لم يكن أكثر المتشائمين بمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي (بريكزت) يتوقع أن يستقيل اثنان من وزراء حكومة تيريزا ماي في يومين . الأسماء قد لا تعنينا, ولكن عندما يستقيل شخص كبوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني السابق وهو من صقورهذا الخروج وعرّابيه عندها يكون لهذه الاستقالة تأثير آخر. وحقيقةً ليست العملة البريطانية بحاجة الى مزيد من الأخبار السلبية , يكفيها هذه التحديات والأرقام الاقتصادية التي أظهرت ضعفاً في الأشهر الأربعة الأخيرة. هناك ثلاثة محاورأساسية يمكن لنا أن نأخذها بعين الاعتبار في تداولات الباوند.
أولاً , التطورات السياسية والتي قد تفضي الى خروج تيريزا ماي نفسها من رئاسة الحكومة البريطانية اذا قرر حزب المحافظين ذلك في اجتماعه القادم , ولكن لا أحد يرغب برئاسة حكومة متعبة ولا يريد أحد أن يتحمل مسؤولية الفشل السياسي في هذا الملف المعقد.ان مزيداً من اللغط السياسي والاستقالات هو عامل سلبي للعملة البريطانية , الاستقرار السياسي مايهم وليس فقط الأسماء.
ثانياً , ستتجه الأسواق مجدداً للتركيز على الأرقام الاقتصادية (مبيعات التجزئة, الانتاج الصناعي , التضخم ومعدلات الأجور) وبالتالي اذا نجحت هذه البيانات في تحقيق اختراق ايجابي قد نرى الباوند مجدداً مرتفع , حالياً عند مستويات 1.3235$ .هذا التراجع الذي حصل للباوند يوم أمس لم يكن مرتبطاً الا بالسياسة وبالتالي يبقى الزخم موجوداً للباوند لتحقيق مستويات أعلى .
ثالثاً , من غير المتوقع أن يغير بنك انكلترا في توقعاته أو سياسته النقدية بسبب ما يحصل حالياً . نعتقد بأن مارك كارني محافظ بنك انكلترا يدرك تماماً التعقيدات السياسية وهو أشار الى ذلك سابقاً في عدة مناسبات , وسيكون حكمه على رفع الفائدة مرتبطاً بمدى مرونة الاقتصاد البريطاني وأرقامه التي ستصدر خلال الأسابيع القادمة . لا أحد يتصور أن أي بنك مركزي رئيسي في العالم وخاصة في الدول المتقدمة الرأسمالية يغير سياسته النقدية بسبب استقالة وزير أو فشل حكومي , لاتجري الأمورعلى هذه الشاكلة في البلاد الليبرالية البرلمانية على شاكلة المملكة المتحدة . بالمجمل , نعتقد بأن السياسة حالياً قد تعيق الباوند عن تحقيق مزيد من الارتفاع, ولكن نرى أن هذا التراجع يشكل نقطة دعم جيدة للبناء عليها . اذا كنت عزيزي القارئ ترغب بعمليات تحوط وحماية , يمكنك شراء اليورو مقابل الباوند عندها في حال تراجع الباوند مجدداً مقابل الدولار الأمريكي.