-656||المخزون}} التقديرية التي يتضمنها التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأمريكي API، والمقرر صدوره كالمعتاد عند الساعة 4:30 من مساء اليوم الثلاثاء بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما للحصول على أرقام المخزون الرسمية، فيجب على الأسواق انتظار تقرير إدارة معلومات الطاقة EIA، والمقرر صدوره، كالعادة، يوم غد الأربعاء.
وكانت بيانات (غاسبادي) قد أظهرت أن الطلب الأمريكي على البنزين قد أنخفض بنسبة 0.5٪ الأسبوع الماضي.
وفي أسواق المعادن الثمينة، تراجعت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 0.1٪ لتتداول حول مستوى 1,905 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد ارتفع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1828.