تكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوكشين) تغير وجه قطاع الخدمات المالية

تقف شركات الخدمات المالية العملاقة على حافة اضطراب كبير سيتسبب في زعزعتها. يأتي هذا الاضطراب من التكنولوجيا التي تعتمد عليها العملات المشفرة مثل: (بتكوين )، إيثيريوم، وريبيل. وفي واقع الأمر لا تمتلك تلك الشركات التقليدية سوى أمرين لا ثالث لهما: الأول أن تدخل ركاب التطور، والثاني أن تتخلف وتموت.

ويتوازى حاليا أمران: الأول هو تبني بعض الشركات لتكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوكشين)، وما يزال هذا التبني في مراحله الأولى، ولكن يأتي الأمر الثاني وهو عدم توقف التكنولوجيا عند الحد الذي وصلت إليه، فما تزال هناك محاولات من الشركات التكنولوجية لتطوير تلك التكنولوجيا الجديد. ولا تضمن أي شركة البقاء، إذا لم تستخدم تكنولوجيا الأموال الذكية الجديدة التي على وشك إحداث ثورة في القطاع.

وتكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوكشين)، عبارة عن دفتر حسابات لا مركزي، تعمل على تسجيل كافة البيانات في الوقت نفسه من خلال العقد المتواجدة على شبكتها. ولا يمكن محو أي بيانات مسجلة، وهذا يعني أن على شبكة سلسلة الكتل ستتواجد كل عملية تم القيام بها. وتذكر تقارير من وكالة التقييمات Moody تفيد بأن سلسلة الكتل ستغير وجه العديد من الصناعات.

ولا ريب في أن تكنولوجيا البلوكشين تشكل تهديدا على المدى الطويل للعديد من قطاعات الأعمال، ولكننا في هذا المقال سنركز على قطاع المال. إذن ماذا تفعل شركات الخدمات المالية لتتمكن من استخدام قوة سلسلة الكتل؟

غرف المقاصة المالية والبلوكشين

تلعب غرف المقاصة دورا هاما في المجتمع المالي، فهي تعمل كوسيط بين بائعي ومشتري الأدوات المالية. فغرف المقاصة مسؤولة عن تسوية عمليات التداول، وتسجيل بيانات العمليات.

وأعلنت شركة المقاصة الأمريكية وموقعها نيويورك DTCC في مطلع يناير 2017 عن تعاونها مع آي بي إم، وAxoni: وهي شركة تكنولوجيا يتركز عملها على الأسوال الرأسمالية، وكذلك شركة R3 وهي شركة تكنولوجيا لقواعد البيانات الموزعة. وجاء التعاون بين شركة المقاصة وبين المؤسسات الثلاث لتحقيق خطة DTCC لإعادة هيكلة منصتها الخاصة بمستودع بيانات التداول. وترغب الشركات بالتعاون مع شركات التكنولوجيا تلك في توفير تكنولوجيا دفتر الحسابات الموزع، وذلك لإدخال المزيد من التحسينات على عمليات ما بعد التداول. وبذلك تتحرك أكبر غرفة مقاصة على مستوى العالم وأكثرها شهرة نحو استخدام تكنولوجيا سلسلة الكتل.

وصرح الرئيس التنفيذي ل DTCC، مايك بودسون في مقابلة مع Trak.in بأنه "ماتزال تكنولوجيا دفتر الحسابات اللامركزية في مراحلها الأولى، ولا تقدم فائدة كبيرة لDTCC. وزعم أن العديد من مزودي خدمات دفاتر الحسابات اللامركزية يعملون مع DTCC لتقديم حلول تكنولوجيا لزيادة فاعلية التكنولوجيا الجديدة. ويوجد الآن عدد من الشركات التي تحاول تجربة دفتر الحسابات اللامركزية من ضمنها: (NYSE:سيتي جروب إنك)، (NASDAQ:اٍنتل ).

البنوك تتبنى سلسلة الكتل

تستمر تكنولوجيا سلسلة الكتل في اجتذاب الشركات والبنوك وغيرهما من مؤسسات قطاع الدفع والسداد. ويعمل الآن عدد من البنوك على عملة التسويات المصرفية USC، وتهدف مؤسسات بنكية مثل: (NYSE:يو إس بي)، (NYSE:دويتشي بانك )، (MC:سانتاندير )، ومعهم بنك نيويورك ميلون على خلق عملة رقمية تستخدم في الأسواق المالية. يكون الغرض منها هو توفير وسيلة أكثر يسر لعمليات التسوية بين البنوك، والاستغناء عن الوسطاء بين البائع والمشتري. وانضم مؤخرا للمبادرة مجموعة من البنوك مثل: (NYSE:باركليز )، (NYSE:إتش إس بي سي)، (NYSE:ستيت ستريت )، (NYSE:كريديت سويس).

ويرأس يو إس بي مباردة هذا المشروع منذ 2015. واطلق البنك في سبتمبر 2015 لأول مرة ما يعرف ب USC. وجاء ذلك بالتعاون مع شركة سلسلة الكتل الكائنة في لندن Clearmatics.

وجمعت R3 التي تتعاون مع غرفة المقاصة DTCC مجموعة تمويلات من قطاع شركات معروفة في قطاع المال مثل: ولز فارجو، إي إن خي، بنك أوف أمريكا، وكذلك إنتل. وكان الغرض من تلك التمويلات هو تطوير منصة Corda، وهي وسيلة جديدة لتسجيل وإدارة التعاملات المالية بين المنظمات المضبوطة بضوابط تنظيمية.

شركات إدارة الأسهم الخاصة ترغب هي الأخرى في استخدام تكنولوجيا سلسلة الكتل:

وترغب أيضا شركات الخدمات المهنية متعددة الجنسيات في استخدام تطبيقات تكنولوجيا سلسلة الكتل، منها أحد أكبر 4 شركات محاسبة في العالم Ernst & Young. ويشير انجوس تشامبيون دي كريسبيني رئيس استراتيجية خدمات البلوكشين المالية لشركة إي واي، إلى أن شركات إدارة الأسهم والمحاسبات الخاصة تعمل منذ عدة سنوات على البحث عن تطبيقات لتكنولوجيا سلسلة الكتل يمكن أن تفيد عملائها، ويقول:

"في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ تزايد الاهتمام بالعملات المشفرة والأصول المشفرة، وبدأ عملائنا يرغبون في معرفة وجهات النظر المختلفة حول التغيير الذي يمكن أن تحدثه تلك التكنولوجيا الجديدة على سعر السهم. وعلى الرغم من هذا النهم المعرفي، إلا أن قطاع سعر السهم يقترب اقترابا حذرا من التكنولوجيا الجديدة. فتساعد هذه التكنولوجيا في تقليل النفقات في مختلف قطاعات إدارة الأصول."

وعلى الرغم مما يظهره قطاع الخدمات المالية من اهتمام بتطبيقات التكنولوجيا الجديدة ما يزال هذا الأمر في مراحله الأولى. وشدد مؤسس Blockstack منيب علي في تغريدة على أنه ما يزال هناك الكثير للعمل عليه، وما تزال الطريق مفتوحة لتقديم إبداعات وابتكارات جديدة: