ينعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي اليوم، ويعتبر هذا الحدث الأهم والأكثر مخاطرة لهذا الأسبوع. ويرجع سبب الأهمية والمخاطرة إلى: أن هذا اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأول لجيروم باول، كما من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة للمرة الأولى لعام 2018. ومن المطمئن أن رفع الفائدة هذا متوقع، كما تم احتسابه. وارتفع تداول الدولار وذلك على أمل من المستثمرين أن يصحب رفع الفائدة تلميحات إلى التوجه نحو سياسات أكثر قسوة بشأن الفوائد وإلغاء سياسات التيسير. سيكون الحدثان بؤرة الاهتمام هما: المؤتمر الصحفي لجيروم باول، وما يصدره الفيدرالي من توقعات للفائدة ويعرف بـ dot plot. وينتظر عدد من الاقتصاديين الـ dot plot وذلك لمعرفة موقفهم من رفع الفائدة 4 مرات، ولكنه منذ آخر اجتماع للفيدرالي حدثت فوضى في البيانات. فرأينا معدل نمو وظائف قوي، وتسارع في النشاط الاقتصادي، في حين ظلت الأجور ومعدل نمو الانفاق أقل من المتوقع. ونعلم مسبقا من شهادة باول النصف سنوية أمام الكونجرس أنه متفائل، ويرى بأن الرياح التي عاكست اتجاه سفن الاقتصاد الأمريكي تحولت الآن إلى رياح تدفعها للأمام.
لا يقع في مصلحة الاحتياطي أن يلعن في الوقت الحالي عن رفعه للفائدة 4 مرات، لأن الوقت ما يزال مبكرا. يجب عليهم أن ينتظروا ليروا تأثير رفع الفائدة مرتين، وكيف ستتعامل الأسواق معه قبل الشروع في رفعها مرتين أخريين. يمنح هذا الفيدرالي مرونة في التعامل. ويجب الوضع في الاعتبار أن الـ dot plot توضح الآراء الفردية لصانعي السياسات في الولايات المتحددة، وكما نما إلى علمنا فأغلب هؤلاء المتبعين لسياسات الحمائم (لا يرغبون في فرض سياسات متشددة) يدعون الآن إلى رفع الفائدة. وتجعل تلك الأسباب عملية أخذ قرارات التداول صعبة. فنعلم أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع الفائدة، ونعلم أن باول يرى الوضع وردي، ولكننا نجهل التغييرات التي ستطرأ على التوقعات الاقتصادية أو الـ dot plot. ففي حال أظهرت dot plot رغبة الفيدرالي في رفع الفائدة 4 مرات سيخترق زوج دولار أمريكي / ين ياباني مستوى 107، وسيصل زوج اليورو/دولار أمريكي إلى 1.22. ولكن، إذا استقر الفيدرالي على رفع الفائدة 3 مرات فقط هذا العام، سيسقط الدولار، وسيعاني من أكبر خسائره في مواجهة الين أو الاسترليني. وسنرى زوج الدولار/ ين يهبط إلى 105.75 على الأقل، وسيرتفع زوج جنيه استرليني/دولار أمريكي إلى ما فوق 1.41، بينما يخترق زوج دولار أمريكي/فرنك سويسري مستوى 0.9500 بسهولة.
ويأتي إعلان بنك الاحتياطي النيوزيلندي عن السياسة النقدية بعد ساعة من المؤتمر الصحفي للجنة السوق المفتوحة. هبط الدولار النيوزيلندي إلى انخفاض شهري من الفئة c، قبل: انخفاض أسعار منتجات الألبان للمزاد الثالث على التوالي. ألق نظرة على الجدول أدناه، ستجد تحسن وتدهور في الاقتصاد النيوزيلندي. فضعف معدل إنفاق المستهلك، وخفض البنك المركزي من توقعاته لمعدل نمو إجمالي الناتج المحلي، وأكد البنك على اتباعه سياسة الحياد، ولكنه حذر من حدوث انخفاض في التضخم، لأن هذا سيعقبه تخفيض لمعدل الفائدة. وفي أعقاب هذه التصريحات بدأت تصفية للدولار النيوزيلندي. ولا نتوقع أي تغيرات في توجهات سياسة البنك المركزي تحت قيادة نائب محافظ بنك الاحتياطي النيوزيلندي أدريان أورر. إذن في حال لم يذكر الاحتياطي الفيدرالي معلومات حول رفع الفائدة 4 مرات، وأشار بيان بنك الاحتياطي النيوزيلندي إلى ثبات السياسة على ما هي عليه، ستمدد خسائر زوج دولار نيوزيلندي/دولار أمريكي.
شهد الدولار الاسترالي تصفية، ولكن قاوم الدولار الكندي قوة الدولار الأمريكي. وترجع مقاومة الدولار الكندي إلىارتفاع نسبته 2% في أسعار النفط، وتفوق مبيعات الجملة على المتوقع لها. لم تظهر وقائع اجتماع بنك الاحتياطي الاسترالي لشهر مارس التي صدرت مساءا أي جديد. ويرى الاحتياطي الفيدرالي نمو في معدلات البطالة، كما أشار إلى أن معدل التضخم من المتوقع لها أن يتجاوز قدرات البلد هذا العام. وعلى خلفية هذه الأنباء تفوق الدولار الاسترالي في بداية جلسة تداول نيويورك، ولكن خلال اليوم خسر زوج دولار استرالي/دولار أمريكي الأرباح، ووقف تداوله منخفضا لليوم الرابع على التوالي. وتعافى زوج دولار استرالي/دولار نيوزيلندي للمرة الأولى منذ 3 أيام، وتزداد احتمالية تحركه فوق مستوى 1.07.
وسقط اليورو بقوة يوم الثلاثاء على خلفية ضعف مؤشر ثقة المستثمر. كما انخفضت استقصاءات ZEW لكلا من ألمانيا ومنطقة اليورو، ووصلت لأنى مستويات منذ سبتمبر 2016. كما طاردت تعليقات البنك المركزي الأوروبي الحمائمية (تحبذ فرض معدلات فائدة منخفضة وسياسات تيسير) العملة، وسقط زوج اليورو/دولار أمريكي تحت مستوى 1.23، وبالكاد يتمسك بمستوى 1.2250. وفي الواقع، تسببت حركة يوم الثلاثاء في بلوغ العملة الموحدة أدنى مستويات لها في 3 أسابيع في مواجهة الدولار الأمريكي، والآن تقترب العملة من مستوى 1.22. وعلى الرغم من ضعف الجنيه الاسترليني أمام الدولار، فجاء تراجعه متواضعا مقارنة بالعملات الكبرى. تباطأ التضخم في المملكة المتحدة في فبراير، مع اقتراب نمو أسعار المستهلك من نسبة 2.7% على أساس سنوي، بعدما كانت 3% الشهر الماضي. وما يزال الاسترليني مرن رغم هذا التقرير، لأن المستثمرين يأملون أن يأتي بيان السياسة النقدية لبنك انجلترا متبعا لسياسة الصقور (أي يفرض معدلات فائدة عالية).