تقدّم الدولار الأميركي طوال ستّة أسابيع متتالية. يمثّل ذلك أكثر ارتفاع متّسق للعملة منذ فبراير من العام المنصرم. في حين يعتبر تحرّك الدولار هذه المرّة أكثر انفصالاً وأقلّ زخمًا من سابقاته، مع ذلك يثير الإتّساق الموجود الإعجاب. يجب على التّجار القلق من إمكانية توسّع الإختلاف الى المدى الأكبر للإتّجاه الأوسع نطاقًا. بالنظر الى خلفية الدولار، قليلة هي المحفزات الأساسية التي نتوقع أن تؤدّي عادة الى ارتفاع العملة. من دون تحوّل في شهيات المضاربة، تزايد كبير في توقعات السوق أزاء معدّلات الفائدة أو هبوط ملموس في العملات الرئيسية الأخرى؛ من المحتمل أن يتوقّف تسارع الدولار الصعودي.
في حين أظهر الأسبوع السابق عدد من التحرّكات الكبيرة للمعايير (الدولار، ستاندرد آند بورز 500 وأزواج الين)، لا يزال من الصعب الحفاظ على عملية تنمية الإتّجاه وسط مناخ من الشعور بالإرتياح والرضا. والإفتقار الى الإقتناع لا يزال يشكّل أكثر الأصعدة عالمية للنظام المالي. المثال الأبرز على ذلك: اعتبارًا من بلوغ أس أند بي 500 ذروات تاريخية جديدة، فشلت السوق في تجاوز 2 مليار سهم للأسبوع.
لذلك في حال كان هنالك افتقار للمحفزات التي تقود الأسواق، لماذا تقدّمت الأسهم الأميركية والدولار بهذا الشكل في الآونة الأخيرة؟ على صعيد المؤشر، المحفز كان التخمينات. فتزايد المخاطر في النصف الأوّل من الشهر وفر للتّجار فرصة جديدة لتحقيق مكاسب قريبة الأجل لطالما تبقى التذبذبات متدنّية. منذ ذلك الحين، أخذت تلك المخاطر بالتلاشي وبدأت المكاسب الإضافية تعتمد على تطوّر اتّجاه حقيقي. كما ترجمت الإنخفاضات التي شهدتها العملات الرئيسية- اليورو والاسترليني والين- بأرباح على صعيد نظيرها الأكثر سيولة. مرّة جديد، يتطلّب التقدّم اعتبارًا من هذه المرحلة المزيد.
على صعيد الأسبوع القادم، الحاجة الى محفز فاعل هي أكبر. يحتاج الدولار\ين الى شهية مضاربة متينة لكي يتقدّم؛ زوج الاسترليني دولار هوى طوال سبعة أسابيع (سلسلة التراجع الأكبر في عقود)؛ وانخفاض النيوزيلندي\دولار وضع الدولار النيوزيلندي في وضع حرج. بالنسبة الى أكثر الأزواج سيولة، يستطيع اليورو\دولار الحدّ من مكاسب الدولار، ولكن ليس هنالك وقود كافٍ لتعزيز هذا المحفز.
يعتبر نفور المخاطر الذي لطالما يرسّخ دور الدولار كملاذ آمن بمثابة مرشّح قويّ. علاوة على ذلك، تبرز جاذبية العملة في خضمّ هذا الموضوع الذروة فقط عندما تكون الحاجة هي السيولة- وليس فقط جني الأرباح. من المحتمل أن تتراجع الأسهم الأميركية، بعد أن تلاشت المخاطر هذا الأسبوع؛ ولكنّ الإقتناع الضروري لكي يختبر هذا الإتجاه تحوّلاً كاملاً قد يكون أكبر من قدرة مستويات المشاركة في السوق.
وكما كانت عليه الحال لبعض الأشهر، يتمثّل مصدر قوّة الدولار بإرتفاع توقعات معدّلات الفائدة. في حين تشير التوقعات الى إعلان أوّل زيادة للمعدّلات منتصف العام 2015، الأسواق مستعدّة لما هو أبعد بكثير.
حتّى توقعات بنك الاحتياطي الفدرالي حيال توقعات المعدّلات نهاية العام 2015 والعام 2016 (1.12 و2.50% تباعًا) قابلتها الكثير من الإنتقادات من قبل السوق (0.72 و1.70%). لم تستطع الخطابات غير المرتقبة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي- والرئيسة يلين- إقفال الهوّة هذا الأسبوع. من الممكن أن يستطيع جدول هذا الأسبوع تقليص تلك الهوّة بين قراءات الأنشطة الاقتصادي والإسكان والثقة. مع ذلك، يتمثّل الحدث الأبرز بمؤشر إنفاق الإستهلاك الشخصي الذي سيتبلور يوم الجمعة- وهو قراءة التضخم المفضّلة لدى بنك الاحتياطي الفدرالي. في حال فشلت هذه المسألة في التطوّر، سيتوقّف تقدّم الدولار أو حتّى ستتراجع العملة الأميركية.