البيانات الاقتصادية المشجعة القادمة من الصين ما هي إلا سبب آخر للتوقعات باستمرار الارتفاع في عملات الأسواق الناشئة. هناك عوامل أخر تتضمن وجهة النظر المسيطرة بشأن مسار ضحل لسعر فائدة بنك الاحتياطي الفدرالي (إلى جانب السياسات التيسيرية الأوسع نطاقا للبنك المركزي)، والتعافي في العديد من البيانات الاقتصادية لبلدان السوق الناشئة منذ ربع السنة الثالث والتحسن المستمر في أسعار السلع الأساسية. نتيجة لذلك، كان هناك إقبال كبير على قروض السوق الناشئة حيث يواصل رأس المال البحث عن عوائد ولا يزال الاقتصاد الكلي الوجهة المفضلة. من جانب آخر، سوف تكون استدامة هذا الارتفاع عما قريب مثار تساؤلات حيث أن جزءاً من هذا الارتفاع كان جراء التحسنات التي شهدتها جبهة الاقتصاد المحلي بسبب ضعف العملة. لطالما كان المنطق الأساسي وراء هذا الارتفاع في السوق الناشئة مثار تساؤلات. هناك احتمالية تتمثل في أنه وعلى خلفية الضعف الاقتصادي العالمي، التحسن الذي طرأ على البيانات ما هو إلا خلاصة محضة لضعف العملة. لذلك، فإن أداءً أكثر قوة للعملة من الممكن أن يقف عائقاً أمام هذا الوضع الواعد في الوقت الحالي.
في ظل البيئة الحالية نحن لا نزال متفائلين بشأن البيزو المكسيكي. على ما يبدوا أن الأوضاع المحلية الضعيفة قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ السنة الماضية. أشارات البيانات الأسبوع الماضي إلى انخفاض في الإنتاج الصناعي بنسبة 0.1% على أساس شهري، في قراءة جاءت أعلى من التوقعات إلى جانب توسع إيجابي في قطاع التصنيع. أشارت القراءة إلى أن ذلك التدهور لم يدم طويلاً وكان مرتبطاً بالتراجع في قراءات مؤشر مديري المشتريات (PMI) الخاصة بالولايات المتحدة. المكسيك في طريقها نحو تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي (GDP) بنسبة 2.3% في 2016 حيث لا يزال الطلب المحلي مرناً. على صعيد الحكومة، أوضح البنك المركزي المكسيكي عن تخصيص 239 مليار بيزو مكسيكي (13.6 مليار دولار أمريكي) من الفوائض المالية للحكومة الفدرالية لاستغلالها في تخفيف الدين العام في ضوء انخفاض عوائد النفط. هذه الحركة من شأنها أن تساعد في دعم ثقة المستثمر في أعقاب تخفيض وكالة مودي للتوقعات الخاصة بالتصنيف الائتماني للدين السيادي المكسيكي إلى سلبي من مستقر بسبب ضعف النمو الاقتصادي والهشاشة في القطاعات المالية العامة. على صعيد آخر، السبب الأكثر أهمية وراء شراء البيزو المكسيكي هو الارتباط المستدام بين النفط والبيزو. في غياب التوقعات بالتوصل إلى اتفاق في اجتماع الدوحة، فإن التخفيضات المستمرة على الإنتاج العالمي وضعف الإنفاقات الرأسمالية من شأنها أن تسمح لأسعار النفط بالاستمرار في منوال الصعود. باتت وجهة نظرناً بأن مزيداً من العرض ربما يدخل على الخط سريعا مع الارتفاع في الأسعار ضعيفة، حيث أن الحصول على الائتمان أصبح أمراً أكثر صعوبة. سوف يستهدف المتداولون بزوج الدولار الأمريكي مقابل البيزو المكسيكي (USDMXN) مستوى الدعم عند 16.50