هي عملية غير سهلةً أبداً ’ تستلزم صبراً ودقة ومعرفةً جيدةً بافضل مستويات الشراء , وهل ستبني حقاً مستويات تدريجية رغم أن هناك صفقات في خسارة , أو أنك ستلجأ الى تفعيل وقف خسارتك ؟ هذا سؤال هام للغاية ولكن حتى بالنسبة للخبراء يكون صعباً اذا لم تكن تعيش السوق يومياً وتتلمس ايقاع تداولاته ومعنوياته التي تتغير بسرعة.
أنا لا أفضل اعطاء نصائح أو املاء شروط , ولكن قبل أي شيء علينا أن نسأل هل أثق فعلاً بهذه العملة حتى أشتريها ؟
دعونا نوضح نقطة ’ عملية وزخم رفع أسعار الفائدة هي ما يجعل العملة قوية أكثر من الفائدة بحد ذاتها , هذا تماماً ماحدث مع مؤشر الدولار الأمريكي الذي بدأ الأرتفاع من بداية 2014 بعد الكلام عن تخفيف شراء الأصول ثو وصلنا الى مستويات قوية قريبة من 103 نقطة قبل أن يتراجع مؤشر الدولار الأمريكي مجدداً الى مستويات 88 نقطة على الرغم من أن قطار رفع الفائدة الأمريكية يمضي بثبات منذ نهاية عام 2016. في بداية تلك المرحلة كانت الأرقام الاقتصادية الأمريكية متباينة جداً , وفيها الكثير من الضعف أحياناً قبل أن تستقر خلال العام الأخير .
مايحدث في المنطقة الأوربية يجدد هذا الكلام . انتبهوا جميعاً ان هناك عدة سنوات فرق بين الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوربي من ناحية شراء الأصول التي بدأها الأوربيين قبل ثلاثة أعوام مع بداية 2015 , بدأت رحلة سقوط اليورو معها. لاينبغي أن ننكر حقيقةً ان الأوربيين تجاوزوا الكثير من العقبات ومع اختلاف الوضع السياسي والاقتصادي والديمغرافي مع أمريكا, يمكنني القول بأن الاقتصاد الأوربي ليس سيئاً بالمرة آخذين تأثيرات الدورة الاقتصادية .
اذا كنا سنشتري عملة , معناه اننا نشتري ثقة بهذا الاقتصاد أو ذاك . لانبحث عن نقاط يومية غير مجدية بهكذا تداولات ضعيفة. اليورو عند أدنى مستوياته في أربع أشهر مقابل الدولار الأمريكي متداولاً عند 1.1965$ . فنياً , التراجع وارد خاصةً اذا كانت ارقام الوظائف الأمريكية اليوم قوية , كما أن معدلات التضخم الأوربية كانت أقل من التوقعات الشهر الفائت عند مستويات 1.2% متراجعاً من 1.3% على أساس سنوي , و 0.7% على أساس شهري متراجعاً من 1% . تراجع اليورو لايقلق ماريو دراغي لكن استقرار العملة وعدم حدوث تقلبات قاسية هو ما يهم . أعتقد أن الأوربيين مازال لديهم زخم اقتصادي لكنه تدريجي وبطئ ومعقد أكثر من الأمريكيين , كما أن دراغي يعرف أنه لن يستطيع دفع المليارات وشراء الأصول الى مالانهاية فقط من أجل أن يحسّن الاقتصاد , هي لعبة وقت فقط.