هل يمكن استخدام العملات المشفرة في حياتنا اليومية؟

تلقى العملات المشفرة رواجا على مستوى عالمي. ويتجه عدد من الشركات نحو دمج العملات التكنولوجية في الاتجاه السائد للاقتصاد. وتعمل هذه الشركات على استخدام هذه العملات المشفرة لإتمام عمليات الدفع والسداد، لتسهيل شراء الاحتياجات اليومية.

وأعلنت شركة مثل BitPay ومقرها أتلانتا عن إصدارها كروت فيزا (NYSE:V)مدفوعة مقدما. كما أن شركة BitPay وشركة LitePay ومقرها سان فرانسيسكو، أُنشئتا خصيصا لتسهيل عمليات الدفع باستخدام (بتكوين )ولايتكوين. فتعمل هذه الشركات على تسهيل قبول التجار والمحلات للعملات المشفرة كوسيلة للدفع بدل من العملات التقليدية الحكومية.

يمكن باستخدام كارت فيزا من BitPay لإتمام عمليات الدفع كما تستخدم الفيزا مقدمة الدفع التقليدية.

ومن المنتظر أن تطلق LitePay نظام الدفع الخاص بها هي الأخرى، ولكن تأخر وقت الطرح وذلك بسبب "انتكاسات". ورغم ما يقوله البيان الذي أصدرته الشركة بأن بطاقة الدين الخاصة بالمستخدمين كان من المقرر أن تخرج للسوق الأثنين الماضي. ووفق موقع Inverse.com زعمت LitePay أن بطاقات الدين الخاصة بالمستخدمين لا تزال في الانتظار. وألقت هذا الأنباء بثقلها على العملات الرقمية، ودفعتها للأسفل.

ونرى بأن باي بال قد وقعت مؤخرا على براءة اختراع لنظام جديد، هذا النظام هو"نظام تسريع معاملات العملات الافتراضية". وحدد هذا النظام الجديد بتكوين كوسيلة دفع وسداد.

ووفق ما يقوله شون غاردنر فإن البنوك المركزية وقطاع أنظمة الدفع والسداد مثل باي بال ستستفيد من تكنولوجيات العملات المشفرة وسلسلة الكتل، دون أن تحتضن تكنولوجيا اللامركزية بالكامل؛ وشون جاردنر هو الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي Emanate، وهي تعاونية فنية تعتمد على سلسلة الكتل EOS. وبهذا سيستمر الانقسام الحادث بين قادة النظام الحالي، ورواد النظام الجديد، ويقول:

"اعتقد أن تكنولوجيات جديدة مثل السلاسل الجانبية، والمعاملات خارج السلسة ستساعد كثيرا في زيادة سرعة شبكات العملات المشفرة. ولكن تظل لدينا مشكلة التقلبات، والتي تساعد في سرعة تبني العملات المشفرة ونموها عن طريق استثمار المضاربة."

ويعد إحلال المحفظات الرقمية والهواتف الذكية محل بطاقات الثقة، أحد الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لزيادة الشعبية، ولتقليل نفقات إتمام المعاملة.

جونثان ألكسندر، هو: مؤسس، ومدير مشروع Netvote، وهي شبكة تصويت لا مركزية مبنية على سلسلة كتل إيثيريوم، يشرح لنا ألكسندر:

"من المحتمل أن تحل الهواتف الذكية والمحفظات الرقمية محل بطاقات الثقة "كريديت كارد"، وذلك في غضون السنوات الخمس القادمة. وبميل المستخدمين نحو المحفظات سيساعد ذلك بتكوين. طرح (NYSE:Square ) محفظات رقمية، وتعمل (NASDAQ:باي بال) الآن على ذلك. وأعلنت Coinbase المحفظات الرقمية وتطبيقات الهواتف الذكية كأحد النقاط الأساسية في استراتيجيتها.

سيساعد هذا الأمر الدول النامية. وستدعم محفظات وتطبيقات الهواتف الذكية أمور عدة بخلاف العملات الرقمية، فعلى سبيل المثال ستدعم: رخص القيادة، بطاقات هوية التأمين الصحي، بطاقات الهوية الحكومية، وحتى عمليات التصويت في الانتخابات، كافة تلك الأمر ستتم عن طريق الهواتف الذكية والعملات المشفرة. وسينتج عن ذلك توفير قدر كبير من التكلفة التي كانت تستخدمها تلك الأمور، وستزيد أيضا من أمن المستخدم."

احذر من العوائق التقنية:

يحذر جي بي ثور من مشكلة رئيسية في العملات المشفرة، ألا وهي العائق التقني الكبير الذي يمنع الدخول، هذا بالإضافة إلى جهل المستخدمين بطريقة الاستخدام الآن. ويرى ثور بأن الحل لتلك المشكلة هو توفير تجربة سلسلة وبسيطة للمستخدم، وذلك لكي يتمتع بفوائد العملات المشفرة وشبكتها دون أن يتعرض لنوع من التعقيد التقني. جي بي ثور هو: الرئيس التنفيذي ل CanYa، وهو سوق يوجد على شبكة سلسلة الكتل، يوفر خدمات.

يوآف درور هو الرئيس التنفيذي لPumaPay، وهي منصة دفع وسداد على شبكة سلسلة الكتل، توفر ميكانيكيات دفع لمنتجات التجارة الإلكترونية. ويشير درور إلى تعدد المحاولات الرامية إلى دمج تكنولوجيات الدفع باستخدام العملات المشفرة في الحياة اليومية، ولكن الأغلب يركز على بتكوين، وهكذا فهذه المحاولات هي ركض عكس تيار حدود شبكات البلوكشين الخاصة بالعملة. فنرى بأن الوقت اللازم لتأكيد معاملة واحدة باستخدام سلسلة الكتل الخاصة ببتكوين يمكن أن يصل إلى ساعة.

ويحذر درور من مشكلة الرسوم المرتفعة، كما يوجد مجموعة أخرى من المشاكل التي يجب النظر بشأنها، ويقول:

"وتشير BitPay -أحد مزودي خدمة الدفع باستخدام بتكوين- إلى أن المعاملات التي تتم على شبكة بتكوين لا تقوم BitPay بتأكيدها أو التحكم فيها. ولكن من يتحكم في تلك المعاملات هم الأشخاص العاملين على تعدين بتكوين على "الكتل" ثم يقومون بإضافة تلك الكتل إلى شبكة "سلسلة الكتل" الخاصة ببتكوين (اي سجل العمليات المتشارك). وعندما تتم إضافة المعاملة إلى الكتلة، بعد إضافة 6 كتل قبلهاـ تعد هذه العملية منتهية.

وإليك معادلة حسابية بسيطة: تعدين كتلة واحد يتطلب 10 دقائق، إذن 6 كتل تتطلب ساعة، ولا يتوافق هذا مع عمليات الدفع اليومية."

ومن الضروري أن تلاحظ أن الرسوم المفروضة على كل عملية ما زالت مرتفعة، والمستهلك هو من يدفعها. وتعرف الرسوم المدفوعة مقابل معاملات بتكوين ب "رسوم المُعدِن"، وتستخدم لتحفيز المعدن على تأكيد العملية.

ويقول درور بأنه إذا كنت ترغب في إتمام المعاملات الخاصة بك سريعا، عندها سيتوجب عليك دفع مزيد من "رسوم المُعدِن". والآن الرسوم تعادل حوالي 20 دولار، ويعد هذا مرتفع جدا لعمليات الدفع الصغيرة، وللتعاملات اليومية.

هل هناك أي وسيلة لإصلاح هذا الأمر؟ يجيب درور عن السؤال:

"من الواضح انه يلزم وجود طريقة جديدة لدمج عمليات الدفع باستخدام العملات المشفرة في الحياة اليومية. ويتعين كذلك أن تكون ضمن الجيل الجديد من سلسلة الكتل، جيل يضمن: معالجة فورية للمعاملات، ويخفض من الرسوم إلى أن تصل إلى الصفر تقريبا.

والحل الناجح لاستخدام العملات المشفرة في الدفع، يجب أن يدعم مجموعة من السيناريوهات التي تحدث في عمليات الدفع اليومية، مثل: الدفع المتكرر، الدفع لقاء الاستخدام، تسجيل الدين المباشر، المدفوعات المتشاركة (مثل العمولات، وغيرها)، والتي كان من المستحيل أن تتم على شبكة سلسلة الكتل من قبل."

ثورة كبرى

ويشرح الدكتور آشر إدان مستشار لشركة Yoo-Mi PHA أن السوق على أعتاب ثورة كبرى في فضاء العملات المشفرة، والتي ستصبح جزء من الاقتصاد العام:

"لا يقتصر الأمر فقط على عدد من البنوك الكبرى التي قررت بناء سلسلة الكتل الخاصة بها، إلا أنه يوجد عدد كبير من الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا تعمل على تغيير نماذج الأعمال الحالية لتحويلها من نموذج "اقتصاد المُنتِج" إلى "اقتصاد المستهلك"، فيستخدمون العملات المشفرة لكل الأسهم ذات الفائدة أو التي بدون فائدة."