خفف محبو الشوفان من تناول وجبة الإفطار المفضلة لديهم، نظرًا لعودة أسعار العقود الآجلة للشوفان للارتفاع مرة أخرى لمستويات مذهلة دون توافر ما يشرح ذلك الصعود. ومن الجانب المشرق، نرى بأن تحركات السوق على بورصة شيكاغو، من المحتمل ألا تؤثر على أسعار حبوب الإفطار في القريب العاجل، وربما لن تتأثر أسعار الحبوب المعلبة على الإطلاق، حسبما ترشدنا الأدلة التاريخية.
ارتفعت العقود الآجلة للشوفان على بورصة شيكاغو للتداول بنسبة 12% من بداية شهر أغسطس، وتأتي نصف تلك الأرباح التي حققها الشوفان من ارتفاع يوم الاثنين وحده، فبلغ الارتفاع ذلك اليوم 6.7% تحديدًا. ارتفع السوق في 8 جلسات من أصل 9 جلسات تداول، ليتربع الشوفان منذ يوم الجمعة على قمة الأداء الأفضل اليومي على Barchart، والتي تتتبع 60 سلعة وعقد دولي آجل.
وتنوعت الأسباب التي قدمها المحللون لذلك الارتفاع، فأعزى بعضهم الارتفاع إلى المخاوف حول الجفاف الذي يؤثر على جودة وحجم إنتاج الشوفان الأوروبي، والبعض الآخر قال أن الارتفاع بسبب المضاربات حول تأثيرات حرب التجارة بين الصين والولايات المتحدة، والتي ربما تدفع الصين إلى بدء شراء الشوفان من كندا، لتجنب دفع التعريفات على الحبوب الغذائية الأمريكية.
واقترب الشوفان من ارتفاع 5 أشهر، بسبب ذروة يوم الاثنين والتي رفعته إلى سعر 2.6690 دولار للبوشل على بورصة شيكاغو للتداول، وحقق الشوفان أرباح 11% لسنة 2018، بعد ارتفاع مستمر منذ أبريل، ونستثني من ذلك الارتفاع الشهر الماضي. وعلى الرغم من أن القمح يشغل المركز الأول في الأرباح لهذا العام على بورصة شيكاغو، بربح 34%، إلا أن الشوفان تمكن من التفوق على الذرة وفول الصويا، فالذرة ارتفع 6% وفول الصويا انخفض 8%.
ولا يبدو أن المسار المرتفع على وشك الانتهاء في القريب العاجل، فالقراءات التقنية في Investing.com ما زالت تعطي إشارات "شراء قوية". ونرى أن هناك مقاومة واحدة لفيبوناتشي عند سعر 2.75 دولار للبوشل في الاتجاه المرتفع، ويعتبر هذا السعر أعلى من سعر يوم الاثنين بـ 8 سنت. يضع بعض المحللين هدفًا أعلى لـ 3 دولار للبوشل.
هل ما نشهده حاليًا من ارتفاع نتيجة المضاربة وحدها؟
ويذكر شون هاكيت: "لا يوجد أي مؤشرات في التحليلات الأساسية أو التقنية تدلنا على ارتفاع السعر إلى 3 دولار، عدا كوننا لطفاء،" يعمل هاكيت في شركة هاكيت للمستشارين الماليين، ومقرها فلوريدا تعمل في خدمات تحليل الحبوب. ومع عدم وجود أدلة يضيف هاكيت: "يخبرك ذلك حجم تأثير المضاربة على السوق، وأعتقد أن الأمر كله متعلق باحتمالية تحول الصين إلى الشوفان الكندي، لتقليل الاستيراد من الولايات المتحدة."
بيد أن هاكيت يعتقد أيضًا أن "بروتوكول الصحة النباتية" الصارم الذي تنتهجه بكين مع الحبوب المستورد، سيفضي إلى إعاقة دخول الشوفان الكندي للبلد، مما سيؤدي إلى إبطاء سرعة صعود العقود الآجلة على بورصة شيكاغو. على سبيل المثال، بدأت الصين في استيراد الأرز في عام 2001، ولكنها شرعت في إدخال الأرز الأمريكي للأسواق بعد عامين من الموافقة على الاتفاقية.
ومن المذهل أن الشوفان ما يزال من المكونات القليلة في السوق الزراعية الأمريكية، فما يتم تداوله حوالي 25 مليون بوشل فقط على بورصة شيكاغو، في نظير الذرة، والتي يتم تداول 9 مليار بوشل منها.
وبالتالي يسهل على المضاربين تحريك الأسعار للأعلى أو للأسفل، لأن حجم السيولة في التداول قليلة -مقارنة مع غيرها من الحبوب.
لتحركات سعر العقود الآجلة تأثير محدود على الأسعار الحقيقية
يندر حدوث ارتفاعات أو انخفاضات في العقود الآجلة للشوفان على بورصة شيكاغو للتداول من خلال تحركات السوق الفعلية، والتي تحدد حجم ما تدفعه الشركات لقاء المواد الخام، شركات مثل كواكر (من بيبسي كو)، وMcCann's، وTrader Joe. وتتنوع الأسعار الفعلية الدولية من خلال أصل الشوفان، سواء كان كندي، استرالي، ألماني، فنلندي، أو سويدي، وذلك لأن الإنتاج في الولايات المتحدة بالكاد يكفي الاستهلاك المحلي ولا تصدر البلاد أي من إنتاجها المحلي، كما تتحدد الأسعار أيضًا بفصل وتصنيف حبوب الشوفان، فتلك التي تدخل في الاستهلاك الآدمي تختلف عن المستخدمة للحيوانات.
ويذكر تشاك بنير: "العقود الآجلة للشوفان غير مستخدمة على نطاق واسع، فعدد من متداولي السلعة الفعلية لا يتعاملون مع العقود الآجلة، نظرًا لحالة التقلب العالية في أسعارها؛" بنير محلل متخصص في المحاصيل الكندية لصالح شركة Leftfield لبحوث السلع، ومقرها وينيبيغ.
يقول بنير: "متوسط السعر الفعلي للشوفان حوالي 2 دولار للبوشل الآن، وهذا منخفض بمقدار 70 سنت عن العقود الآجلة." "فحتى لو تحركت أسعار العقود الآجلة نحو 3 دولار، لن يكون لهذا تأثير فعلي على سعر الشوفان."
وبينما يتفق مع هاكيت في أن الارتفاع الحالي يعزى إلى المضاربة بالكامل، إلا أنه يعتقد أن ما يدفع المتداولين نحو الشراء هو المخاوف من أن المحاصيل في الوقت الحالي تتأثر تأثرًا كبيرًا بالحرارة في أوروبا، وتلك المخاوف أعلى وأشد من مخاوف بدء تصدير كندا الشوفان للصين.
ويضيف بنير: "ما تغير على مدار الأسابيع الماضية هو الاعتراف بالأزمات التي تواجه المحصول الأوروبي." "عدا عن ذلك، فالطلب والعرض مستقران لحد كبير."