في رائعة هوليود الكلاسيكية "Trading Places"، لعام 1983، يقول راندولف ديوك، الذي يلعب دوره رالف بيلامي: "وهناك سلع أخرى، مثل عصير البرتقال المجمد، والذهب. ولكن بالطبع الذهب لا ينمو على الشجر مثل البرتقال." ويعتقد المتداولون بعد عقود ثلاثة ونصف أن البرتقال سيكون ذهب ينمو على الشجر هذا العام، فالبرتقال قادرة على تحقيق عوائد منتعشة، تفوق عوائد المعدن الثمين، حتى القراءات التقنية تدلنا على قصة مختلفة.
يتربع عصير البرتقالالأمريكي المجمد والمركز في المركز الرابع من بين أفضل العوائد لعام 2018، وذلك من بين 60 سلعة تتعقبها Barchart. وارتفع عصير البرتقال المجمد والمركز المتداول على بورصة نيويورك ما يقرب من 18% هذا العام، بعد سلسلة من الارتفاعات خلال الربع الأول، دعمت تلك الارتفاعات التنبؤات القائلة بأن ولاية فلوريدا، أكبر ولاية منتجة للبرتقال، سيكون انتاجها منخفض لمستويات تقارب 75 سنة ماضية. بيد أنه ومنذ بداية أغسطس بدأ ذلك الشعور المنتعش في الترنح، وذلك بسبب تحسن أحوال النمو في الولاية المدعوة بـ "ولاية الشمس المشرقة".
تدلنا القراءات التقنية على Investing.com، على إشارات "بيع" بالنسبة لعصير البرتقال الأمريكي المجمد والمركز، بعد أن انخفض السوق إلى مستوى أدنى من المتوسط المتحرك لـ 50 يوم، بسعر 1.6391 للرطل، في التداول الإلكتروني، قبل جلسة يوم الأربعاء. وتشير نماذج فيبوناتشي من جهة أخرى إلى دعم قوي عند 1.6353 دولار، لعقود سبتمبر. مما يقترح أننا على شفا مزيد من الانخفاض، بمقدار حوالي 3 سنت من سعر يوم الثلاثاء، عند 1.6640 دولار، قبل بداية التعافي القوي.
ولكن البعض يتحدى تلك القراءات التقنية.
هل يترفع إلى 2 دولار بنهاية العام؟
"ما زالنا في حالة إيجابية نحو عصير البرتقال،" كما يقول جايمس كوردير، مؤسس Optionsellers.com، وهو أحد المخضرمين الذين يتابعون سوق العصائر الأمريكية. "نعتقد أن عصير البرتقال سوف يستكمل الاتجاه إلى أعلى، لينهي العام ما بين 1.90 دولار، و2 دولار للرطل."
يقول كوردير أن تحليله قائم على حالة المحصول في البرازيل، أكبر منتجي الحمضيات، وفي رأيه تعتبر مؤشر أفضل لوضع عصير البرتقال عن العصير الأمريكي.
فيقول: "أوضاع النمو في البرازيل ليست جيدة الآن للحمضيات." "فسيكون الإنتاج البرازيلي أقل من المتوقع. وبالنسبة لفلوريدا، نعتقد أن العرض سيكون صغيرًا للغاية."
بينما يحاول بعض المضاربين أن يضغطوا على السوق ببيع المراكز القصيرة، "إلا أن الأساسيات تستمر في كونها منتعشة بالنسبة للعرض،" يقول كوردير. "يستمر هذا في تحريك العقود الآجلة لسوق البرتقال، حتى عندما تنخفض من وقت لآخر، لأسباب غير واضحة."
أحوال متغيرة للمحصول
تشير أرقام وزارة الزراعة الأمريكية الصادرة من المكتب التجاري الزراعي في ساو باولو، أن محصول البرازيل لعام 2018/19 كانت المتوقع له أن يكون 393 مليون صندوق، منخفضًا 27% عن الموسم السابق. وتتعرض الحمضيات هذا العام إلى ضغط من درجات الحرارة المرتفعة في أكتوبر 2017، والتي أثرت بالسلب على وضع الفاكهة، وفق وزارة الزراعة الأمريكية.
ويتراجع إنتاج عصير البرتقال الأمريكي المجمد والمركز إلى انخفاض إلى 1.032 مليون طن مكعب، نظرًا لانخفاض البرتقال المتاح لصناعة العصير من البرازيل وفلوريدا، وبلغ الإنتاج الموسم الماضي 1.447 مليون طن مكعب، وفق تقرير يونيو من وزارة الزراعة الأمريكية.
وقالت هيئة المحصول الأمريكي يوم الاثنين، في تحديث حول الأحوال الجوية، أن الأحوال الجوية تتغير لصالح الحمضيات في فلوريدا، فدرجات الحرارة دافئة، و"كانت تقارير التقدم في محصول الفاكهة إيجابية في كل المناطق."
وقالت هاكيت للمستشارين الماليين هذا الأسبوع، أن الجفاف في البرازيل يؤثر على المحصول، "وسيكون له تأثير كبير على عصير البرتقال البرازيلي هذا العام."
التراوح ما بين المحايد والحذر بشأن الأسعار
"يستمر البيع نظرًا للإشارات التي تصدرها الأموال الذكية، بينما نقترب من إشارات بيع، ولكن نظل في منطقة محايدة،" وفق ما تذكر هاكيت
تشير الرسومات البيانية الأخرى لعصير البرتقال أن مخاطر السوق تزداد للثيران (مضاربي الصعود).
ويقول مايك سييري: "سأنصح باتخاذ موقف متشائم، إذا اخترقت الأسعار مستوى انخفاض 5 أسابيع عند 162.55 دولار، عند الإغلاق، بينما نضع وقف الخسارة أعلى ارتفاع 10 أيام، عند سعر 1.70 دولار، حيث ستكون المخاطرة عند 1,200 دولار لكل عقد، بالإضافة إلى الفرق بين سعر البيع والشراء، والعمولات،" مايك سييري من شركة العقود الآجلة لسييري في إلينوي، كتب في تعليق يوم الثلاثاء.
يعترف سييري أن العصير حقق عوائد هذا العام، ولكن التعزيز الحاصل منذ الربع الثاني يعني أن الأسعار وصلت لأعلى المستويات، وستبدأ في الهبوط. وما زال المستثمرون الحذرون يمكن أن يحصلوا على "معدل مخاطرة إلى مكافأة في صالحهم، بينما يتمتع عصير البرتقال بتقلب عالي، بتأرجح كبير في السعر على مستوى يومي،" كما يضيف.